وبدأت عملية الإخلاء التي كان ينتظرها المهاجرون، قبيل السادسة صباحا، وشهدت تعبئة 600 شرطي ودركيّ فرنسي، ومن المقرر أن تنتهي مساء اليوم، حيث يتم تطهير المنطقة ونزع كل الخيام، وهو ما تقوم به نحو 80 حافلة أعدت للمهمة.
ويأتي القرار بعد دخول "الهدنة الشتائية" التي تُلزِم السلطات الفرنسية التوقف عن إفراغ المساكن التي لا يستطيع ساكنوها دفع ثمن الإيجار، أو الأُسَر التي صدرت بحقها قرارات قضائية بالإخلاء، وبعد عشرة أيام من الإخلاء التامّ لـ"غابة كاليه".
وعملية الإخلاء التي طاولت المهاجرين هي الثالثة، وكانت الأولى في 26 يوليو/ تموز الماضي، وأثمرت إسكان نحو 2500 شخص، والثانية في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، وكانت نتيجتها إجلاء نحو 2100 مهاجر. ومع كل مرة كان المهاجرون يعودون إلى المكان وينصبون خيامهم مجددا.
وكان كثير من المهاجرين فرحين لمغادرة عراء الشارع والخيام المتواضعة والمتكدسة التي لا تقي برد باريس الذي بدأ يطرق الأبواب بقوة، حيث وصل كثيرون إلى مراكز إلإيواء في الضواحي والتي توفر أساسيات العيش، وسيقيمون هناك لأسابيع، وأحيانا لأشهر حتى تتم دراسة ملفاتهم المتعلقة بطلبات اللجوء والإقامة.
وانتهت السلطات، منتصف اليوم الجمعة، من إفراغ المعسكر بعد عمليات الصباح التي بدأت بنقل المهاجرين الأفغان، وبعدهم جاء دور السودانيين والإرتريين غير البعيدين عنهم. وهي عملية سجلت إجلاء 3832 مهاجرا من بينهم 339 امرأة.
وتكفلت الدولة بالمهاجرين البالغين، فيما تكفلت بلدية باريس بإيواء العائلات في مراكز تابعة لها. لكن هذا لم يمنع رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، من مناشدة بلديات فرنسية أخرى لتقديم المساعدة.
وأكدت وزيرة الإسكان، إمانويل كوس، التي كانت سبّاقة إلى المطالبة بإسكان هؤلاء المهاجرين في مساكن لائقة، صباح اليوم، أن "الدولة تمتلك أماكن كافية لإيواء الجميع".