يواجه مرضى العيون في مصر مشكلة كبيرة، خصوصاً أولئك الذين يتردّدون يومياً على المستشفيات الحكومية، بسبب قوائم الانتظار الطويلة، ورفض مستشفيات كثيرة إجراء عمليّات نتيجة النقص الكبير في أدوية العيون. وفي ظلّ تقلّبات الطقس في الوقت الحالي، تعجّ المستشفيات بعدد كبير من الأطفال وكبار السن.
يلفت عدد من أطباء العيون في مصر إلى اختفاء أدوية أساسيّة، ما قد يؤدّي إلى إصابة المرضى بـ"العمى"، عدا عن التوقّف عن إجراء عمليّات في المستشفيات. وأعلن عدد من الصيدليات الكبرى في محافظات القاهرة والجيزة عن عدم توفّر 80 في المائة من "قطرات" العيون والمراهم في السوق، ما قد يؤدّي إلى فوضى، وذلك رغم ارتفاع أسعارها قبل شهرين تقريباً، وبشكل كبير.
مع ذلك، ما زال المواطنون يتوجهون إلى المستشفيات آملين بتغيّر الحال، ويكون الرد: "تعالوا غداً". ويؤكّد أحد المسؤولين في مستشفى حكومي أن قوائم الانتظار لإجراء عمليات للعيون في المستشفيات الحكومية في القاهرة فقط تضمّ أكثر من عشرة آلاف مريض، وقد صدرت قرارات بعلاج خمسة آلاف حالة أخرى على نفقة الدولة، عدا عن آلاف الحالات في محافظات أخرى، بالإضافة إلى المستشفيات الخاصة.
ويعدّ مستشفى "روض الفرج للعيون" في القاهرة، أحد أكبر المستشفيات الذي يتردد إليه يومياً عشرات المرضى، بالإضافة إلى مستشفى "الرمد للعيون" في الجيزة. إلّا أنّ المستشفيات بشكل عام ما زالت عاجزة عن تحديد مواعيد لإجراء العمليّات بسبب نقص الأدوية، ما يجعل كثيرين يتوجّهون إلى المستشفيات الخاصة، بسبب خوفهم من الإصابة بالعمى، علماً أنهم سيضطرون إلى دفع الكثير.
وتزداد نسبة المرضى الذين يعانون من "الغلوكوما"، والذين تتطلّب حالاتهم إجراء عمليّات جراحية، خصوصاً كبار السن ومرضى السكري، وغيرها من المشاكل التي تصيب الأطفال بشكل خاص. يضاف إلى ما سبق أمراض العيون التي عادة ما تنتشر في بداية فصل الشتاء، مثل التهاب الملتحمة البكتيري وحساسية العين التي تؤدّي إلى الحكّة واحمرار العين، والرمد بمختلف أنواعه، وغيرها، علماً أن العدوى تنتقل بسهولة في ظلّ التجمّعات السكانية المكتظة، وبين التلاميذ في المدارس، خصوصاً في المناطق الريفيّة.
اقــرأ أيضاً
"حسبنا الله ونعم الوكيل"، هذا ما تقوله امرأة في العقد الخامس من العمر، رفضت الكشف عن اسمها. هي من بين كثيرين يتردّدون على مستشفى روض الفرج في القاهرة. تلفت إلى أنّها تحضر يومياً من منطقة إمبابة في الجيزة، أملاً في إجراء عمليّة بسبب إصابتها بالمياه البيضاء. تشير إلى أنها أرملة وليس لديها أولاد وتعتمد على راتب زوجها المتوفي. إلّا أنّ إدارة المستشفى تقول إنه لا توجد أدوية للعملية.
بدوره، يقول مواطن آخر يدعى خيري، وهو في العقد الرابع من العمر، إنه يعاني بسبب وجود كيس دهني في عينه. يضيف أنّ "المرضى يمكثون ساعات طويلة في انتظار طبيب يعطف عليهم ويفحصهم. إلّا أنه يعتذر في النهاية عن إجراء عملية بسبب عدم وجود أدوية للعيون". فيما يشير محمد، وهو موظّف، إلى أنّه يتردّد إلى مستشفى التأمين الصحي في مدينة نصر باستمرار، لافتاً إلى أنه لم يعد يرى جيّداً. في بعض الأحيان، يضطرّ ابنه إلى التغيّب عن المدرسة لمرافقته. ويوضح أنّ قلة أدوية العيون في المستشفى أدت إلى وجود قائمة انتظار، فضلاً عن سوء معاملة المرضى. يضيف أن إجراء عمليّة في مستشفى خاص سيكلّفه 5 آلاف جنيه "لكنّ ظروفي لا تسمح بذلك".
أما محمد، فيلفت إلى أنّ غالبيّة المستشفيات الحكوميّة تحكمها "الواسطة". يضيف أنه "إذا كان لدى أي شخص واسطة، سيأتي دوره بسرعة". ويقول إنّ طفله، وهو في الخامسة من العمر، يُعاني من حَوَل في عينه اليسرى. لذلك، يتردّد إلى مستشفى روض الفرج للعيون باستمرار بهدف إجراء عملية له. وفي كلّ مرة، يخبره المعنيّون أنّه "لا توجد أدوية. يمكنك أن تأتي غداً". يضيف أنه على هذه الحال منذ أكثر من شهر.
وبحسب تقرير لمنظّمة الصحّة العالميّة والوكالة الدوليّة لمكافحة العمى، يقدّر عدد المصابين بالعمى بنحو مليون شخص في مصر، فيما يفقد 50 ألفاً بصرهم سنوياً، بسبب تردّي الأوضاع الاقتصاديّة، علماً أنّ 25 في المائة من هؤلاء أطفال. وفي الوقت الحالي، يلجأ أهالي كثيرين إلى المستشفيات الخاصة حفاظاً على صحّتهم، وإن اضطرّوا إلى بيع ما يملكونه لتأمين كلفة العمليّات أو العلاج.
من جهته، يصف طبيب العيون أيمن نصار، ما يحدث بـ"الكارثة"، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة نسبة الإصابة بالعمى في البلاد. ويشير إلى أنّ عدد الذين فقدوا بصرهم يقدّر بنحو مليون، لافتاً إلى أن هناك ثلاثة ملايين آخرين مهدّدون بالعمى. ويؤكّد أنه لم يشهد أزمة مماثلة في البلاد رغم أنه يعمل في هذا المجال منذ 30 عاماً. ويلفت إلى أن اختفاء أدوية العيون من المستشفيات والصيدليات سيؤدّي إلى زيادة نسبة المصابين بأمراض في العيون، مطالباً الحكومة بالتحرّك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خصوصاً أن 60 في المائة من الذين يعانون من أمراض في العيون هم شباب.
اقــرأ أيضاً
يلفت عدد من أطباء العيون في مصر إلى اختفاء أدوية أساسيّة، ما قد يؤدّي إلى إصابة المرضى بـ"العمى"، عدا عن التوقّف عن إجراء عمليّات في المستشفيات. وأعلن عدد من الصيدليات الكبرى في محافظات القاهرة والجيزة عن عدم توفّر 80 في المائة من "قطرات" العيون والمراهم في السوق، ما قد يؤدّي إلى فوضى، وذلك رغم ارتفاع أسعارها قبل شهرين تقريباً، وبشكل كبير.
مع ذلك، ما زال المواطنون يتوجهون إلى المستشفيات آملين بتغيّر الحال، ويكون الرد: "تعالوا غداً". ويؤكّد أحد المسؤولين في مستشفى حكومي أن قوائم الانتظار لإجراء عمليات للعيون في المستشفيات الحكومية في القاهرة فقط تضمّ أكثر من عشرة آلاف مريض، وقد صدرت قرارات بعلاج خمسة آلاف حالة أخرى على نفقة الدولة، عدا عن آلاف الحالات في محافظات أخرى، بالإضافة إلى المستشفيات الخاصة.
ويعدّ مستشفى "روض الفرج للعيون" في القاهرة، أحد أكبر المستشفيات الذي يتردد إليه يومياً عشرات المرضى، بالإضافة إلى مستشفى "الرمد للعيون" في الجيزة. إلّا أنّ المستشفيات بشكل عام ما زالت عاجزة عن تحديد مواعيد لإجراء العمليّات بسبب نقص الأدوية، ما يجعل كثيرين يتوجّهون إلى المستشفيات الخاصة، بسبب خوفهم من الإصابة بالعمى، علماً أنهم سيضطرون إلى دفع الكثير.
وتزداد نسبة المرضى الذين يعانون من "الغلوكوما"، والذين تتطلّب حالاتهم إجراء عمليّات جراحية، خصوصاً كبار السن ومرضى السكري، وغيرها من المشاكل التي تصيب الأطفال بشكل خاص. يضاف إلى ما سبق أمراض العيون التي عادة ما تنتشر في بداية فصل الشتاء، مثل التهاب الملتحمة البكتيري وحساسية العين التي تؤدّي إلى الحكّة واحمرار العين، والرمد بمختلف أنواعه، وغيرها، علماً أن العدوى تنتقل بسهولة في ظلّ التجمّعات السكانية المكتظة، وبين التلاميذ في المدارس، خصوصاً في المناطق الريفيّة.
"حسبنا الله ونعم الوكيل"، هذا ما تقوله امرأة في العقد الخامس من العمر، رفضت الكشف عن اسمها. هي من بين كثيرين يتردّدون على مستشفى روض الفرج في القاهرة. تلفت إلى أنّها تحضر يومياً من منطقة إمبابة في الجيزة، أملاً في إجراء عمليّة بسبب إصابتها بالمياه البيضاء. تشير إلى أنها أرملة وليس لديها أولاد وتعتمد على راتب زوجها المتوفي. إلّا أنّ إدارة المستشفى تقول إنه لا توجد أدوية للعملية.
بدوره، يقول مواطن آخر يدعى خيري، وهو في العقد الرابع من العمر، إنه يعاني بسبب وجود كيس دهني في عينه. يضيف أنّ "المرضى يمكثون ساعات طويلة في انتظار طبيب يعطف عليهم ويفحصهم. إلّا أنه يعتذر في النهاية عن إجراء عملية بسبب عدم وجود أدوية للعيون". فيما يشير محمد، وهو موظّف، إلى أنّه يتردّد إلى مستشفى التأمين الصحي في مدينة نصر باستمرار، لافتاً إلى أنه لم يعد يرى جيّداً. في بعض الأحيان، يضطرّ ابنه إلى التغيّب عن المدرسة لمرافقته. ويوضح أنّ قلة أدوية العيون في المستشفى أدت إلى وجود قائمة انتظار، فضلاً عن سوء معاملة المرضى. يضيف أن إجراء عمليّة في مستشفى خاص سيكلّفه 5 آلاف جنيه "لكنّ ظروفي لا تسمح بذلك".
أما محمد، فيلفت إلى أنّ غالبيّة المستشفيات الحكوميّة تحكمها "الواسطة". يضيف أنه "إذا كان لدى أي شخص واسطة، سيأتي دوره بسرعة". ويقول إنّ طفله، وهو في الخامسة من العمر، يُعاني من حَوَل في عينه اليسرى. لذلك، يتردّد إلى مستشفى روض الفرج للعيون باستمرار بهدف إجراء عملية له. وفي كلّ مرة، يخبره المعنيّون أنّه "لا توجد أدوية. يمكنك أن تأتي غداً". يضيف أنه على هذه الحال منذ أكثر من شهر.
وبحسب تقرير لمنظّمة الصحّة العالميّة والوكالة الدوليّة لمكافحة العمى، يقدّر عدد المصابين بالعمى بنحو مليون شخص في مصر، فيما يفقد 50 ألفاً بصرهم سنوياً، بسبب تردّي الأوضاع الاقتصاديّة، علماً أنّ 25 في المائة من هؤلاء أطفال. وفي الوقت الحالي، يلجأ أهالي كثيرين إلى المستشفيات الخاصة حفاظاً على صحّتهم، وإن اضطرّوا إلى بيع ما يملكونه لتأمين كلفة العمليّات أو العلاج.
من جهته، يصف طبيب العيون أيمن نصار، ما يحدث بـ"الكارثة"، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة نسبة الإصابة بالعمى في البلاد. ويشير إلى أنّ عدد الذين فقدوا بصرهم يقدّر بنحو مليون، لافتاً إلى أن هناك ثلاثة ملايين آخرين مهدّدون بالعمى. ويؤكّد أنه لم يشهد أزمة مماثلة في البلاد رغم أنه يعمل في هذا المجال منذ 30 عاماً. ويلفت إلى أن اختفاء أدوية العيون من المستشفيات والصيدليات سيؤدّي إلى زيادة نسبة المصابين بأمراض في العيون، مطالباً الحكومة بالتحرّك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خصوصاً أن 60 في المائة من الذين يعانون من أمراض في العيون هم شباب.