خرجت وزارة التربية والتعليم الأردنية، اليوم الأربعاء، عن صمتها في مواجهة اتساع الحركة الاحتجاجية على التعديلات التي أدخلتها على الكتب المدرسية، والتي وصلت حد إحراق الكتب والتهديد بالإضراب، متهمة جهات وجماعات بالتشويش على مسيرة التطور.
وقال وزير التعليم، محمد الذنيبات، في مؤتمر صحافي بدار رئاسة الوزراء، إن "من يقودون حملة الترويج السلبية ضد الكتب المدرسية المعدلة يريدون إعاقة قصة النجاح والتطوير والنقلة النوعية التي شهدتها وزارة التربية والتعليم في السنوات الثلاث الماضية"، مدافعاً عن التعديلات التي "تشكل نقلة نوعية في الكتاب المدرسي"، مبيناً أن الكتب المدرسية التي شملها التعديل لم يجر عليها أي تطوير منذ أكثر من 10 أعوام.
ويأتي دفاع الوزير في ظل حملة معارضة يقودها معلمون ونقابيون وأولياء أمور ضد التعديلات التي جرت على الكتب المدرسية، وشملت حذف عدد من الآيات القرآنية التي تحث على الجهاد، وتغيير بعض المصطلحات التي تخص القضية الفلسطينية.
وأعلن المعارضون الذين اعتصموا مطلع الشهر الجاري أمام وزارة التربية؛ رفضهم تدريس المناهج الدراسية المعدلة؛ مطالبين بإقالة الوزير، فيما أقدم بعضهم على حرق الكتب أمام مديريات التربية، بحجة خروجها عن الثوابت الإسلامية والقومية والعربية.
ونفى الذنيبات أن تكون الكتب المدرسية "مسّت، بأي شكل من الأشكال، ثوابت الأمة الإسلامية والعربية في المناهج المعدلة، أو أي تشويه للقضية الفلسطينية"، وعلق على ما نشره المعارضون على مواقع التواصل الاجتماعي حول التعديلات، قائلاً "لا يجوز النظر إلى الكتب المدرسية باجتزاء جزء منها وتعميمه"، وتساءل "هل نترك كتبنا ومناهجنا لوسائل التواصل الاجتماعي ليشوهها من يقاومون الإصلاح والتطوير؟".
وشدد الذنيبات على أن "كتبنا المدرسية لا تحتوي على أي كلمة أو نص يتصادم مع عقيدتنا أو شريعتنا أو مواقفنا القومية. كتبنا تحث على لغة الحوار والرأي والرأي الآخر، وتدافع عن حق الآخرين في العيش، وتنمي قيم التسامح والعيش المشترك، وتعزز الانفتاح على حضارات العالم، وتنصف المرأة، كل ذلك انطلاقاً من أن الإسلام دين التسامح".
واستعرض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في الكتب المدرسية كماً ونوعاً، دافعاً عن نفسه وعن لجان التأليف تهمة الحذف.
كما استعرض دروساً تتحدث عن القضية الفلسطينية، وأخرى عن شهداء الجيش الأردني في الدفاع عن الأرض الفلسطينية، مؤكداً "فلسطين مرتكز من مرتكزات التربية في كتبنا".
وأثيرت ضجّة حول المناهج الدراسية، بعد أن أصدر مركز دراسات أردني، في يونيو/حزيران 2015، دراسة بعنوان "الداعشية في المناهج الدراسية"، وانتهت الدراسة التي أعدها الخبير التربوي الأردني، ذوقان عبيدات، إلى احتواء المناهج على أفكار دينية يتم استغلالها للترويج لكفر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهي الدراسة التي أعقبتها حملة تطالب بتعديل المناهج.
وأكد الذنيبات: "لا يوجد في مناهجنا ما يدعو إلى التطرف، هي تركز على الوسطية والاعتدال والحوار الفعال"، مشيراً إلى وجود تباين عميق في وجهات النظر بين فريقين؛ الأول يريد إبعاد الإسلام عن المناهج، والثاني يريد إعطاء كل المناهج صبغة إسلامية، معلناً "لا نبعد الإسلام عن المناهج، ولا يمكن أن تكون جميع المناهج بصبغة إسلامية".