قال رجل دين مسيحي عراقي بارز، الخميس، إن هجرة المسيحيين إلى خارج البلاد وكذلك النزوح من مناطقهم الأصلية إلى مناطق أخرى، وراءها أسباب أمنية متواصلة، مؤكداً أن أكثر من 60 في المائة من مسيحيي كركوك غادروا المدينة منذ الغزو الأميركي في 2003.
وقال مطران كنيسة مريم العذراء بمدينة كركوك، سليوة عزيز رسام، إن عدد المسيحيين انخفض في كركوك خلال 13 عاما بسبب سوء الأوضاع الأمنية والتهديدات المستمرة من قبل التنظيمات المتشددة، مؤكداً أن 500 أسرة لا تزال تعيش في المدينة من مجموع 1200 أسرة كانت موجودة قبل 2003.
وأضاف رسام، في مؤتمر صحافي، أن "أعداد المسيحيين في كركوك في تناقص مستمر بسبب هجرتهم إلى أميركا وأوروبا نتيجة تهديدات المتشددين وسوء الأوضاع الأمنية". وأشار إلى مقتل نحو 40 مسيحيا في كركوك خلال العامين الماضيين فقط، مضيفا أن "المسيحيين يبحثون عن حياة آمنة، ولذلك يهجرون مدينتهم، وفي حال لم تتوفر إجراءات أمنية لحمايتهم فهجرتهم ستستمر"، على حد قوله.
ويقول مسؤول الأمن بمدينة كركوك، فرهاد حمه علي، إن "قوات الأمن تمكنت من تحرير عدد من المواطنين المسيحيين من خاطفيهم خلال الفترة الماضية، لكن عمليات الاختطاف والقتل متواصلة".
وعزا المسؤول الأمني في تصريحات صحافية، أمس الأربعاء، أسباب تعرض المسيحيين للاختطاف في كركوك إلى "الابتزاز".
وكانت معظم الأسر المسيحية تعيش في جنوب العراق إضافة إلى نسبة كبيرة من الأسر التي كانت تقطن العاصمة بغداد، وأغلبها غادرت إما للعيش في محافظات إقليم كردستان أو إلى خارج العراق.
وعقب سيطرة تنظيم الدولة على محافظة نينوى ومناطق أخرى في يونيو/حزيران 2014، هاجرت معظم الأسر المسيحية من مدينة الموصل والبلدات الواقعة إلى الشمال منها إلى محافظتي أربيل ودهوك بإقليم كردستان، ووفقاً لتقديرات غير رسمية، فإن عدد المسيحيين الذين وصلوا إلى كردستان بعد عام 2014 يقدر بنحو 70 ألف شخص.