بات أكثر من 65 ألف مدني، هم سكان مدينة تلبيسة بريف حمص، وسط سورية، شبه أحياء، بعد مرور نحو 4 سنوات على حصار قوات النظام السوري لهم، حيث أصبحت المدينة بالنسبة لقوات النظام والمليشيات الموالية لها بمثابة حقل رماية، أهدافه المتحركة هم سكان المدينة.
وقال الناشط الإعلامي، محمد العلي، المقيم في تلبيسة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مدينة تلبيسة من أكبر مدن ريف حمص الشمالي المحاصر، وتتعرض لقصف مدفعي شبه يومي من قبل معسكر ملوك جنوب المدينة، وعدة قرى أخرى حولها النظام إلى ثكنات عسكرية ضخمة مثل جبورين وأكراد الداسنية، وتعاني المدينة من نقص كبير في المواد الغذائية، خاصة مادة الخبز".
ولفت العلي إلى أن "أزمة الخبز تفاقمت نتيجة احتراق أكبر الأفران في المدينة، ما تسبب بارتفاع أسعار رغيف الخبز لدرجة يعجز الأهالي معها عن شرائه، إضافة إلى نقص الطحين الذي تسبب في إيقاف أغلب الأفران في تلبيسة عن العمل، حيث يعجز المجلس المحلي في مدينة تلبيسة عن تأمين مادة الطحين وتقديم الخبز للأهالي، نظراً لقلة الإمكانيات وارتفاع أسعار الطحين ومادة الديزل، التي يُدفع ثمنها أضعافا مضاعفة بسبب الحصار، حيث يتم الاعتماد بشكل أساسي على الدعم من قبل بعض المغتربين من أبناء المدينة وبعض المنظمات الخيرية، ما يجعل هذا الدعم غير مستقر".
وبين العلي أن "غالبية العائلات تعتمد على وجبتين في اليوم، تكلفة الوجبة تقدر بـ1500 ليرة سورية تقريبا، إضافة إلى اعتمادهم على عدة مؤسسات إنسانية عاملة في ريف حمص تقوم بتقديم المساعدة".
ولفت العلي إلى أن "جميع الأعمال متوفرة في مدينة تلبيسة، وأغلبية المهن لا تزال فعالة، لكنها تعرضت للتضرر نتيجة نقص وارتفاع أسعار المواد المستخدمة في هذه المهن، مثل العمل بالمواد المعدنية والزراعة وتربية الحيوانات وغيرها، إضافة إلى العمل ضمن الهيئات الإغاثية، ووجود عدد كبير من الموظفين في الدوائر الحكومية لدى النظام في حمص".
تجدر الإشارة إلى أن وتيرة القصف الجوي والمدفعي في المنطقة ارتفعت مؤخراً، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى، ويعني ذلك خرق النظام السوري وقف إطلاق النار الذي ضمنته روسيا مؤخراً.