تبعات عدّة تسجّل لنزوح العراقيّين من مناطقهم التي سيطر عليها تنظيم "داعش"، واستقرارهم في مخيمات إقليم كردستان العراق. منها تلك الزيجات المختلطة التي أتت لتكسر المعهود
بعدما كان يرفض الموضوع جملة وتفصيلاً، وافق أبو زهير العزي على تزويج ابنته سعاد من أزاد، الشاب الكردي. في السابق، كان الأمر مستحيلاً بالنسبة إليه على خلفيّة اختلاف القومية، إلا أنّ ذلك تغيّر بعد نزوحه قبل عامَين وعيشه مذاك في مخيّمات إقليم كردستان العراق.
أبو زهير ليس سوى نموذج لعراقيّين كثيرين لم يعودوا يمانعون فكرة المصاهرة بين العوائل الكردية وتلك العربية. ويقول سوران حمو وهو كردي من سكان محافظة السليمانية، إنّ "ثمّة مرونة اليوم في ما يخص الزواج من قومية مختلفة". يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "العادات والتقاليد المختلفة بين العرب والأكراد في العراق لعبت دوراً في تغليب حالة المقارنة ورفض التغيير، بدافع الخوف من الانصهار والحفاظ على القومية. وهو الأمر الذي أدّى إلى ترسيخ الهوية في محاولة لتبيان كلّ الاختلافات لدى الطرفَين بصورة أكبر، فحافظ على مسافة بين القوميّتَين".
يتابع حمو: "بعد النزوح في عام 2014، راحت تسجّل مقاومة لتلك العادات وبدأت العلاقة تتخذ طابعاً إنسانياً سلمياً، من خلال طرق عدّة، لعلّ أبرزها الزواج بين العرب والأكراد، على الرغم من بديهية الأمر لارتباطه بالمشاعر الإنسانية. وقد تجلّى تأثير ذلك من خلال تكريس صور من التعايش والتقارب بين القوميتين القريبتين من بعض في الأساس، وتغليب الحالة الإنسانية الحاملة للعاطفة على المخاوف الاجتماعية. بالتالي، صرنا نلحظ تأييد العوائل النازحة والمجتمع الكردي المضيف للزواج بين أبناء القوميتين، بعدما كان ثمّة تقاطع وتعنّت من قبلهما".
من جهته، يرى أحمد الصياد وهو مدرّس نازح متصاهر مع الأكراد، أنّه "بعد النزوح وبحكم المنطقة التي نزحت إليها العوائل بمعظمها، في إقليم كردستان العراق، عقدت زيجات بين العرب والأكراد وان لم تكن ملحوظة في بداية الأمر". يضيف أنّ "الزيجات بينهم تكاد تكون حالات فردية، على خلفيّة التعايش المستجدّ". ويلفت بحديثه لـ "العربي الجديد" إلى أنّ "الأكراد بحسب ما لاحظت، لا يقبلون على الزواج بالمرأة العربيّة، لكنّهم يزوّجون بناتهم من عرب".
ويقول الصياد إنّ "أرض العراق حباها الله بخيرات وبركات كثيرة. فعاشت على أرض بلاد الرافدين قوميات وملل ونحل مختلفة على مرّ الأزمان. ومهما عصفت ظروف بذلك التعايش، إلا أنّ الطبيعي هو في العودة إليه بين مكوّنات المجتمع".
اقــرأ أيضاً
بعدما كان يرفض الموضوع جملة وتفصيلاً، وافق أبو زهير العزي على تزويج ابنته سعاد من أزاد، الشاب الكردي. في السابق، كان الأمر مستحيلاً بالنسبة إليه على خلفيّة اختلاف القومية، إلا أنّ ذلك تغيّر بعد نزوحه قبل عامَين وعيشه مذاك في مخيّمات إقليم كردستان العراق.
أبو زهير ليس سوى نموذج لعراقيّين كثيرين لم يعودوا يمانعون فكرة المصاهرة بين العوائل الكردية وتلك العربية. ويقول سوران حمو وهو كردي من سكان محافظة السليمانية، إنّ "ثمّة مرونة اليوم في ما يخص الزواج من قومية مختلفة". يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "العادات والتقاليد المختلفة بين العرب والأكراد في العراق لعبت دوراً في تغليب حالة المقارنة ورفض التغيير، بدافع الخوف من الانصهار والحفاظ على القومية. وهو الأمر الذي أدّى إلى ترسيخ الهوية في محاولة لتبيان كلّ الاختلافات لدى الطرفَين بصورة أكبر، فحافظ على مسافة بين القوميّتَين".
يتابع حمو: "بعد النزوح في عام 2014، راحت تسجّل مقاومة لتلك العادات وبدأت العلاقة تتخذ طابعاً إنسانياً سلمياً، من خلال طرق عدّة، لعلّ أبرزها الزواج بين العرب والأكراد، على الرغم من بديهية الأمر لارتباطه بالمشاعر الإنسانية. وقد تجلّى تأثير ذلك من خلال تكريس صور من التعايش والتقارب بين القوميتين القريبتين من بعض في الأساس، وتغليب الحالة الإنسانية الحاملة للعاطفة على المخاوف الاجتماعية. بالتالي، صرنا نلحظ تأييد العوائل النازحة والمجتمع الكردي المضيف للزواج بين أبناء القوميتين، بعدما كان ثمّة تقاطع وتعنّت من قبلهما".
من جهته، يرى أحمد الصياد وهو مدرّس نازح متصاهر مع الأكراد، أنّه "بعد النزوح وبحكم المنطقة التي نزحت إليها العوائل بمعظمها، في إقليم كردستان العراق، عقدت زيجات بين العرب والأكراد وان لم تكن ملحوظة في بداية الأمر". يضيف أنّ "الزيجات بينهم تكاد تكون حالات فردية، على خلفيّة التعايش المستجدّ". ويلفت بحديثه لـ "العربي الجديد" إلى أنّ "الأكراد بحسب ما لاحظت، لا يقبلون على الزواج بالمرأة العربيّة، لكنّهم يزوّجون بناتهم من عرب".
ويقول الصياد إنّ "أرض العراق حباها الله بخيرات وبركات كثيرة. فعاشت على أرض بلاد الرافدين قوميات وملل ونحل مختلفة على مرّ الأزمان. ومهما عصفت ظروف بذلك التعايش، إلا أنّ الطبيعي هو في العودة إليه بين مكوّنات المجتمع".
في هذا السياق، يقول المفكّر الإسلامي الدكتور نوفل الزهاوي المقيم في بلدة خانقين في محافظة ديالى، إنّ "في الإمكان رؤية العلاقات العربية الكردية نموذجاً للعلاقات بين شعوب منطقتنا. فالعمق التاريخي والمشترك الذي يربط بين العرب والأكراد ديناً وفكراً وثقافة ونضالاً، كان السمة الغالبة في العلاقة. ويُعدّ الزواج إحدى مفردات تلك العلاقة التاريخية التي تبقى في حاضرها شاهداً حياً في عالم يتوحّد عبر الحوار والتجاور".
يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "العمق التاريخي والحضاري في امتزاجهما وتجاورهما وحوارهما، يؤكد أنّ الزيجات بينهما قديمة بقدم الحضارات وعميقة بعمق التاريخ". ويشير الزهاوي إلى أنّ "لا ضير من الزواج المختلط ما دام الزوجان متفاهمَين ومتفقَين على أنّ حياتهما لا بدّ من أن تسودها المحبة والتفاهم، وأنّ الخلافات بين الطوائف والقوميات لا تشكّل عائقاً أمام الحبّ الذي يجمع الزوجَين، أضف إلى ذلك أنّ الأولاد سوف ينشرون رسائل الترابط والعلاقات العائلية بين مختلف العشائر والقوميات". بالنسبة إليه، فإنّ "انتشار الزيجات العربية الكردية لا يعني عدم وجود حالات رفض أو معارضة. لكنّ الزواج بين الشعوب المختلفة يخلق جيلاً أكثر قوّة ويجمع الصفات المنتخبة للطرفين، بالإضافة إلى موروث ثقافي وحضاري ومجموعة قيم وعادات يتشاركها الزوجان". ويتابع أنّ "الزيجات المختلطة تمكّن الأطفال من تعلّم لغتين وبطلاقة، وتجعلهم ورثة لمزيج ثقافتين".
ويوضح الزهاوي أنّ "هذه الزيجات تزايدت بعد نزوح العرب من مناطقهم التي سيطر عليها تنظيم داعش، في اتجاه المدن الكرديّة. وذلك لسببَين أساسيَّين، الأول القرب الجغرافي والثاني العامل الديني المذهبي. وهكذا عقدت زيجات من خلال الاختلاط بين القوميتين. وتتميّز هذه الزيجات بأنّ الأكراد راحوا يتزوجون بالعربيات النازحات، على عكس ما كان يحدث في السابق عندما كان العرب يكثرون من الزواج بالكرديات، وهو أمر فرضه الواقع السياسي آنذاك".
إلى ذلك، يوضح العضو السابق في مجلس محافظة ديالى عن القائمة الكردية زياد الدلوي أنّ "أسباب ازدياد الزواج بين الأكراد والعرب خصوصاً بعد نزوح العوائل العربية إلى كردستان العراق، تعود إلى الاختلاط والاحتكاك بطريقة مباشرة وتعرّف الناس عن قرب بعضهم إلى بعض. كذلك تأتي الظروف المعيشية وتخفيف الحمل عن ربّ العائلة، بالإضافة إلى قلة الطلبات خصوصاً المهر، وقبول المرأة العربية بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة على عكس المرأة الكردية". بالنسبة إليه، فإنّ "الموضوع عموماً هو إيجابي، لأنّه يُعدّ سبباً رئيسياً لتقوية العلاقات بين العرب والأكراد وإغلاق الطريق أمام القوميين للتفرقة بين الطرفين، بالإضافة إلى القضاء على نسب العنوسة والأرامل".
اقــرأ أيضاً
يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "العمق التاريخي والحضاري في امتزاجهما وتجاورهما وحوارهما، يؤكد أنّ الزيجات بينهما قديمة بقدم الحضارات وعميقة بعمق التاريخ". ويشير الزهاوي إلى أنّ "لا ضير من الزواج المختلط ما دام الزوجان متفاهمَين ومتفقَين على أنّ حياتهما لا بدّ من أن تسودها المحبة والتفاهم، وأنّ الخلافات بين الطوائف والقوميات لا تشكّل عائقاً أمام الحبّ الذي يجمع الزوجَين، أضف إلى ذلك أنّ الأولاد سوف ينشرون رسائل الترابط والعلاقات العائلية بين مختلف العشائر والقوميات". بالنسبة إليه، فإنّ "انتشار الزيجات العربية الكردية لا يعني عدم وجود حالات رفض أو معارضة. لكنّ الزواج بين الشعوب المختلفة يخلق جيلاً أكثر قوّة ويجمع الصفات المنتخبة للطرفين، بالإضافة إلى موروث ثقافي وحضاري ومجموعة قيم وعادات يتشاركها الزوجان". ويتابع أنّ "الزيجات المختلطة تمكّن الأطفال من تعلّم لغتين وبطلاقة، وتجعلهم ورثة لمزيج ثقافتين".
ويوضح الزهاوي أنّ "هذه الزيجات تزايدت بعد نزوح العرب من مناطقهم التي سيطر عليها تنظيم داعش، في اتجاه المدن الكرديّة. وذلك لسببَين أساسيَّين، الأول القرب الجغرافي والثاني العامل الديني المذهبي. وهكذا عقدت زيجات من خلال الاختلاط بين القوميتين. وتتميّز هذه الزيجات بأنّ الأكراد راحوا يتزوجون بالعربيات النازحات، على عكس ما كان يحدث في السابق عندما كان العرب يكثرون من الزواج بالكرديات، وهو أمر فرضه الواقع السياسي آنذاك".
إلى ذلك، يوضح العضو السابق في مجلس محافظة ديالى عن القائمة الكردية زياد الدلوي أنّ "أسباب ازدياد الزواج بين الأكراد والعرب خصوصاً بعد نزوح العوائل العربية إلى كردستان العراق، تعود إلى الاختلاط والاحتكاك بطريقة مباشرة وتعرّف الناس عن قرب بعضهم إلى بعض. كذلك تأتي الظروف المعيشية وتخفيف الحمل عن ربّ العائلة، بالإضافة إلى قلة الطلبات خصوصاً المهر، وقبول المرأة العربية بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة على عكس المرأة الكردية". بالنسبة إليه، فإنّ "الموضوع عموماً هو إيجابي، لأنّه يُعدّ سبباً رئيسياً لتقوية العلاقات بين العرب والأكراد وإغلاق الطريق أمام القوميين للتفرقة بين الطرفين، بالإضافة إلى القضاء على نسب العنوسة والأرامل".