وأكد مسؤولون في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن أنواع البعوض المسؤولة عن نقل العدوى تنشر الفيروس عن طريق لدغ البشر، وتعيش داخل البيوت وخارجها، ما يجعل القيام بحملات يومية مسائية لرش المبيدات الحشرية خياراً غير فعال.
وقال توماس فريدن، مدير المراكز الأميركية إنه يتعين على الإدارات الصحية "اتخاذ إجراءات شاملة تستهدف القضاء على بعوضة (إيديس إيجبتاي) داخل المنازل وخارجها، مع التركيز على قتل اليرقات والحشرات اليافعة".
وأوضح مسؤولون في مجالات الصحة المحلية، وعلى مستوى الولاية، وآخرون يشاركون في مؤتمر للقضاء على الفيروس، انعقد في مقر المراكز الأميركية في أتلانتا، "أن بوسعنا القضاء بصورة كبيرة على البعوض مع مكافحته بصورة شاملة".
وتركز الحملات الأميركية السابقة على القضاء على البعوض غير الناقل للعدوى الذي ينتشر في المناطق المفتوحة مساء، ويلدغ الناس في المتنزهات والمناسبات المقامة في الهواء الطلق، لكن بعوضة (إيديس إيجبتاي) هي الناقل الرئيسي للعدوى على مدار اليوم.
وقال فريدن: "لسوء الحظ اكتسب البعوض مقاومة لبعض المبيدات الحشرية في بعض الأنحاء بالولايات المتحدة، ولكن القضاء عليه نهائياً ليس مستحيلا".
ومن المتوقع أن تصل عدوى زيكا إلى الولايات الجنوبية الأميركية، مع ارتفاع درجة الحرارة خلال أشهر فصلي الربيع والصيف. وسيتم التركيز على وقاية الحوامل على وجه الخصوص من هذه العدوى.
وتتركز الجهود الآن على تنظيم حملات رصد مسائية للبعوض في معظم الولايات والوحدات المحلية في مناطق تكاثره في المسطحات المائية الراكدة، ولكن من غير المحتمل رصد بعوضة (إيديس إيجبتاي) التي تتكاثر في أواني الزهور وإطارات السيارات وأكوام القمامة وبرك المياه الصغيرة.
وخلال الأعوام الأربعين الماضية ترسخت أقدام أنواع غازية جديدة من البعوض في أوروبا، ووصلت خمسة أنواع منها منذ عام 1990، وجاءت في الأغلب الأعم من خلال التجارة الدولية في إطارات السيارات المستعملة حيث يضع البعوض بيضه في إطارات السيارات، فيما تسهم الرطوبة في فقس البيض جراء سقوط الأمطار.
وتنمو أنواع البعوض التي تنقل فيروس زيكا في إطارات السيارات، وفي العلب الصفيح وأوعية أكل الكلاب، وفي أواني الزهور الموضوعة في الهواء الطلق، فيما تَبْرَع إناث البعوض في نشر الأمراض؛ إذ تلدغ الشخص عدة مرات كي تأخذ كفايتها من البروتين الموجود في دم الإنسان والذي تحتاج إليه في وضع بيضها.
ويرى معظم الخبراء أن الخطر الأكبر يكمن في بعوضة (إيديس ألبوبيكتاس)، وتعرف أيضا باسم بعوضة النمر الآسيوية التي تتوسع في مناطق معيشتها إلى حد كبير، ويمكنها أن تنقل أكثر من 25 فيروسا منها زيكا. وفي الولايات المتحدة تنتشر هذه البعوضة في أقصى الشمال حتى ماساتشوستس وفي أقصى الغرب حتى كاليفورنيا، وفي أوروبا وصلت إلى باريس وستراسبورغ.
وفي أول فبراير/ شباط الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدوى زيكا تمثل حالة طوارئ صحية، مشيرة إلى "قرائن قوية" تعضد العلاقة السببية بين الإصابة بالفيروس في أثناء الحمل وحالات صغر حجم الرأس لدى المواليد، والإصابة بمتلازمة جيلان-باريه العصبية التي يمكن أن تسبب الشلل للبالغين.