يقول اللاجئ الفلسطيني، خالد مصالحة، لـ"العربي الجديد"، وهو أحد المنسقين في حركة الشباب الأحرار المستقلة في مخيم البقعة، التي تنظم فعاليات وأنشطة خاصة بالقضية الفلسطينية، ومنها برامج للرسم على جدران المخيم: "استطعنا من خلال الرسومات، بعد فترة من الركود مرّ بها المخيم، أن ننعش الذاكرة الفلسطينية، وأن نبث روح الأمل بالنصر من خلال رسومات وعبارات تؤكد على حق العودة وعدم التنازل عن الأرض".
والهدف من الرسومات، بحسب اللاجئ الفلسطيني، ثائر سعادة، وهو أحد الفنانين المشاركين في الرسم على الجدران، " إيصال رسالة للجيل الجديد عن القضية الفلسطينية على نطاق واسع، إذ تحمل الرسومات الأفكار للأطفال وتطبعها في أذهانهم، والتعبير بالرسم طريقة سلمية راقية، كما أنها تعطي رسالة للزوار أننا ما زلنا لاجئين ونرغب في العودة لديارنا".
وعن ردود فعل أهالي المخيم، يتابع سعادة لـ"العربي الجديد" أنها إيجابية تجاه الرسومات، ويقول:"المهم ألاّ تقتصر الرسومات على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، بل نشرها في كل مكان ومدينة ومنطقة سياحية، لأن القضية الفلسطينية ليست قضية أشخاص بل قضية العالم أجمع".
من جهتها، تعتبر المرشدة التربوية الفلسطينية، سناء طلال، أن "للرسومات الأثر البالغ في نفس من يرسمها ومن يشاهدها على السواء".
اقرأ أيضاً: رسّام جداريات فلسطيني يسخر الفن لإعالة أسرته
وتضيف لـ"العربي الجديد" أن "الرسم يفرغ الكبت داخل الإنسان، ويعكس تفكيره بصورة غير مباشرة، وفي حالة الرسم على جدران المخيم، بإمكان اللاجىء أن ينقل الحالة التي يأمل في أن يصل إليها، ويولد لديه الأفكار التي تساعده على الوصول إلى ما يصبو إليه".
وتتابع: " على اللاجئ أن يعرف كيف يتعامل مع هذه الرسومات بشكل إيجابي، لأنها سترسل الكثير من الإيحاءات غير المباشرة والمباشرة للدماغ. فحين يرسم مفتاح العودة والذي يرمز إلى حق العودة لفلسطين، فإن كل من يشاهده سترسخ في ذهنه القيمة المعنوية الكبيرة لهذا المفتاح".
من ناحيته، يقول المحامي الفلسطيني في مخيم البقعة، عبد الحكيم جعابو، لـ"العربي الجديد"، إن "الرسوم على الجدران تعطي منظراً جمالياً، وتخفف من وطأة الحالة النفسية للمكان، وتوثق الذاكرة الوطنية وتنشطها، بالإضافة إلى أنها تنقل الثقافة الوطنية إلى الجيل الذي لم يعشها، وتغرس فكرة التمسك بالهوية".
أما اللاجئة الفلسطينية، فاطمة أبو هويدي، التي ولدت في مخيم البقعة قبل 41 عاماً، فتقول لـ"العربي الجديد" إن "الرسم وغيره مثل المجسمات يدل على القضية الفلسطينية، وعلى الهمّ الفلسطيني الدائم باستعادة فلسطين، ويرسّخ عقيدة حقنا في بلادنا وأرضنا ويزيد إيماننا بالقضية، وهذه نظرة كل فرد في المخيم لهذه النشاطات".
وتقول اللاجئة الفلسطينية، دعاء الحويطي، إنها تقف كثيراً أمام تلك الرسومات، التي تأخذها إلی الوطن الذي عاش في داخلها رغم أنها بعيدة عنه.
وتضيف لـ"العربي الجديد": "الرسومات تزيد من اليقين بالعودة، وتجعلني أبتسم وأبكي أحياناً. إنها كجرس الإنذار، يخبرنا بأننا سنغادر هذا المخيم يوماً ونعود، وعسى أن تكون العودة قريبة".
ومخيم البقعة، الواقع على حدود عمّان الشمالية الغربية، يضم نحو 220 ألف نسمة، ويتبع إدارياً لبلدية عين الباشا التابعة لمحافظة البلقاء.
اقرأ أيضاً: لاجئو مخيم البقعة في الأردن يحيون ذكرى نكبتهم