أطلقت منظمات عراقية وناشطون مدنيون تحذيرات من خطورة وضع السكان داخل مدينة الموصل، والخوف من تعرضهم لعمليات قتل جماعي بسبب القصف والقتال العنيف، أو استخدام تنظيم الدولة لهم كدروع بشرية.
وبدأت القوات العراقية المشتركة، مدعومة بغطاء جوي من قوات التحالف الدولي، هجوما على الموصل، اليوم الخميس، فيما أطلق عليه اسم المرحلة الثانية من معركة الموصل، بينما دخل حصار المدينة شهره الثالث على التوالي.
وأعلنت وزارة الهجرة العراقية ارتفاع عدد النازحين من المدينة إلى نحو 140 ألف مدني، وبحسب تقارير ميدانية، فإن القوات العراقية أدخلت قوات مدرعة وكتيبة دبابات إلى أزقة وأحياء الموصل، ما يشكل خطرا كبيرا على حياة السكان المحاصرين داخل منازلهم.
وقال رئيس منظمة السلام العراقية لحقوق الإنسان، محمد علي، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك مخاوف كبيرة على مصير المدنيين داخل الموصل بعد انطلاق المرحلة الثانية من العمليات العسكرية اليوم الخميس. علمنا أنه لم تعد هناك ممرات آمنة لخروجهم من المدينة، وهناك استخدام للسلاح الثقيل بشكل كبير".
وأكد أن "الخطر يكمن في عمليات القصف المدفعي والجوي على الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، وتحول المعارك إلى حرب شوارع في أحياء المدينة". مؤكدا أن "أكثر من 5 آلاف مدني سقطوا بين قتيل وجريح منذ بدء المعارك".
وقال الناشط فاضل الحديدي، أحد مسؤولي مخيم الخازر شرق الموصل، لـ"العربي الجديد"، إن "الاتصالات التي تردنا من داخل المدينة تتحدث وكأن القيامة قد قامت" على حد قوله، مبينا أن "القصف عنيف، وهناك ضحايا في الأحياء الشرقية تحت الأنقاض لا يمكن انتشالهم".
ويثير اكتظاظ مخيمات النازحين شرقي الموصل وعدم قدرتها على استيعاب أعداد إضافية مخاوف المنظمات الإنسانية والحقوقية، في ظل استمرار عمليات القصف الجوي والبري على المدينة، حيث أعلنت وزارة الهجرة قبيل انطلاق المعركة أن قدرة هذه المخيمات لا تستوعب أكثر من 100 ألف نازح.
وذكر مصدر عسكري من قيادة عمليات الموصل، أن "القيادة تتخذ أسلوب إبقاء المدنيين داخل الأحياء المحررة منعاً لحصول موجة نزوح كبيرة قد تسبب كوارث إنسانية"، وأضاف "بلا شك أن حياة المدنيين في الموصل في خطر بسبب المعارك وعدم وجود مخيمات كافية لاستقبالهم، ما يجبرهم على البقاء رغم المخاطر المحدقة".
ويتابع المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "في الموصل أكثر من 900 ألف مدني يعيشون حياة قاسية بلا ماء ولا كهرباء، فضلاً عن مخاطر الموت بسبب العمليات العسكرية والقصف المتبادل".
وكشف أهالي الموصل ووجهاؤها عن غياب الدور الحكومي والأممي لإغاثتهم؛ بينما اضطر المئات منهم للتوجه نحو الصحراء العراقية السورية ليعيشوا في حفر صغيرة هرباً من جحيم المعارك لعدم وجود مخيمات.
ولا يختلف الحال المأساوي في مخيمات النزوح التي غمرت مياه الأمطار أغلبها وحاصرت الأوحال النازحين فيها، فيما توفي عدد من كبار السن والأطفال والنساء نتيجة البرد الشديد والأمراض التي بدأت تفتك بالنازحين، بحسب مصادر طبية.
وأعلنت قيادة جهاز مكافحة الإرهاب اليوم الخميس، عن انطلاق المرحلة الثانية من معارك استعادة السيطرة على مدينة الموصل، والدخول إلى باقي أحياء الساحل الأيسر من المدينة بعد سيطرة القوات العراقية على عدد من الأحياء هناك.