يتزايد عدد العرب سنوياً بشكل مطرد، ويرجع كثيرون الأمر إلى تقاليد المجتمعات التي تجعل من الزواج أمراً حتمياً، حتى إن زواج الرجل بأكثر من سيدة منتشر في البلدان العربية، رغم انحساره حول العالم.
يحرص العرب على الزواج باعتباره مؤسسة بناء المجتمع، متسلحين بكثير من النصوص الدينية والموروث الثقافي الممتد، بينما يتراجع أعداد المتزوجين في كثير من دول العالم، خاصة في أوروبا وأميركا الشمالية.
لكن مواصلة العرب الإقبال على الزواج يتزامن مع زيادة مطّردة في نسبة الطلاق بالمجتمعات العربية، فالتقرير السنوي للهيئة العامة للإحصاء في السعودية سجل 46 ألف طلاق في 2015، بمتوسط 127 حالة يومياً. ومحاكم الأسرة في مصر تسجل 240 حالة طلاق يومياً، بمعدل حالة كل ست دقائق، وإجمالي عدد حالات الخلع والطلاق عام 2015، نحو ربع مليون حالة. وفي الجزائر نحو 55 ألف حالة طلاق خلال عام 2015، إضافة إلى نحو 20 ألف حالة خلع.
وإذا ما اعتبرنا الدول الثلاث نموذجاً، خاصة أنها الدول الثلاث الأكثر كثافة سكانية، فإن رصد نسب الطلاق في المجتمعات العربية يبدو مفزعاً، وتزايده عاماً بعد عام يؤشر إلى كثير من المتغيرات التي يجب الانتباه إليها.
يحلو لبعض المتخصصين في علم الاجتماع لوم طبيعة الحياة السريعة المتوترة، في حين يتهم آخرون مواقع التواصل والتطور التكنولوجي القائم، بينما يتجاهل الجميع مشكلات مؤسسة الزواج نفسها، وأغلبها مرجعه أسلوب التربية والثقافة العربية الشائعة.
يتربى الأطفال العرب على أن العرس هو الفرحة الكبرى، وليس الحصول على شهادة دراسية أو النجاح في العمل، ويلقّن الأهل الفتيان أن الزواج استكمال لنصف الدين، وكأن غير المتزوجين ناقصي دين، كما يتم تلقين الفتيات أن الحصول على زوج هو الهدف والغاية، وأنها إن لم تختل بفستان الزفاف فإنها لم تحصل على نصيبها من الحياة.
يتزوّج الشبان والفتيات وفي مخيلتهم تلك الأحلام التي حرص الأهل والمجتمع على غرسها فيهم، ليكتشفوا سريعاً زيفها، ويختبروا حياة مع شخص لا تربطهم به على الأغلب إلا معرفة عابرة في فترة تسمى "الخطوبة"، تتغير من بعدها كل المعطيات.
يصطدم كثير من الأزواج الشباب بالواقع، ويفكر كثير منهم في التخلص من مؤسسة الزواج برمّتها حتى يستعيد توازن حياته، لكنه يكتشف أن التخلص من الزواج أصعب من الزواج نفسه، لأسباب عدة معظمها يفرضها الأهل والمجتمع بينها ما هو اقتصادي مثل "المؤخر" و"النفقة"، وبينها ما هو اجتماعي مثل نظرة المجتمع للمطلقة.
ورغم كل القيود بات النقاش متاحاً: لماذا تطلقا؟ بل قل لماذا تزوّجا؟
اقــرأ أيضاً
يحرص العرب على الزواج باعتباره مؤسسة بناء المجتمع، متسلحين بكثير من النصوص الدينية والموروث الثقافي الممتد، بينما يتراجع أعداد المتزوجين في كثير من دول العالم، خاصة في أوروبا وأميركا الشمالية.
لكن مواصلة العرب الإقبال على الزواج يتزامن مع زيادة مطّردة في نسبة الطلاق بالمجتمعات العربية، فالتقرير السنوي للهيئة العامة للإحصاء في السعودية سجل 46 ألف طلاق في 2015، بمتوسط 127 حالة يومياً. ومحاكم الأسرة في مصر تسجل 240 حالة طلاق يومياً، بمعدل حالة كل ست دقائق، وإجمالي عدد حالات الخلع والطلاق عام 2015، نحو ربع مليون حالة. وفي الجزائر نحو 55 ألف حالة طلاق خلال عام 2015، إضافة إلى نحو 20 ألف حالة خلع.
وإذا ما اعتبرنا الدول الثلاث نموذجاً، خاصة أنها الدول الثلاث الأكثر كثافة سكانية، فإن رصد نسب الطلاق في المجتمعات العربية يبدو مفزعاً، وتزايده عاماً بعد عام يؤشر إلى كثير من المتغيرات التي يجب الانتباه إليها.
يحلو لبعض المتخصصين في علم الاجتماع لوم طبيعة الحياة السريعة المتوترة، في حين يتهم آخرون مواقع التواصل والتطور التكنولوجي القائم، بينما يتجاهل الجميع مشكلات مؤسسة الزواج نفسها، وأغلبها مرجعه أسلوب التربية والثقافة العربية الشائعة.
يتربى الأطفال العرب على أن العرس هو الفرحة الكبرى، وليس الحصول على شهادة دراسية أو النجاح في العمل، ويلقّن الأهل الفتيان أن الزواج استكمال لنصف الدين، وكأن غير المتزوجين ناقصي دين، كما يتم تلقين الفتيات أن الحصول على زوج هو الهدف والغاية، وأنها إن لم تختل بفستان الزفاف فإنها لم تحصل على نصيبها من الحياة.
يتزوّج الشبان والفتيات وفي مخيلتهم تلك الأحلام التي حرص الأهل والمجتمع على غرسها فيهم، ليكتشفوا سريعاً زيفها، ويختبروا حياة مع شخص لا تربطهم به على الأغلب إلا معرفة عابرة في فترة تسمى "الخطوبة"، تتغير من بعدها كل المعطيات.
يصطدم كثير من الأزواج الشباب بالواقع، ويفكر كثير منهم في التخلص من مؤسسة الزواج برمّتها حتى يستعيد توازن حياته، لكنه يكتشف أن التخلص من الزواج أصعب من الزواج نفسه، لأسباب عدة معظمها يفرضها الأهل والمجتمع بينها ما هو اقتصادي مثل "المؤخر" و"النفقة"، وبينها ما هو اجتماعي مثل نظرة المجتمع للمطلقة.
ورغم كل القيود بات النقاش متاحاً: لماذا تطلقا؟ بل قل لماذا تزوّجا؟