أكدت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان الفلسطينية، اليوم الخميس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستفرج عن الأسير بلال كايد، وهو قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في 12 من ديسمبر/كانون الأول المقبل، بعدما انتصر في معركته بإضرابه المفتوح عن الطعام، وتم التوصل إلى اتفاق معه من أجل إنهاء إضرابه الذي استمر 70 يوما ضد قرار تحويله إلى الاعتقال الإداري، بعد أن أمضى حكما متواصلا بالسجن مدة 14 عاما ونصف العام.
وقالت الضمير، في بيان تلته مديرة المؤسسة، سحر فرانسيس، خلال مؤتمر صحافي عقد في رام الله اليوم، إن "بلال أنهى إضرابه يوم أمس الأربعاء، بعد الاتفاق بين موكله المحامي محمود حسان والمدّعي العسكري والنيابة العامة كممثلين للقائد العسكري الإسرائيلي، حيث يقضي الاتفاق بعدم تجديد أمر الاعتقال الإداري الحالي بحق كايد وإطلاق سراحه يوم 12 ديسمبر/كانون الأول القادم".
والدة بلال، رهيبة كايد "أم محمد"، قالت لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر، إن "العالم يجب ألا يخضع لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وأن الشعب الفلسطيني اعتاد على أن يبقى مرفوع الرأس ولم ينحنِ لإسرائيل أبدا".
وشددت والدة بلال، على أن قوة إرادة ابنها بلال وعزيمته ومعنوياته العالية كانت سببا كبيرا في انتصاره في معركة الإضراب المفتوح عن الطعام التي خاضها، برغم الضغوط الإسرائيلية الكبيرة التي تعرّض لها خلال فترة إضرابه.
وخلال فترة إضرابه، تدهور الوضع الصحي لبلال بشكل خطير جدا، خاصة في الأسبوع الأخير بعد نقله للعناية المكثفة بمستشفى برزلاي حيث يعتقل الآن، وامتناعه بشكل تام عن تناول فيتامين B1 واكتفائه بشرب الماء، مما فاقم من خطورة تعرضه لفقدان الوعي والانهيار في أي لحظة، إضافة لعدم قدرته على الحركة والرؤية بشكل واضح والآلام الحادة في الصدر والكلى والكبد، مما يحتم عليه البقاء حاليا في المستشفى لمعالجته حتى يتعافى بشكل تام.
وفي السياق، قالت فرنسيس لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر، إن "علاج بلال سيكون داخل مستشفى برزلاي الإسرائيلي حيث يتواجد الآن".
وأوضحت فرنسيس، في كلمة لها، حول الظروف التي أدت إلى الاتفاق، أن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" تراجع عن موقفه المتعنت بإبعاد بلال كايد خارج الأرض الفلسطينية المحتلة لمدة 4 أعوام، الذي كان الخيار الوحيد الذي طرحته المخابرات وأصرت عليه حتى خلال جلسة المحكمة العليا التي عُقدت يوم الإثنين الماضي.
ولفتت إلى أن مطالبة القضاة الإسرائيليين لممثلي القائد العسكري بتقديم شروح إضافية حول الملف السري والوضع الصحي الخطير لكايد في جلسة الاستماع التي كان يفترض أن تعقد اليوم الخميس، الساعة 12 ظهرا (توقيت محلي)، ألزمت ممثلي القائد العسكري بطرح بدائل أخرى سوى الإبعاد.
وقالت فرنسيس، خلال المؤتمر، إن "خصوصية قضية بلال كايد تنبع من كونه أسيراً أمضى كامل مدة حكمه، وعلى الرغم من ذلك تم تحويله للاعتقال الإداري، بحجة أنه ما زال يشكل تهديدا لأمن دولة الاحتلال".
من جانبه، دعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، في كلمة له، إلى البناء على انتصار بلال في معركة إضرابه عن الطعام، من أجل مواجهة سياسة الاعتقال الإداري، وأنه لا بد من مساندة بقية الأسرى المضربين حتى يحققوا انتصاراتهم، فيما شدد على وجوب البدء بخطوة مقاطعة محاكم الاعتقال الإداري.
ويواصل أربعة أسرى فلسطينيين إضرابهم المفتوح عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري منذ مدد متفاوتة، وهم: الشقيقان محمد ومحمود البلبول، وعياد الهريمي ومالك القاضي.
وأشار قراقع إلى قضية الأسير توفيق نزال من جنين، التي تشبه قضية بلال كايد، حيث أفرج عن توفيق قبل عدة أيام بعد 8 شهور من الاعتقال من سجن النقب، وأعيد اعتقاله أثناء عودته إلى منزله، بعد ساعات من الإفراج عنه على حاجز الظاهرية جنوب الخليل وحول الاعتقال الإداري لمدة 3 شهور.
بدوره، أكد العضو الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، أسامة السعدي، في كلمته، على ضرورة وجود عمل جماعي موحد في قضية الاعتقال الإداري ومقاطعة المحاكم الإدارية.
بينما دعا محمود كايد، شقيق بلال، لوضع خطة واستراتيجية لمناصرة الأسرى، بدءا بالسلطة الفلسطينية وانتهاء بالفصائل والجهد الشعبي الذي لم يرتق إلى المستوى المطلوب، مشددا على ضرورة أن تعمل الفصائل الفلسطينية على إيجاد برنامج من أجل الإفراج عن الأسرى داخل سجون الاحتلال.
من جهة ثانية، وعقب المؤتمر الصحافي، خرجت مسيرة حاشدة جاب المشاركون فيها وعددهم بالمئات شوارع مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، للتأكيد على انتصار بلال كايد، ومواصلة الإسناد لبقية الأسرى المضربين، حيث رفعت صور بلال والأسرى المضربين.