حذّر جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة من عدم جهوزيته الكاملة للتعامل مع حالات الطوارئ والأزمات في فصل الشتاء، نتيجة تهالك المعدات والإمكانيات، ما يؤثر سلباً على قدرته على العمل، مع تخلي كافة الأطراف عن دعمه وتطوير أدواته.
وقال مساعد مدير عام الدفاع المدني في غزة، العقيد محمد العطار، في مؤتمر عُقد في المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الأحد، إنّ الجهاز يعمل في ظل أجواء غير مستقرة، وحصار يُحكم قبضته الحديدية على مختلف مناحي الحياة، وإنه شق مختلف الطرق من أجل توفير سبل الحماية المدنية لأبناء الشعب، في الوقت الذي لا يملك إلا الإمكانيات والمقدرات المتواضعة.
وأوضح، خلال المؤتمر الذي عُقد حول استعدادات الجهاز لفصل الشتاء، وأبرز الصعوبات التي تواجه عمله، أن الدفاع المدني لا يملك إلا إمكانيات متواضعة ومتهالكة، تؤثر على طبيعة الاستجابة خلال الأزمات.
وأشار إلى أن "الجهاز يحتاج إلى اهتمام كبير ورفده بما يلزم من معدات ومركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، بالإضافة إلى المعدات الثقيلة، في حين أن ما تملكه المديرية العامة للدفاع المدني في غزة لا تكاد تغطي سوى نسبة محدودة من متطلبات الاستجابة".
وأضاف العقيد العطار "نحن على أعتاب موسم الشتاء مع ما يحمله من أمطار ومفاجآت ومآسٍ، خصوصاً أن بعض مواسم الشتاء السابقة حملت معها الفيضانات والسيول، وأدت إلى غرق مناطق بأكملها"، موضحاً أن هذه الأسباب كونت لدى الجهاز نظرة مغايرة، لجهة الاستعداد ورفع مستويات التخطيط والتحضير، وسرعة الاستجابة للتعامل مع الأزمات بما يقلل الخسائر.
وأشار إلى أنه بعد 20 عاماً على تأسيس جهاز الدفاع المدني، وما شهده من حروب وكوارث وأحداث، إضافة إلى الخدمات اليومية، استنفد واستهلك قدراته، موضحاً أن "هذا الجهد الكبير جعل المعدات غير قادرة على أداء مهامها المطلوبة، وأخرج الكثير من الآليات والأجهزة الحيوية خارج الخدمة".
وبيّن أن تحديث وتجديد هذه الآليات أصبح أمراً ملحاً، وغاية في الأهمية، مستدركاً بالقول إن هناك مجموعة من العوامل والأسباب القاهرة التي تقف دون معالجة الأمر، منها الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني وغياب العدالة، وعدم وضع احتياجات الجهاز على سلّم الأولويات لدى أصحاب القرار.
وحذّر العطار من تراكم آثار الحصار وضعف الموازنة التشغيلية التي ترفض حكومة الوفاق الفلسطيني أن تزود الجهاز بها، ما يضعف قدرة الجهاز على تأدية الحد الأدنى من واجباته الوطنية والإنسانية، لافتاً إلى أن الجهاز وضع الجميع في صورة الأوضاع، من دون استجابة سوى من بعض الجهات.
وطالب مؤسستي الرئاسة والحكومة الفلسطينية، بإبعاد وتحييد الدفاع المدني عن الحسابات السياسية، خاصة أن أبناء الشعب الفلسطيني في غزة بأمسّ الحاجة إلى العون والمساعدة، في ظل استفراد الاحتلال الإسرائيلي به، مناشداً الدول العربية والإسلامية الالتفات إلى معاناة المواطنين، والسماح بدعم احتياجاته اللازمة.
ودعا العطار، المؤسسات الدولية الداعمة، ومؤسسات الأمم المتحدة ذات العلاقة، والمنظمة الدولية للحماية المدنية، ومؤسسات حقوق الإنسان، إلى العمل على مساعدة الدفاع المدني في غزة، "خاصة أنه لم يصله منذ عام 2000 حتى مركبة إطفاء واحدة".