ويناقش المؤتمر عدة محاور تتصل بأسباب ونتائج وآثار وأخطار الإرهاب والتطرف الطائفي في أفريقيا، فضلاً عن المسؤوليات والآليات الخاصة بالمواجهة.
ويرى رئيس مجمع الفقه الإسلامي السوداني، عصام أحمد البشير، أن ظاهرة الغلو والتطرف الطائفي والديني عملية مركبة ومعقدة، وأن بعضها ديني يتصل بالجهل بالشريعة الإسلامية ومقاصدها فضلاً عن الخلل في ترتيب الأسبقيات، وفي مفهوم الجهاد والتكفير والولاء، وآخر يتعلق بالسياسة والاستبداد السياسي والفساد والظلم والقهر والطغيان، إضافة لأسباب اقتصادية ممثلة في غياب العدل الاجتماعي.
وأضاف "يصبح المجتمع بين بئر معطلة وقصر مشيد، وبين غنى طاغٍ وفقر مُدقع"، وذكر أن هناك جملة أسباب اجتماعية مرتبطة بالظاهرة، تتصل بالتفكك الأسري والتشرّد والبطالة، إضافة لازدياد حجمها إلى جانب العنف الأسري، وأسباب ثقافية تتصل بغياب قبول الآخر والإيمان بالتعددية والتعصب.
وقال البشير لـ"العربي الجديد"، "ما لم يكن هناك استيعاب لهذا، والعمل على تجفيف منابع التطرف والإرهاب من خلال معالجة الأسباب الكامنة وراءه سيكون الأمر أشبه بالإدانة الإعلامية، وسيظل هناك محرك للتطرف ما دام هناك ظلم وما دام هناك جهل وعدوان وفهم خاطئ للدين".
وشدد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، عبد الله عبد المحسن التركي، على ضرورة اجتماع المسلمين لمواجهة التحديات الماثلة، لا سيما الإرهاب والتطرف الطائفي.
وقال في تصريح، إن المشكلات الماثلة ناتجة عن وضع ضعيف يتطلب العمل على تلافي الأسباب التي تقود للغلو والتطرف، واعتبر المؤتمر فرصة لوضع خطة تتصل بمكافحة الإرهاب في أفريقيا، وأوضح "ندرك تماماً أن العالم الإسلامي يمر بمشكلات كبيرة، وخاصة التطرف، وأن أعداء الإسلام والمسلمين يستغلونه.
وأكد رئيس المركز الثقافي للدراسات الأفريقية والعربية في تشاد، حقار محمد أحمد، لـ"العربي الجديد"، أن ظاهرة التطرف الطائفي ظهرت في أفريقيا منذ عام 1979، عبر طائفة "الاثني عشرية"، والتي قال إنها طائفة تجنح نحو التغيير، وأشار لتمددها في الشريط الغربي للقارة وأنها تهدد كل الثوابت الإسلامية، كما تشكل خطورة على الأمن الثقافي والفكري للمجتمعات الأفريقية، ما يتطلب التركيز عليها، لاسيما أن هناك دولة ذات إمكانات تقف خلفها وتوفر لها الدعم وتضع لها الخطط" في إشارة إلى إيران.
ورأى حقار أن التطرف عادة ما ينطلق من خلال فتوى من سماهم بأنصاف العلماء لتحريض الشباب الغاضب في الأساس من الأوضاع الاقتصادية وغياب فرص العمل، فضلاً عن الظلم الاجتماعي والفساد الإداري والمالي.
ويجزم أن بعض الأنظمة الأفريقية تسهم بسياساتها في تغزية التطرف والغلو، ويدلل بحركة "بوكو حرام" في نيجيريا، ويوضح "بوكو حرام في بداياتها كانت بسيطة. تطرق الأبواب لتطلب من الناس أن يرتبطوا بأصول الدين ولا يسلموا للثقافة المستوردة، ولم يكن لديها نية في إطلاق نار أو تفجير أو تكفير. ولكن بعد القبض على عدد منهم فجأة تحولت وأصبحت جماعة قوية بآليات حربية وإمكانات".