استنكرت منظمات حقوقية مغربية محاكمة قاصرتين بتهمة الشذوذ، ووصفتها بالمخالفة للدستور المغربي الذي يحمي الحياة الخاصة للأفراد.
ومن المرتقب أن تُعرض القاصرتان، سناء (16 سنة)، وهاجر (17 سنة)، من مدينة مراكش، جنوب المغرب، أمام المحكمة، غدا الجمعة، بتهمة "الشذوذ الجنسي"، بعد أن تم ضبطهما تتبادلان القبل فوق سطح منزل إحدى الفتاتين.
وأفرج الخميس بشكل مؤقت عن الفتاتين بعد اسبوع على توقيفهما، في انتظار تقديمهما للمحاكمة الجمعة، حسبما أكد ممثل فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان في مراكش، عمر أربيب، والذي قال إن "القاضي قرر اليوم بعد ملتمس تقدم به ثلاثة محامون، تمتيع الفتاتين بالسراح المؤقت في انتظار انعقاد المحاكمة غدا الجمعة. تم تسليم الفتاتين لعائلتيهما، وهذا أمر جيد ونتمنى أن يكون الحكم بالبراءة لصالحهما".
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال فتاتين ومحاكمتهما بهذه التهمة في المغرب، حيث كانت الاعتقالات في السابق حصرا على الذكور المتهمين بالمثلية.
ورفضت نحو 20 جمعية ومنظمة حقوقية اعتقال القاصرتين بتهمة "الشذوذ الجنسي"، واعتبرت أن "اعتقال الأشخاص بسبب ميولهم الجنسية يتعارض مع التزامات المغرب دوليا في مجال حقوق الإنسان، ويخالف دستور البلاد الذي ينص على حماية الحياة الخاصة للأفراد، والتزام المغرب حظر ومكافحة كل أشكال التمييز، بسبب الجنس، أو اللون، أو المعتقد، أو الثقافة".
وطالبت المنظمات الحقوقية بالإفراج عن الفتاتين، كما نددت بالظروف والمعاملة السيئة التي واجهت المعتقلتين خلال مراحل القضية، داعية إلى وقف اعتقال الأشخاص بسبب ميولهم الجنسية عبر إلغاء الفصل 489 من القانون الجنائي، الذي يجرّم العلاقات الجنسية بالتراضي بين أفراد الجنس نفسه، والذي تصل العقوبة وفقه إلى ثلاث سنوات سجنا نافذا.
وعرضت الفتاتان على وكيل الملك في المحكمة الابتدائية بمراكش، في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن يتقرر إطلاق سراحهما، وتحديد يوم الجمعة موعدا للجلسة الأولى للنظر في قضيتهما بالمحكمة الابتدائية بمراكش.
وأفادت مصادر إعلامية متطابقة بأن الفتاتين كانتا تتبادلان القبل على سطح البيت عندما تم ضبطهما من طرف أحد أفراد العائلة الذي قام بتصويرهما وإبلاغ الشرطة، مردفة أن القاصرتين تعرضتا للضرب المبرح من أفراد عائلة سناء قبل تسليمهما للشرطة.