على أحد الجدران القريبة من ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة، اختار فنانون ورسامون فلسطينيون ذلك المكان المكتظ بالغزّيين، لرسم جدارية تعبر عن العنف الممارس ضد النساء، وعن رفضهم عبر لوحاتهم الفنية عن رفضهم للتحرش، وحث النساء على مقاومة المتحرشين وعدم الصمت والسكوت حيال أفعالهم.
ودشن فنانون غزّيون جدارية "سكوتك رخصة للمتحرش بالتمادي" اليوم الاثنين في مدينة غزة، ضمن الفعالية التي دعا إليها كل من مركز شؤون المرأة ومجموعات شبابية مبادرة لدعم النساء الفلسطينيات ورفض التحرش بهن بشتى الوسائل، ضمن أنشطة مبادرة "التحرش دليل ضعف".
ويوضح الفنان الفلسطيني أحمد أبو شميس لـ"العربي الجديد"، أن الجدارية ترفض التحرش بالمرأة الفلسطينية لأن لها كامل الحقوق التي تكفل حريتها وكرامتها في الدستور الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الفن التشكيلي وسيلة من وسائل الدفاع عن قضايا الفلسطينيات وغيرهن.
وتضمنت الفعالية التي تخللت عروضًا من الدبكة الشعبية الفلسطينية التي ألهبت حماسة الغزّيين، جدارية تحت عنوان "معا على طريق التقدم والمساواة"، تحوي صورة امرأة متأثرة بكلام المتحرشين الذين عبر عنهم الفنانون عبر وجه رجل يوجه حديثًا قاسيًا لمن حوله.
الرسام الغزّي محمود الهور شارك برسم لوحة "لا للتحرش"، ويقول لـ"العربي الجديد": "دائما ما نسعى من خلال الفن لأن نعبر عن القضايا والمشاكل التي نرغب بإيصالها سريعا للناس وتوعيتهم، كونه وسيلة يرغبها الفلسطينيون وغيرهم".
وتبيّن منسقة مبادرة "لا للتحرش" من مركز شؤون المرأة في غزة، داليا النحال، أن الجدارية جاءت ضمن مشروع تحسين المساواة والصحة الإنجابية، والتي نفذتها مجموعات شبابية ناشطة في قضايا المجتمع الفلسطيني.
وتشير النحال لـ"العربي الجديد" إلى أن هدف المبادرة يكمن من خلال رفع مستوى الوعي لدى فئات المجتمع الفلسطيني المختلفة بشأن القضاء على مشكلة التحرش اللفظي الذي يمارس ضد النساء في القطاع، لافتة إلى أن غزة سليمة من المشاكل الكبرى الأخرى المتعلقة بالتحرش على أنواعه.
وتضيف أن الفلسطينيات يعملن دائما على إيجاد مجتمع خالٍ من أي شكل من أشكال العنف ضد المرأة، في الوقت الذي يعتبر فيه التحرش هو أحد أشكال التعنيف الممارسة ضد النساء الغزّيات، مؤكدةً ضرورة العمل من أجل تحقيق المساواة بين جميع فئات المجتمع الفلسطيني.