كان للثورة البلشفيّة تأثير كبير على الحياة الاجتماعية في روسيا. بعد عام 1917، هجر بعض السكان منازلهم وبلادهم. استولت الحكومة على تلك المنازل، ونظّمت إدارتها، ونقلت عدداً من الأسر إلى شقة واحدة ليعيشوا حياة مشتركة. وفي أحيانٍ أخرى، استولت السلطات على شقق لم يتركها قاطنوها للسبب عينه. ففي ذلك الوقت، كان هناك قناعة بأن وجود أسرة في شقة واحدة يعدّ من الكماليات.
كانت موسكو والمدن الكبرى أكثر المدن تضرّراً من القرار الحكومي هذا، وقد اتجهت الكثير من الأسر إلى العاصمة بعد الثورة، ولم يكن هناك ما يكفي من البيوت للسكن. لذلك، نقل الوافدون الجدد إلى الشقق التي تعتمد هذا النظام. فالأسر، بحسب البلشفيين، لا تحتاج إلى غرفة معيشة وغرفة طعام وغرفة للدراسة وغرفة مكتب وما إلى ذلك. على العكس من ذلك، تحتاج فقط إلى سقف وغرف للنوم. ويستطيع الفرد أن يعيش في تسعة أمتار مربعة فقط.
كان الحصول على شقّة منفردة يعدّ أمراً شاقاً في دول الاتحاد السوفييتي السابق، خصوصاً أن الشروط والمواصفات صعبة، وقوائم الانتظار طويلة، ومساحة الشقة محكومة بقاعدة "التسعة أمتار". لكن في النهاية، كان تحقيق حلم السكن المستقل في بال كثيرين.
اليوم، وعلى الرغم من زوال الاتحاد السوفييتي، ما زال السكن المشترك موجوداً. فهذه فرصة للبعض لتأمين سكن رخيص. وتعيش بعض الأسر في شقة مشتركة تضم مطبخاً واحداً ومرحاضاً واحداً مع أسر عدة غريبة عنها. يتشاركون جميعاً المساحة المشتركة، ولا توجد مساحة خاصة إلا في غرف النوم. كل ما بقي يعدّ متاحاً للجميع.
وتتطلّب الحياة في الشقق الجماعية مهارات خاصة للتغلب على بعض الصعوبات. ولا بد من أن يكون هناك تعاون. فالشقق الجماعية الأنجح هي تلك التي يتوافق قاطنوها على تفاصيل الحياة اليومية، مثل مواعيد الطبخ، واستخدام المرحاض، وغسيل الملابس، واستقبال الزوار، وغيرها من التفاصيل التي يمكن أن تؤدي إلى خلق مشاكل يومية.
ولأنّه يجب الاتفاق على القواعد المنظّمة للحياة داخل هذه الشقق، يجب أن تتوفّر مهارات التفاوض. من جهة أخرى، فإن القواعد المتعارف عليها على مدى العقود الماضية في الحياة المشتركة هذه تتغيّر أحياناً بحسب المستجدات. ويفرض الوضع القائم إعادة النقاش والحوار والتفاوض باستمرار.
اقــرأ أيضاً
كانت موسكو والمدن الكبرى أكثر المدن تضرّراً من القرار الحكومي هذا، وقد اتجهت الكثير من الأسر إلى العاصمة بعد الثورة، ولم يكن هناك ما يكفي من البيوت للسكن. لذلك، نقل الوافدون الجدد إلى الشقق التي تعتمد هذا النظام. فالأسر، بحسب البلشفيين، لا تحتاج إلى غرفة معيشة وغرفة طعام وغرفة للدراسة وغرفة مكتب وما إلى ذلك. على العكس من ذلك، تحتاج فقط إلى سقف وغرف للنوم. ويستطيع الفرد أن يعيش في تسعة أمتار مربعة فقط.
كان الحصول على شقّة منفردة يعدّ أمراً شاقاً في دول الاتحاد السوفييتي السابق، خصوصاً أن الشروط والمواصفات صعبة، وقوائم الانتظار طويلة، ومساحة الشقة محكومة بقاعدة "التسعة أمتار". لكن في النهاية، كان تحقيق حلم السكن المستقل في بال كثيرين.
اليوم، وعلى الرغم من زوال الاتحاد السوفييتي، ما زال السكن المشترك موجوداً. فهذه فرصة للبعض لتأمين سكن رخيص. وتعيش بعض الأسر في شقة مشتركة تضم مطبخاً واحداً ومرحاضاً واحداً مع أسر عدة غريبة عنها. يتشاركون جميعاً المساحة المشتركة، ولا توجد مساحة خاصة إلا في غرف النوم. كل ما بقي يعدّ متاحاً للجميع.
وتتطلّب الحياة في الشقق الجماعية مهارات خاصة للتغلب على بعض الصعوبات. ولا بد من أن يكون هناك تعاون. فالشقق الجماعية الأنجح هي تلك التي يتوافق قاطنوها على تفاصيل الحياة اليومية، مثل مواعيد الطبخ، واستخدام المرحاض، وغسيل الملابس، واستقبال الزوار، وغيرها من التفاصيل التي يمكن أن تؤدي إلى خلق مشاكل يومية.
ولأنّه يجب الاتفاق على القواعد المنظّمة للحياة داخل هذه الشقق، يجب أن تتوفّر مهارات التفاوض. من جهة أخرى، فإن القواعد المتعارف عليها على مدى العقود الماضية في الحياة المشتركة هذه تتغيّر أحياناً بحسب المستجدات. ويفرض الوضع القائم إعادة النقاش والحوار والتفاوض باستمرار.
الخصوصيّة في التجمّعات المشتركة تكاد تكون معدومة. لذلك، تعدّ إدارة المساحة الشخصية الضيقة والحفاظ على الخصوصية من المهارات المهمة جداً، علماً أن كلّ فرد يعيش وسط غرباء باتوا يعرفون عنه كل شيء، على غرار مواعيد خروجه من البيت ومكالماته الهاتفية وغيرها. لذلك، غالباً ما يسعى هؤلاء الأفراد إلى عدم ترك فرصة للآخرين للتدخّل، الأمر الذي يتطلب انضباطاً شديداً وحنكة. مع ذلك، تحدث المشاكل. من هنا، يظهر أن امتلاك مهارة إدارة الصراع ليست ترفاً، وتحتاج إلى التدريب. فالحياة مع أشخاص غرباء لديهم طباعهم المختلفة في مكان واحد يمكن أن تؤدي إلى حدوث مشاكل كثيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن مشاكل النساء في المطبخ تعدّ الأكثر شيوعاً. لذلك، يضطر جميع القاطنين في البيوت المشتركة إلى أن يكونوا لطفاء مع الآخرين.
هذه الحياة المشتركة استمرت زمناً طويلاً. ويلاحظ أن الروس الذين اختبروا الحياة المشتركة أقل حذراً من الغرباء. وتراهم يقفون على مقربة من أشخاص لا يعرفونهم في الشارع، على عكس جيرانهم الأوروبيين، الذين يولون اهتماماً كبيراً للمساحة الشخصية لكل فرد. أيضاً، يلاحظ أن الأشخاص الذين عاشوا أو يعيشون في شقق مشتركة يبدون وكأنهم اعتادوا على الوقوف في طوابير. ومن آثار السكن المشترك أيضاً، حبّ التدخل في أمور الآخرين. في بعض الأحيان، يقدم لك أحدهم نصيحة من دون أن تطلب ذلك. على سبيل المثال، يقولون: "من الأفضل أن تفعل ذلك".
91 ألف شقّة
شهدت بداية التسعينيات تفكيكاً لهذه الشقق، حين سعى رجال أعمال إلى شرائها من قاطنيها، وإقامة مشاريع جديدة. إلا أنها ما زالت تشكّل 2 في المائة من مجموع الشقق السكنية في موسكو. وفي عام 2011، كان هناك نحو 91 ألف شقة جماعية في العاصمة وحدها، على الرغم من أن هذا العدد قد يكون أقل في الواقع.
اقــرأ أيضاً
وتجدر الإشارة إلى أن مشاكل النساء في المطبخ تعدّ الأكثر شيوعاً. لذلك، يضطر جميع القاطنين في البيوت المشتركة إلى أن يكونوا لطفاء مع الآخرين.
هذه الحياة المشتركة استمرت زمناً طويلاً. ويلاحظ أن الروس الذين اختبروا الحياة المشتركة أقل حذراً من الغرباء. وتراهم يقفون على مقربة من أشخاص لا يعرفونهم في الشارع، على عكس جيرانهم الأوروبيين، الذين يولون اهتماماً كبيراً للمساحة الشخصية لكل فرد. أيضاً، يلاحظ أن الأشخاص الذين عاشوا أو يعيشون في شقق مشتركة يبدون وكأنهم اعتادوا على الوقوف في طوابير. ومن آثار السكن المشترك أيضاً، حبّ التدخل في أمور الآخرين. في بعض الأحيان، يقدم لك أحدهم نصيحة من دون أن تطلب ذلك. على سبيل المثال، يقولون: "من الأفضل أن تفعل ذلك".
91 ألف شقّة
شهدت بداية التسعينيات تفكيكاً لهذه الشقق، حين سعى رجال أعمال إلى شرائها من قاطنيها، وإقامة مشاريع جديدة. إلا أنها ما زالت تشكّل 2 في المائة من مجموع الشقق السكنية في موسكو. وفي عام 2011، كان هناك نحو 91 ألف شقة جماعية في العاصمة وحدها، على الرغم من أن هذا العدد قد يكون أقل في الواقع.