احتفل اللاجئون السوريون في تركيا، صباح اليوم الثلاثاء، باليوم الأول من عيد الفطر المبارك في المدن التركية ومخيمات اللاجئين.
وجاء العيد ثقيلاً كالأعياد التي سبقته منذ بدء نزوح السوريين عن مدنهم وقراهم قبل نحو خمس سنوات، فرغم مظاهر العيد التي بدت على اللاجئين السوريين في تركيا بقيت غصة بعدهم عن بيوتهم وأقاربهم تعكر فرحتهم بالعيد.
وانطلق السوريون فجر اليوم، إلى مساجد المدن التركية ليشاركوا في صلاة العيد، قبل أن يعودوا إلى بيوتهم لمعايدة عائلاتهم قبل الانطلاق في رحلة الزيارات العائلية لمعايدة أقاربهم اللاجئين في تركيا أيضاً، لكنهم هذا العام لم يتمكنوا من معايدة أقاربهم الباقين في سورية، بسبب إعلان حلول العيد في سورية يوم غد الأربعاء.
أما في مخيمات اللاجئين السوريين جنوب تركيا فكان الوضع مختلفاً، حيث حرصت هيئة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) التي تشرف على المخيمات بالتعاون مع باقي مؤسسات الدولة التركية على إقامة احتفالات للاجئين السوريين في المخيمات في يوم العيد الأول.
وحضر "العربي الجديد" الاحتفال الذي أقامته ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا، للاجئين السوريين المقيمين في مخيم "إصلاحية" التابع للولاية، والذي حضره والي المدينة، علي يرلي قايا، ومجموعة من المسؤولين كان بينهم رئيس جمعية الصحافيين في المدينة ومفتي المدينة وآخرون.
وبدأ الاحتفال بيوم عيد الفطر بعد الانتهاء من صلاة العيد، حيث اجتمع الأطفال في ساحة المخيم لحضور العروض الراقصة التي قدمها أطفال من المخيم وتناول الحلويات وممارسة النشاطات الترفيهية التي أعدتها إدارة المخيم.
وألقى والي غازي عنتاب، كلمة أثناء الحفل، أكد فيها على التزام الدولة التركية بتقديم كل ما يلزم للاجئين السوريين لضمان راحتهم وأمنهم حتى تنتهي الحرب في سورية ويعودوا بسلام إلى بيوتهم.
من جانبه، قال محمد الياسين، وهو لاجئ يقيم في المخيم منذ أكثر من سنتين، لـ"العربي الجديد"، إن "فرحة العيد بالنسبة للاجئين السوريين في المخيم ناقصة بلا شك بسبب البعد عن سورية وطول مدة النزوح، وذلك رغم سعي اللاجئين في المخيم لعيش أجواء العيد من خلال صناعة الحلويات وشراء الثياب الجديدة للأطفال، إلا أن ذلك لم يخفف من غصة البعد عن الأهل والأقارب والشوق إلى سورية".
وبعد انتهاء الاحتفال عقد والي غازي عنتاب مؤتمراً صحافياً قدم في بدايته المباركة بعيد الفطر للاجئين الذين يبلغ عددهم 350 ألفاً، متمنياً لهم ولباقي اللاجئين السوريين في العالم والسوريين في سورية الأمن والسلام لتتحقق أحلامهم ببناء دولة مدنية تُحترم فيها حقوق الإنسان.
وأشار الوالي إلى أن "أهالي غازي عنتاب شاركوا اللاجئين السوريين كل شيء، وقدموا كل ما يستطيعون لأخوتهم اللاجئين، وتقاسموا معهم مدارسهم ومشافيهم وخبزهم".
وتمنى الوالي أن تنتهي الحرب في سورية ليكون الأتراك ضيوفاً عند السوريين في حلب وباقي المدن السورية، ليصلوا معاً صلاة العيد في جوامع سورية بعد عودتهم إلى ديارهم.
وكانت تركيا قد سمحت في الأيام الماضية للاجئين السوريين الراغبين في قضاء عطلة العيد داخل الأراضي السورية بالخروج من تركيا إلى سورية عبر معبر "باب الهوى" الحدودي ليقضوا عيد الفطر داخل الأراضي السورية، قبل أن يعودوا لتركيا بعد نهاية العيد، وعلم "العربي الجديد"، من مصادر الجانب السوري من معبر "باب الهوى" أن السوريين الذين دخلوا المعبر لقضاء عطلة العيد داخل سورية تجاوز عددهم الثلاثين ألفاً خلال أيام قليلة.