دخل جميع المعتقلين بـ"عنبر 9 بالليمان"، بوادي النطرون، يوم أمس الأحد، في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجاً على قيام إدارة السجن بالتعدي على عدد منهم بالضرب والسحل، فضلا عن منع 12 زيارة للأهالي، وإبلاغهم بأن معتقليهم في عنابر التأديب.
وكشف مركز "الشهاب لحقوق الإنسان"– في بيان له، مساء أمس الأحد أن "رئيس المباحث تامر الدسوقي، ومعاوني المباحث محمد عشماوي، وأيمن عفيفي، اعتدوا بالضرب على المعتقل أحمد عاطف عبد الحي "23 عاماً"، والمحتجز بسجن "وادي النطرون 440"، وقاموا بحلق شعر رأسه ولحيته عنوة، بعد مشادة كلامية بينه وبين أحد معاوني المباحث، ما دفع معتقلي العنبر إلى التضامن مع "عاطف" ومحاولة الدفاع عنه".
وأضاف المركز أن إدارة السجن أمرت بضرب المعتقلين في المكان وحلق شعورهم جميعاً وتكديرهم وحرق ملابسهم، ونقل 12 منهم إلى عنبر التأديب، وهم "محمد محمد السيد، ومحمد نشأت، وعبد الرحمن غريب، ومحمد بدوي، ومحمود محمد عبد الرحمن، وسامي السيد عبد الرحمن، ومحمد عبد المنعم، وإبراهيم غلوش، ومحمد حسن السيد، ومصطفى أحمد مصطفى، وأحمد عاطف.
ونقل المركز عن والد المعتقل "أحمد عاطف" أنه تم نقله للمستشفى جراء تعرضه للضرب والتعذيب الشديد.
طريق الموت
وفي سياق الانتهاكات الحقوقية المتفاقمة في مصر، خلال الفترة الأخيرة، كشف أسامة ناصف، المحامي " بالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، وجود 41 فتاة داخل السجون المصرية، بجانب 13 مختفية قسرياً على يد قوات الأمن.
وأوضح ناصف، خلال المؤتمر الذي عقد الأحد بعنوان "السجون المصرية والموت البطيء"، أن هناك نحو 357 محاميا يقبعون في السجون المصرية حاليا بتهم سياسية.
وأكد الحقوقي بـ"التنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، أن الانتهاكات الموجودة في السجون تتمثل في الحرمان من الرعاية الصحية، بداية من إدخال الأدوية وحتى إجراء العمليات، مشيرا إلى أن السجون لا تسمح بإدخال المساعدات الطبية كالكراسي المتحركة والعكازات.
وتابع "هناك مأساة تسمى "سجن العقرب"، به 1100 محبوس، من بينهم ما يقرب من 800 محبوس احتياطيا، مشيرا إلى أن هناك 14 من متهمي قضية "مقتل النائب العام" نقلوا للطب الشرعي للكشف عليهم، ولكن لم يتم الكشف، وخرج التقرير دون رؤيتهم.
وعقدت "مؤسسة الدفاع عن المظلومين" مؤتمرا صحافيا، أمس الأحد، تحت عنوان "سجون مصر .. الموت البطيء" بمشاركة عدد من أهالي سجناء الرأي، الذين رووا شهادتهم حول أحوال السجون في مصر، وذلك بمركز الدراسات الاشتراكية ، وسط القاهرة.
شارك في المؤتمر الكاتب الصحافي محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين سابقا، والكاتب الصحافي كارم يحيى.
شهادات "الموت البطيء"
عديد من الانتهاكات تحدث عنها عدد من أهالي المحبوسين في العديد من السجون في مقدمتها القناطر وبورسعيد وبرج العرب، مؤكدين أن الوضع عبارة عن "مأساة" ، حسب تعبيرهم.
وقالت والدة روضة خاطر، المحبوسة بسجن القناطر، على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بـ"بنات دمياط"، إنه داخل سجن القناطر وضعت نجلتها في الإيراد طوال 48 ساعة، واصفة المكان بغير الإنساني.
وأضافت "الثعابين تسببت في حالة من الفزع لهن، وفي اليوم الثاني للعيد حدث حريق بالسجن وأصيبت بعض الفتيات من بينهن إسراء فرحات، إحدى المحبوسات في القضية، ولم تعد تستطيع المشي علي قدميها، وقدم ذووها طلبا بنقلها لسجن بورسعيد، ولم ترحل بحجة عدم وجود عربة ترحيلات".
فيما أوضحت إيمان وهيب، أن زوجها ونجليها الاثنين معتقلان، داخل سجون برج العرب وبورسعيد وجمصة، مشيرة إلى أن الزيارة داخل بورسعيد ممنوع خلالها دخول الكثير من الأطعمة، ولا تتخطى مدتها ربع ساعة، ولا وجود للتريض والحمامات داخله.
ووصفت الزيارة في سجن برج العرب بالمأساة، نظرا لأنهم يضطروا للوقوف في طوابير طويلة لمدة ما يقرب من 5 ساعات للتفتيش، موضحة أنها حاولت تقديم طلب لم شمل كما تنص لوائح السجون لوضع ذويها في سجن واحد لكن طلباتها قوبلت بالرفض.
فيما أوضحت "مي محمد"، زوجة محمد حرز، من قرية البصارطة، بدمياط، "الرعاية الطبية سيئة للغاية ووصل الأمر بأحد الضباط أن يقول لزوجها وزملائه السجناء: "لو متوا كلكم مش هنقل حد المستشفى"، وذلك عندما طالبوا بمصدر للتهوية في الزنزانة.
وتابعت هناك 7 شباب مقبوض عليهم منذ شهر يناير/كانون الثاني، وحتى الآن لم يراهم ذووهم، معلقة "هم في حكم المختفين قسريا"، مشيرة إلى أنهم يحصلوا على الملابس من الأهالي ويمنعونهم من الزيارة.
من جانبها أوضحت زوجة مصطفى حمزة - نزيل بسجن العقرب - أنه حصل على إخلاء سبيل في شهر أغسطس الماضي، ولم يخرج حتى الأن منذ ما يقرب من عام.
وأضافت أنه يعاني من العديد من المشاكل الصحية، موضحة أن سجن العقرب مغلق معظم الوقت، ويوضع الطعام في كيس بلاستيكي ولا وجود للعلاج والأدوية.