ازداد تدخل المروحيات الطبية الخاصة بالحالات الطارئة، خلال الأيام الأخيرة، في المغرب، بالترافق مع الأجواء الشديدة البرودة في عدد من مناطق البلاد، خصوصاً الجبال النائية، حيث بات كثير من القرى معزولاً عن محيطه بالثلوج التي قطعت الطرقات.
وبالفعل، تدخلت 14 مروحية طبية، من بينها 4 تابعة لوزارة الصحة المتعاقدة مع شركة متخصصة في الإسعاف الجوي، و10 تابعة لجهاز الدرك الملكي. وهو ما أدى إلى إنقاذ حياة حوامل ورضّع في مناطق ثلجية نائية.
وفي هذا الإطار، أفادت وزارة الصحة أنّ مروحياتها أسعفت، الأربعاء، حاملاً في شهرها الثامن في حالة مخاض. فقد نقلتها من منطقة محاصرة بالثلوج في نواحي مدينة بويبلان الجبلية إلى المركز الاستشفائي "الحسن الثاني" بمدينة فاس، رفقة طاقم طبي وتمريضي. وأسعفت المروحية نفسها، الثلاثاء، حاملاً عمرها 27 عاماً، من دوّار آيت زيد في قرية بومية المحاصرة بالثلوج في إقليم ميدلت، ونقلتها إلى المستشفى المدني المتنقل في دائرة القباب بإقليم خنيفرة، حيث استقبلت في جناح الولادة، وخضعت للفحوصات والمراقبة الطبية.
كذلك، نقلت مروحية طبية قبل أيام سيدة تبلغ من العمر 45 عاماً، من مدينة السمارة جنوب المغرب، إلى مركز استشفائي في العيون، إثر تعرضها لنزيف حادّ في المعدة، مع فقر شديد في دمها ذي الفصيلة النادرة، ليجري إسعافها في وقت وجيز بفضل سرعة تدخل المروحية.
مع ذلك، هناك حالات إنسانية أخرى لم تعرف النجاح، إذ أصيبت طفلة في حادث سير خطير في مدينة طانطان، لكن لم تفلح الجهود المبذولة في إحضار مروحية طبية لنقلها إلى مستشفى في مدينة العيون، فتوفيت الصغيرة بعد ساعة من الحادث.
تعليقاً على ذلك الحادث، يقول الناشط الحقوقي، محمد فاتح، لـ"العربي الجديد"، إنّه طلب من السلطات المحلية تأمين مروحية طبية لنقل الطفلة إلى مستشفى متخصص في الحالات الطارئة، وهو مستشفى بعيد عن مدينة طانطان. لكن لم تفلح الجهود في توفير المروحية، فجرى نقل الطفلة المصابة في سيارة إسعاف، ليتأخر علاج حالتها وتلقى حتفها.
يتابع، إنّ تدخل المروحيات الطبية المدنية والعسكرية له فوائد إنسانية جليلة، فقد أنقذت أرواحاً كثيرة، خصوصاً في حالة الحوامل والرضّع في المناطق المعزولة بالثلوج. لكنّه يؤكد انّه يتعين التفكير في زيادة عدد المروحيات لتناسب ازدياد الحاجة إليها. ويشير إلى أنّ من الواجب التفكير في طريقة لتمكين المروحيات من التحليق ليلاً، وهو أمر ممنوع حتى اللحظة.