ويتحدث ولد علاتي لـ"العربي الجديد"، عن اضطراره للسفر من مقاطعة إلى أخرى لشراء الماء، بعد انقطاعها عن حي الزعتر حيث يقيم، مشيراً إلى أن "الكهرباء تعود فترات وجيزة ثم تنقطع، أما الماء فمقطوعة طيلة اليومين الماضيين، باستثناء فترة قصيرة في وقت متأخر من الليل، بحسب الجيران".
ويضيف ولد علاتي، وهو أحد سكان مقاطعة دار النعيم في نواكشوط: "عدنا إلى ما قبل التاريخ، نستعمل الشموع، وننقل الماء بالأواني، والمؤسف أننا لا نعرف لماذا هذا الانقطاع، وهل سيستمر أم لا؟".
وتعيش العاصمة الموريتانية أزمة انقطاع شبه كاملة للكهرباء والماء، في الوقت الذي التزمت فيه شركتا الماء والكهرباء الصمت حتى الآن بدون توضيح الأسباب.
ونددت الجمعية الموريتانية لحماية المستهلك بانقطاع المياه والكهرباء عن أحياء العاصمة نواكشوط، داعية شركتي المياه والكهرباء إلى الاعتذار، والحرص على إعلام المواطنين مسبقا، في الحالات التي تستدعي القطع.
وساد غضب واسع في الأحياء التي تضررت من انقطاع الكهرباء. فصاحب محل البقالة، سيد عالي ولد مدو، قال لـ"العربي الجديد": "هذا الانقطاع هو الأطول لأنه استمر يومين، ونحن تعودنا على انقطاعه يوميا لكن لفترة قصيرة. الخسائر كبيرة، لأن المواد غذائية تعرضت للتلف وكل ما كان موجودا في الثلاجات، الله يعوض، ويجازي من كان السبب".
ويطالب ولد مدو الجهات المسؤولة بـ"الإعلان مسبقا عن انقطاع الكهرباء والماء، ومعاقبة المفسدين في شركة الكهرباء الذين يسرقون أموال الشعب، ولا يقدمون الخدمة".
وشهدت نواكشوط وقفة احتجاجية، اليوم الاثنين، أمام مقر شركة الكهرباء بسبب انقطاع الخدمة خلال اليومين الماضيين، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها: "صوملك أنت الظلام".
ودعا نشطاء ومدونون إلى تنظيم أنشطة احتجاجية ضد شركتي الكهرباء والماء. وردد المتظاهرون شعارات ضد الشركة، تتهمها بالإهمال والفساد، داعين السلطات الموريتانية إلى حل أزمة انقطاع الماء والكهرباء في نواكشوط.
وتبرر شركة الكهرباء عادة انقطاع الخدمة بإصلاح بعض المحطات، وأشغال الحفر للصرف الصحي.
وتوضح الحكومة الموريتانية أن لدى البلاد فائضا في الكهرباء، وأن الانقطاع أمر مؤقت يعود إلى ضعف الشبكات وقدمها.
وسبق لموريتانيا أن وقعت اتفاقيات لتصدير حصتها من كهرباء مشروع سد "مننتالي" إلى السينغال ومالي، غير أن نشطاء يشككون بما تقوله الحكومة، نظراً لأن أزمة الكهرباء مستمرة في العاصمة والمدن الأساسية في البلاد.