وفي السياق، قال الناشط الإعلامي في إدلب جابر أبو محمد، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الاشتباكات الحاصلة بين الفصائل في إدلب وكثرة الحواجز، تسببت بتوقف أعمال أغلب الناس، في وقت يعاني فيه الأهالي من الفقر المدقع والعوز الشديد"، وأضاف "حتى حركة سيارات الإسعاف أصبحت صعبة، لما فيها من خطر على حياتهم".
ولفت إلى أن "العملية التعليمية توقفت في مناطق الاشتباكات، كما سقط عدد من القتلى والجرحى في قميناس وابلين بريف إدلب، وفي الحلزون بريف حلب".
وأوضح أن "الأوضاع المعيشية في إدلب وريفها صعبة جدا، فالغلاء فاحش، في حين لا توجد فرص عمل، وغالبية الناس عاطلة عن العمل، حتى أن خيار السفر أصبح بعيداً عن الأهالي بسبب الكلفة المرتفعة، إضافة إلى المخاطر التي قد يتعرضون لها والتي قد تفقدهم حياتهم".
وأفاد بأن "الأهالي اندفعوا في حراك اجتماعي لأخذ موقف من الفصائل، إذ قاموا في كل بلدة أو قرية بالعمل على تجنيب أبنائها هذه الاشتباكات، والتزام البيوت، حتى أنهم منعوا إرسال المقاتلين إلى أماكن الاشتباكات حقنا للدماء، وفي إحدى القرى قاموا بإخراج عناصر فتح الشام من أحد معسكرات الفصائل. لقد كان للأهالي والفعاليات المدنية دور مهم في تهدئة حدة الاشتباكات".
يشار إلى أن المدنيين في إدلب يعانون منذ سنوات من ويلات الحرب، إذ يتعرضون للقصف بمختلف أنواع الأسلحة بين الحين والآخر، الأمر الذي دفع الآلاف منهم لهجرة منازلهم وأراضيهم إلى مناطق داخل وخارج البلاد، في حين يعيش كثير منهم داخل بلداتهم محرومين من أبسط مقومات الحياة والخدمات، مثل المياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات.