يستمرّ أهالي مناطق وقرى جديدة في محافظة تعز (وسط) في النزوح، بعدما استُخدمت أراضي المدنيّين كمواقع عسكرية، في ظل استمرار الحرب. ونتيجة لاستخدام السلاح الثقيل في كل من قرية الدبح في منطقة الضباب (غرب تعز)، وقرى متعدّدة في مديريّة الصلو (شرق)، أُرغم الأهالي على ترك ديارهم وهجر أراضيهم وعملهم في الزراعة والرعي، مصدر عيشهم الأساسي.
بين ليلة وضحاها، بات الأهالي الذين كانوا يكتفون بمحاصيلهم الزراعيّة، يبحثون عن مأوى آمن لأطفالهم ونسائهم في أعالي الجبال أو الأودية. وباتت أوضاعهم الصحيّة والمعيشيّة تنذر بكارثة، في حال لم تتدخّل المنظّمات الإنسانيّة، علماً أنها غير موجودة في مناطق النزوح. والمشكلة الأكبر أن الناس تركوا كلّ شيء خلفهم، وفرّوا.
في قرية الدبح، اختطف 19 قروياً وهجّرت 60 أسرة منها نهاية الأسبوع الماضي تحت تهديد السلاح الثقيل. وتؤكّد الطبيبة والحقوقيّة داليا محمد التضييق على القرويّين ومنعهم من الزراعة وعيش حياتهم بشكل طبيعي والتعدّي على خصوصيّاتهم لدفعهم إلى مغادرة أراضيهم. تضيف أن بعض الجهات كانت تفتّش النساء عند المعابر، وتجبرهن على خلع براقعهن للتأكّد من هوياتهن. وفي نهاية الأسبوع الماضي، طلبت قوى متقاتلة من القرويّين ترك ديارهم تحت التهديد، متهمةً إياهم بالتعاون مع الأطراف الأخرى. تقول: "كانوا يصرخون في وجههم ويتّهمونهم بتسهيل عمل الأعداء". وفي النهاية، أجبروا على ترك منازلهم ليعيشوا بؤساً.
وتتطرّق داليا إلى التعليم في منطقة الضباب، واصفة إيّاه بـ "الضعيف"، بسبب العنف في البلاد، علماً أنه لا يوجد في المنطقة إلّا مدرستان. ومنذ بدأت الحرب، توقفت الدراسة فيهما بسبب استهدافهما. تقول: "المنطقة محاصرة وليس فيها أية منظمات".
وفي مديريّة الصلو، اشتدت وتيرة الاشتباكات المسلّحة منذ أيام في بعض القرى، مثل الصيّار والصرتين وحمدة وقشافر والبطنة وهيجة الشرج، ما أدّى إلى نزوح عدد كبير من سكان تلك المناطق. في هذا السياق، يحكي الناشط محمد الصلوي، لـ "العربي الجديد"، عن تطورات الوضع العسكري والإنساني في المنطقة. ويقول إن الوضع الإنساني ازداد سوءاً في ظلّ سعي المتقاتلين المستمرّ إلى التقدّم نحو منطقتي الصعيد والقابلة، رغم الكثافة السكانية فيهما. ويشار إلى أن استخدام المدافع والأسلحة الثقيلة أرعب السكان بشكل كبير، ليترك الناس منازلهم وممتلكاتهم.
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، يقول محمد عبد الجليل، والذي نزح من قرية البطنة، إنه لا يملك أيّة نقود لتأمين الغذاء لأسرته وأطفاله الخمسة. في السابق، كان يعتمد على محاصيله الزراعيّة بشكل تام. في بعض الأحيان، يعمد إلى مقايضة المواد الغذائية بسلع أخرى. ويوضح أنّه في ظلّ كثرة القرويّين الذين أرادوا النزوح، وقلة عدد السيّارات، "لم نصطحب معنا إلّا بعض الملابس والبطانيّات، والتي نستخدمها في الوقت الحالي كخيمة لحمايتنا من البرد".
يقول الصلوي إن بعض الأسر ما زالت في العراء تبحث عن أماكن للاحتماء فيها، لافتاً إلى أن البرد قارس في المناطق المرتفعة، ما يجعل وضع الأسر صعباً للغاية. أما المدارس، فقد أغلقت أبوابها في المناطق التي تشهد مواجهات. ويشير إلى مقتل إمرأة بالغة بالرصاص في منطقة القابلة.
وأطلق سكان القرى المنكوبة مناشدة وطالبوا بتوفير وسائل نقل لهم ليتمكنوا من النزوح، علماً أن موجات النزوح هذه قد بدأت قبل أيّام فقط. ويؤكّد الحقوقي راشد محمد أنّه زار الصلو نهاية الأسبوع الماضي، ورأى الأهالي ينزحون نتيجة الصراع المسلّح. يقول إن الأسر النازحة تتحدر من قرى الصيرتين والصعيد والقابلة وحمدة، في وقت باتت قرى الصيار وبيت القاضي والمقاطرة شبه خالية من السكان. يضيف أن المدارس مغلقة والقذائف تسقط على القرى، وتحديداً في قرى العكيشة والقابلة والصعيد والصيرتين. ويلفت إلى أن القرى شبة خالية من السكان، وقد باع الأهالي المواشي بأسعار رخيصة جداً قبل نزوحهم.
وتعدّ محافظة تعز إحدى أكثر المناطق اليمنية التي تشهد حركة نزوح في ظل اشتداد القتال وحصار المدنيّين. ومؤخّراً، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، أن عدد النازحين في اليمن بلغ 3 ملايين و154 ألفاً و572 نازحاً بسبب الصراع الدائر. وقالت نائبة ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن، إيتا سخويتي، إن الأزمة الراهنة تجبر المزيد والمزيد من الناس على ترك منازلهم بحثاً عن الأمان، إذ أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيشون حالياً حياة عابرة وغير مستقرة.
اقــرأ أيضاً
بين ليلة وضحاها، بات الأهالي الذين كانوا يكتفون بمحاصيلهم الزراعيّة، يبحثون عن مأوى آمن لأطفالهم ونسائهم في أعالي الجبال أو الأودية. وباتت أوضاعهم الصحيّة والمعيشيّة تنذر بكارثة، في حال لم تتدخّل المنظّمات الإنسانيّة، علماً أنها غير موجودة في مناطق النزوح. والمشكلة الأكبر أن الناس تركوا كلّ شيء خلفهم، وفرّوا.
في قرية الدبح، اختطف 19 قروياً وهجّرت 60 أسرة منها نهاية الأسبوع الماضي تحت تهديد السلاح الثقيل. وتؤكّد الطبيبة والحقوقيّة داليا محمد التضييق على القرويّين ومنعهم من الزراعة وعيش حياتهم بشكل طبيعي والتعدّي على خصوصيّاتهم لدفعهم إلى مغادرة أراضيهم. تضيف أن بعض الجهات كانت تفتّش النساء عند المعابر، وتجبرهن على خلع براقعهن للتأكّد من هوياتهن. وفي نهاية الأسبوع الماضي، طلبت قوى متقاتلة من القرويّين ترك ديارهم تحت التهديد، متهمةً إياهم بالتعاون مع الأطراف الأخرى. تقول: "كانوا يصرخون في وجههم ويتّهمونهم بتسهيل عمل الأعداء". وفي النهاية، أجبروا على ترك منازلهم ليعيشوا بؤساً.
وتتطرّق داليا إلى التعليم في منطقة الضباب، واصفة إيّاه بـ "الضعيف"، بسبب العنف في البلاد، علماً أنه لا يوجد في المنطقة إلّا مدرستان. ومنذ بدأت الحرب، توقفت الدراسة فيهما بسبب استهدافهما. تقول: "المنطقة محاصرة وليس فيها أية منظمات".
وفي مديريّة الصلو، اشتدت وتيرة الاشتباكات المسلّحة منذ أيام في بعض القرى، مثل الصيّار والصرتين وحمدة وقشافر والبطنة وهيجة الشرج، ما أدّى إلى نزوح عدد كبير من سكان تلك المناطق. في هذا السياق، يحكي الناشط محمد الصلوي، لـ "العربي الجديد"، عن تطورات الوضع العسكري والإنساني في المنطقة. ويقول إن الوضع الإنساني ازداد سوءاً في ظلّ سعي المتقاتلين المستمرّ إلى التقدّم نحو منطقتي الصعيد والقابلة، رغم الكثافة السكانية فيهما. ويشار إلى أن استخدام المدافع والأسلحة الثقيلة أرعب السكان بشكل كبير، ليترك الناس منازلهم وممتلكاتهم.
إلى ذلك، يقول محمد عبد الجليل، والذي نزح من قرية البطنة، إنه لا يملك أيّة نقود لتأمين الغذاء لأسرته وأطفاله الخمسة. في السابق، كان يعتمد على محاصيله الزراعيّة بشكل تام. في بعض الأحيان، يعمد إلى مقايضة المواد الغذائية بسلع أخرى. ويوضح أنّه في ظلّ كثرة القرويّين الذين أرادوا النزوح، وقلة عدد السيّارات، "لم نصطحب معنا إلّا بعض الملابس والبطانيّات، والتي نستخدمها في الوقت الحالي كخيمة لحمايتنا من البرد".
يقول الصلوي إن بعض الأسر ما زالت في العراء تبحث عن أماكن للاحتماء فيها، لافتاً إلى أن البرد قارس في المناطق المرتفعة، ما يجعل وضع الأسر صعباً للغاية. أما المدارس، فقد أغلقت أبوابها في المناطق التي تشهد مواجهات. ويشير إلى مقتل إمرأة بالغة بالرصاص في منطقة القابلة.
وأطلق سكان القرى المنكوبة مناشدة وطالبوا بتوفير وسائل نقل لهم ليتمكنوا من النزوح، علماً أن موجات النزوح هذه قد بدأت قبل أيّام فقط. ويؤكّد الحقوقي راشد محمد أنّه زار الصلو نهاية الأسبوع الماضي، ورأى الأهالي ينزحون نتيجة الصراع المسلّح. يقول إن الأسر النازحة تتحدر من قرى الصيرتين والصعيد والقابلة وحمدة، في وقت باتت قرى الصيار وبيت القاضي والمقاطرة شبه خالية من السكان. يضيف أن المدارس مغلقة والقذائف تسقط على القرى، وتحديداً في قرى العكيشة والقابلة والصعيد والصيرتين. ويلفت إلى أن القرى شبة خالية من السكان، وقد باع الأهالي المواشي بأسعار رخيصة جداً قبل نزوحهم.
وتعدّ محافظة تعز إحدى أكثر المناطق اليمنية التي تشهد حركة نزوح في ظل اشتداد القتال وحصار المدنيّين. ومؤخّراً، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، أن عدد النازحين في اليمن بلغ 3 ملايين و154 ألفاً و572 نازحاً بسبب الصراع الدائر. وقالت نائبة ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن، إيتا سخويتي، إن الأزمة الراهنة تجبر المزيد والمزيد من الناس على ترك منازلهم بحثاً عن الأمان، إذ أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيشون حالياً حياة عابرة وغير مستقرة.