أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الإثنين، إلقاء القبض على "عصابة تتاجر بالأعضاء البشرية" وسط بغداد، خلال عملية أمنية قالت عنها إنها تمت وفقا لـ"معلومات استخبارية دقيقة".
وقال بيان لقيادة عمليات بغداد، إنّ "قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على عصابة تتاجر بالأعضاء البشرية في منطقة الدورة جنوبي بغداد".
وأوضح البيان أن "العصابة تتألف من أربعة أشخاص، وكانت تقوم باختطاف مواطنين وسرقة أعضائهم، كما تتورط بعمليات الاتجار بالمخدرات وتزوير أوراق وهويات رسمية".
ويأتي القبض على هذه العصابة ضمن حملة أمنية شنتها قوات الأمن في بغداد، بمختلف صنوفها ضد عصابات السطو المسلح، والمتاجرة بالأعضاء البشرية، وعصابات السرقة والسلب التي اجتاحت العاصمة بغداد مؤخراً بشكل ملفت.
وقالت منظمات محلية عراقية، إنّ العشرات من العصابات تنشط في بغداد وتتحرك تحت مظلة مليشيات الحشد أو قوات الأمن الداخلي، مما يصعّب رصدها وتتورط بجرائم سرقة ومخدرات وخطف وابتزاز وسطو مسلح.
وفي وقت متزامن، أعلنت قيادة عمليات بغداد في بيان آخر عن إلقاء القبض على عصابة أخرى للسطو المسلح في بغداد مكونة من أربعة أشخاص.
وكشفت القيادة في بيان أنّ "قوة من قيادة عمليات بغداد تمكنت من إلقاء القبض على عصابة للسطو المسلح، تتكون من أربعة أشخاص في منطقة الشهداء جنوبي العاصمة بغداد".
وذكر البيان "أن القوة الأمنية المختصة سلمت أفراد العصابة إلى مكتب مكافحة إجرام منطقة البياع جنوبي العاصمة لإجراء التحقيقات القانونية اللازمة معهم، تمهيداً لإحالتهم إلى القضاء".
وانتشرت في الأشهر الأخيرة، عصابات السطو المسلح والسرقة والسلب والقتل والخطف بشكل غير مسبوق في العاصمة العراقية بغداد، ما أثار ذعر الأهالي وسبب هجرة الكثير من الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال.
ووصل الحال في بغداد إلى اقتحام عصابات السطو لمحال وشركات الصرافة ومنازل المدنيين وسط "بغداد في وضح النهار دون رادع، ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المواطنين وسرقة مبالغ كبيرة جدا".
وقال ضابط رفيع في وزارة الداخلية العراقية، رفض الكشف عن اسمه، إنّ "قوات الأمن العراقية في العاصمة بغداد وبمختلف صنوفها بدأت بحملة واسعة لملاحقة عصابات السطو المسلح والمتاجرة بالأعضاء البشرية في العاصمة، والتي انتشرت بشكل مخيف خلال الفترة الماضية".
وأوضح الضابط لـ"العربي الجديد" قواتنا الأمنية مستمرة في ملاحقة تلك العصابات الإجرامية، ولكن هناك خطة جديدة لملاحقتها والقضاء عليها بعد أن استشرت بشكل كبير مستغلة انشغال القوات العراقية والأمنية بالحرب على تنظيم "داعش".
ولا يكاد يمر يوم في العاصمة بغداد وضواحيها إلاّ وتحدث عملية سطو مسلح أو سلب أو خطف سواء ليلاً أو نهاراً، ولم تنفع المواطنين وسائل الحماية الشخصية كالكلاب البوليسية وكاميرات المراقبة وأجهزة استشعار الحركة.
وبرزت عصابات المتاجرة بالأعضاء البشرية في العراق بعد عام 2003، لكنها لم تكن معروفة تماماً وذاع صيتها بين عامي 2006 -2007 بعد وقوع الحرب الطائفية آنذاك.
وبحسب خبراء الأمن، فإنّ عصابات المتاجرة بالأعضاء البشرية تعتمد في عملها على عمليات الخطف لسرقة أعضاء الضحايا، أو استغلال الفقراء والمحتاجين وإغرائهم بالمال لشراء أعضائهم ثم بيعها بمبالغ طائلة داخل أو خارج البلاد.
ويقول خبراء الأمن، إنّ انتشار تلك العصابات ليس جديداً، بل ارتفعت نسبته بعد مطلع عام 2014 مع اشتداد المعارك فيما يقرب من نصف مساحة البلاد، وانتشار المليشيات المسلحة بكثافة في العاصمة بغداد وضعف سلطة القانون أمام تصاعد سلطة المليشيات.
ومع احتدام المعارك الداخلية بين قوات الأمن العراقية ومسلحي تنظيم "داعش"، تتّسع دائرة الجريمة المنظمة في العاصمة بغداد ومدن جنوب البلاد، بشكل يلقي بالمزيد من التحديات على الملف الأمني واستقرار الوضع الداخلي في العراق.