أكدّ مفوض اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، ممادو سو، على ضرورة قيام القيادات الفلسطينية بواجباتها تجاه الفلسطينيين، كونهم يحكمون شعبًا عانى لفترات طويلة، ومن واجبهم الالتزام باتخاذ القرارات المناسبة التي تؤثر على حياة المواطنين اليومية في مدينة غزة.
وأشار سو، خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، في غزة، إلى أن اللجنة الدولية لا تتخذ أي موقف سياسي تجاه الانقسام الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة والغربية، في حين أنه يؤثر على الحياة الإنسانية والخدمات المقدمة للغزّيين بشكل يومي.
وحث، خلال كلمته الوداعية مع انتهاء عمله في غزة، "القيادات الفلسطينية لوضع الخلافات جانبًا، والإتيان بحلول من شأنها أن تستجيب لمشاكل القطاع المختلفة، مثل الصحة والكهرباء والرواتب"، مؤكدًا على "أن استمرار القيود الممارسة من دول الجوار تجاه غزة لا يمكنها أن تجلب الاستقرار".
وشدد على أن "كل مقومات الصمود التي تمسك بها سكان قطاع غزة على مدار الأعوام الماضية، هي في مهب الريح بسبب تلك القيود المفروضة عليهم"، مضيفًا أن "اللجنة الدولية تأمل باسم الإنسانية أن يتم رفع كل تلك القيود أو يتم تسهيلها على غزة".
ووجه رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أنه "من العار بانتهاء عام 2016، أن يبقى نحو مليونَي مواطن في بقعة صغيرة من الأرض في وضع إنساني سيىء"، موضحًا أنه في خلال السنوات المقبلة لن تكون هناك مياه صالحة للشرب بالقطاع، وهذا خارج حدود استيعاب الصليب الأحمر.
وأضاف أنه من القضايا الملحة، والتي يجب النظر إليها في الوقت الحالي، أن "نحو 65 في المائة من سكان قطاع غزة، يعانون من انعدام فرص العمل، إذ تعتبر أكبر نسبة بطالة في العالم"، مشددًا على ضرورة معالجة تلك المشكلة سريعا.
وأوضح ممادو سو أنه "من حق الأسرى الفلسطينيين الإضراب عن الطعام في أي وقت يريدونه، في حين أنه من الضرورة للصليب الأحمر أن يتأكد من أن طلبات المعتقلين محترمة"، مشيرًا إلى أن "دور اللجنة يكمن في التأكد من أنهم يتلقون المعاملة الجيدة إضافة إلى احتياجاتهم الصحية". وأشار إلى أن اللجنة سهلت زيارة لذوي الأسيرين المضربين عن الطعام أنس شديد وأحمد أبو فارة في المستشفى.
وشهد المؤتمر الصحافي تقديم الرئيس الجديد للجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، الفرنسي جيلان ديفورن، والذي عمل في الكثير من البلدان مثل أفغانستان، والكونغو، ودول أفريقية أخرى.