لم تتوقع عائلة الطفلة الفلسطينية نورهان إبراهيم عواد (16 عاماً) من مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمالي القدس المحتلة، أن تحاكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، ابنتهم نورهان بالسّجن الفعلي مدة 13 عاماً ونصف العام، وغرامة مالية تقدر بنحو 8 آلاف دولار، بحجة طعنها إسرائيليا العام الماضي داخل مدينة القدس. وصدر الحكم اليوم في الذكرى الأولى لاعتقالها.
وتوضح الباحثة في نادي الأسير الفلسطيني فداء نجادة لـ"العربي الجديد"، أن كل محاولات محامي النادي تخفيف الحكم عن نورهان باءت بالفشل، إذ كانت سلطات الاحتلال تطالب في جلسات المحاكمة بسجنها مدة 15 عاما، حتى صدر اليوم قرار بالسجن 13 عاما ونصف العام وغرامة مالية تقدر بنحو 8 آلاف دولار، تعويضا للمصاب الذي اتهمت نورهان بطعنه في العملية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفلة نورهان في 23 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، بعد اتهامها بتنفيذ عملية طعن وهي برفقة ابنة عمتها الشهيدة هديل عواد. وأصيبت نورهان بثلاث رصاصات إحداها في القدم والأخرى في اليد، والثالثة لا تزال مستقرة في بطنها. و"لم توفر لها سلطات الاحتلال العلاج الكامل بل تعمدت إهمالها طبياً"، يوضح إبراهيم عواد، والد نورهان، لـ"العربي الجديد".
وتابع والدها: "قرار الحكم إجرامي وظالم وجائر وتعسفي، لا يستند لأية قوانين، وليس فيه أي نوع من الإنسانية، لم نكن نتوقع أن يتم الحكم على نورهان بهذا السقف العالي من الحكم، بأي حال من الأحوال فهو حكم خيالي".
وطالب إبراهيم عواد المنظمات الحقوقية والمؤسسات الحقوقية التي تعنى بشؤون الأطفال بالوقوف مع الأطفال الأسرى، وخاصة المصابين منهم، ومحاولة الضغط على الاحتلال للإفراج عنهم.
تزور العائلة ابنتها نورهان المعتقلة في سجن "هشارون" الإسرائيلي المخصص للأسيرات الفلسطينيات، ومعنوياتها عالية كما تبدو لهم، لكن العائلة تدرك تماما أن نورهان في حاجة للعلاج وإلى الدعم المعنوي خاصة بعد إصابتها، واستشهاد ابنة عمتها وصديقتها هديل.
ولم يعد في إمكان نورهان بعد هذا الحكم الجائر أن تحقق حلمها مبكرا، ودراسة الهندسة المعمارية. ولن يشفع لها تفوقها في مدرستها أن تحقق هذا الحلم. إذ حصلت نورهان في آخر شهادة مدرسية لها قبل اعتقالها على معدل 94 في المائة، عندما كانت في صفها في العاشر الأساسي، وفق ما يقول والدها.