تواجه منطقة عين دراهم الحدودية مع الجزائر والواقعة في محافظة جندوبة، شمال غربي تونس، موجة برد عنيفة وتساقطاً كثيفاً للثلوج، أدت إلى قطع الطرقات وشل الحركة في القرى المحيطة بها، واحتجاز سيارات وحافلة طلاب.
وأدى انقطاع الطرق بالثلوج المتراكمة إلى احتجاز ما يقارب 500 سيارة وحافلة، طوال يوم أمس الأحد وصباح اليوم الاثنين، في حين باشرت القوات المختصة (حماية مدنية وحرس وطني وجيش) ومصالح التجهيز منذ ساعات الفجر بفتح الطريق وتأمين مغادرة العالقين.
وتشهد تونس خلال هذه الفترة من السنة، خصوصاً في مرتفعات الشمال والوسط الغربي للبلاد، موجة برد عنيفة تبدو غير قادرة على مجابهتها نظرا لضعف البنية التحتية. وتعتبر جهة جندوبة قبلة للزوار من كامل أنحاء البلاد للتمتع بالثلوج، الأمر الذي ينعكس انتعاشا اقتصاديا للمنطقة المهمشة بفضل السياحة الشتوية الداخلية.
وانطلقت نداءات الاستغاثة عبر وسائل الإعلام المحلية منذ ليل أمس طلبا لنجدة 500 سيارة علقت على الطريق الرابط بين مرتفعات عين دراهم وجندوبة، من بينها حافلة قدمت من منطقة سيدي بوزيد تقل تلاميذ تراوح أعمارهم بين الخامسة والتاسعة قضوا الليلة في الحافلة، ونقلوا إلى نزل في قرية محاذية فجر اليوم، الاثنين.
وقال محافظ جندوبة، أكرم السبري، في تصريح صحافي صباح اليوم، إن التدخل والتعزيزات من الآليات الثقيلة لفتح الطريق أسفرت عن إخراج ما يقارب 200 سيارة من المنطقة، في حين لا تزال سيارات أخرى عالقة.
— Radio Mosaïque FM (@RadioMosaiqueFM) ١٦ يناير، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وعلّق المحافظ على توافد الزوار المستمر على عين دراهم بالقول "إن السلطات المختصة لم تكف عن إصدار البلاغات منذ ليل أمس، محذرة من زيارة المنطقة نظرا لتردي الأحوال الجوية هناك، مع تواصل هطول الثلج دون انقطاع منذ الأمس".
وأضاف المحافظ أنه جرى إيواء الأطفال العالقين في المكان، في حين تتواصل عمليات إزالة الثلوج. كما توجه وزير التجهيز، محمد صالح العرفاوي، صباح اليوم، إلى منطقة جندوبة للاطلاع على سير الأوضاع. وأوضح في بلاغ صادر عن الوزارة، أنه جرى الاستعداد للأزمة ووضع ست شاحنات لإزالة الثلوج و11 آلة ماسحة وثلاث آلات كاسحة مجنزرة وآلتي حفر وشحن وكاسحتين مطاطيتين لدى الجهات المختصة في الجهة.
— LEconomisteMaghrébin (@EconomisteMagh) ١٦ يناير، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كما دعا العابرين على الطريق ومواطني عين دراهم إلى مساعدة أعوان وموظفي الوزارة، الذين يعملون منذ 24 ساعة متواصلة، واحترام قواعد المرور وتمكين المعدّات من بلوغ المناطق التي تشهد انقطاع الطرقات من أجل فك عزلتها.
— Jeune Afrique (@jeune_afrique) ١٦ يناير، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأكّد وزير الدفاع، فرحات الحرشاني، في تصريح إعلامي ببنزرت، جاهزية الوحدات العسكرية لتقديم المساعدة لأعوان الحماية المدنية والحرس الوطني في معتمدية عين دراهم، مبينا أن الطرق ستفتح بعد إزالة الثلوج.
ويرى مراقبون أن الوضع في عين دراهم صعب للغاية ويطرح أكثر من تساؤل حول مدى استعداد السلطات لهذه الظروف التي تعد اعتيادية ومتكررة في الفترة ذاتها من كل سنة، وتساءلوا عما إذا كانت لجنة مجابهة الكوارث الطبيعية التي أنشئت العام الماضي من أجل الوقاية واستشراف الأزمات المماثلة أعدت خططا للتدخل.