لم يعد الفلسطيني، خميس الطناني، يحمل هم توفير طعام أولاده الستة، بعدما بات اسمه ضمن الأسر المستفيدة من مشروع "مطبخ شهداء أسطول الحرية مافي مرمرة"، والذي افتتح برعاية تركية، ويسعى القائمون عليه إلى توفير وجبات طعام بشكل يومي للأسر الفقيرة في قطاع غزة.
وافتتحت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، أمس الخميس، المطبخ المجاني للفقراء، والذي يحمل اسم شهداء "مافي مرمرة"، في إشارة إلى المجزرة التي ارتكبتها البحرية الإسرائيلية بحق المتضامنين الأتراك مع غزة قبل ستة أعوام في عرض البحر المتوسط.
وتجمع عشرات المواطنين الفقراء فور افتتاح المطبخ في حيّ تل الهوا جنوبي مدينة غزة، حاملين كوبونًا تم توزيعه مسبقًا على 200 عائلة محتاجة بمساعدة لجان الزكاة، لاستلام وجباتهم الغذائية ضمن ترتيبات وضعتها الهيئة التركية لإعالة أكبر عدد من الأسر الفقيرة يوميًا في مناطق مختلفة من القطاع.
ويوضح الطناني، لـ"العربي الجديد"، أن المشروع وفر له طعام عائلته المكونة من 6 أفراد، ليوم واحد، غير مُدرك لكيفية توفير قوت العائلة في باقي الأيام، جراء زيادة الأوضاع الاقتصادية سوءًا وانعدام فرص العمل ومصادر الدخل لأفراد أسرته.
أما أم محمد الزيناتي، فلم يختلف حالها كثيرا عن سابقها، إذ شعرت "بالسعادة المؤقتة"، بعدما ضمنت توفير طعام أولادها الخمسة لهذا اليوم، خصوصاً بعد ما انعدمت السُبل في توفير مصدر رزق لها بعد وفاة زوجها قبل 3 سنوات.
وتقول لـ"العربي الجديد"، إن الهاجس الذي يُقلقها صباح كل يوم هو كيف توفر طعام أولادها، مشيرةً إلى أنها تعتمد على ما يقدمه فاعلو الخير والمؤسسات الخيرية، في ظل عدم قدرتها على إيجاد فرصة عمل تساعدها وأولادها صغار السن لتوفير قوت يومهم.
وأضاف كايا، في كلمة على هامش افتتاح المشروع: "هذا المشروع يهدف لتوفير طعام للفقراء والمحتاجين بشكل يومي، إضافة لكونه فرصة عمل لبعض الفلسطينيين".
وأوضح خلال الكلمة، أن المطبخ يعمل لاستيعاب عدد معين من الأشخاص ممن لا يستطيعون توفير طعام ذويهم، وفق آلية وضعتها الهيئة لخدمة المواطنين من مختلف مناطق غزة بشكل يومي.
ووفقًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فإن نحو 47 في المائة من الأسر في قطاع غزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006.