وعلى الرغم من أن المرتبة العالمية للجامعة جاءت متأخرة، فإنها احتفت ضمن بيان صحافي لها برتبتها على الصعيد الأفريقي، وقالت، إن التصنيف جاء بفضل "جهود الجامعة في تطوير البحث وتعبئة المدرسين والباحثين، والعدد المتزايد للمشاريع البحثية الوطنية والدولية، وتحسين الإنتاج العلمي للجامعة".
واعتمد مؤشر "World REPORT GLOBAL RANKING" و"US NEWS" على عدد من العوامل، مثل البحث العلمي، وطريقة التدريس، ومنشورات المؤسسة الجامعية، ليمنح جامعة الرباط معدل 38.2، بينما احتلت جامعة كيب تاون المرتبة الأولى بمعدل 68.2.
وعدا التصنيف الأخير، فإن أية جامعة مغربية لم تعرف الطريق إلى الترتيب العالمي للجامعات، الذي يصدر عن جامعة شنغهاي الصينية، منذ سنة 2003، والذي يعرف باسم "التصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية، والمسمى اختصارا ARWU.
وقال خبير معايير التصنيف الدولي للجامعات الأكاديمي المغربي، سعيد الصديقي، لـ"العربي الجديد"، إن هناك عوامل كثيرة تفسر غياب المؤسسات الجامعية المغربية عن التصنيفات العالمية حسب المعايير المعتمدة من المؤسسات المشرفة على تلك التصنيفات. أولها غياب الرؤية لتطوير التعليم العالي حسب هذه المعايير والجهل باستعمال المعايير والمؤشرات لتعزيز موقع الجامعات المغربية، لا سيما في التصنيفات التي تعطي أهمية لمؤشرات السمعة الأكاديمية.
ويورد الصديقي عاملاً ثانياً يتمثل في قلة المنشورات العلمية للباحثين المغاربة في الدوريات العالمية باللغة الإنكليزية"، مضيفا أنه "على الرغم من وجود وعي متنام لدى الباحثين المغاربة الشباب بأهمية النشر باللغة الإنكليزية، خاصة في كليات العلوم، لا تزال الجامعات المغربية تحتاج إلى جهد أكبر في هذا المجال".
وأوضح أن "اللوبي الفرانكفوني بالمغرب يواجه باستماتة كل محاولات تعزيز اللغة الإنكليزية في الجامعات"، بالتزامن مع ضعف ميزانيات البحث العلمي، إذ أصبح البحث العلمي يحتاج إلى تمويل كبير حكومي وغير حكومي.
وسجل الصديقي، إن الجامعات التي تحتل المراتب الأولى تمتلك ميزانية تتجاوز ميزانيات الدول، بينما تعاني الجامعات المغربية من شح في تمويل البحث العلمي، وغياب مساهمة القطاع غير الحكومي.
وخلص الخبير إلى أنه "لا أمل للجامعات المغربية في دخول تصنيف جامعات النخبة، إلا باستراتيجية متكاملة وبعيدة الأمد تتمحور حول ثلاثة عناصر أساسية: رؤية طموحة، وتمويل وافر، وتدويل التعليم الجامعي".