يشارك وزراء وممثلون عن نحو 25 دولة ومنظمة دولية وإقليمية تابعة للأمم المتحدة، الأحد المقبل، في أعمال المؤتمر التأسيسي للتحالف العالمي للأراضي الجافة، الذي سيعلن من الدوحة "إنشاء منظمة دولية تهدف لمكافحة انعدام الأمن الغذائي ومناقشة مشاكله ووضع حلول وتبادل المساعدة في أوقات الشدة".
وسيتم خلال المؤتمر التوقيع على المعاهدة التأسيسية للمنظمة التي سيكون مقرها الدوحة.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أطلق مبادرة خلال كلمة ألقاها في الدورة الـ68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (24 سبتمبر/أيلول 2013)، تهدف إلى تأسيس منظمة دولية لمواجهة النتائج المترتبة على انعدام الأمن الغذائي والآثار البيئية والاقتصادية السلبية للتغير المناخي.
وتمثل الأراضي الجافة قضية ملحّة ليس فقط بسبب اتساع رقعتها وعدد سكانها، إنما بسبب تفاعلها مع الأنظمة المناخية والجيوسياسية العالمية. وقد أعربت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2010 في قمة مراجعة أهداف الألفية الإنمائية، عن قلقها حول عدم إحراز أي تقدم في تقليص رقعة الجوع والفقر في المناطق ذات الأراضي الجافة والتي يعيش فيها نصف الجياع والفقراء في العالم.
وأشارت تقارير الأمم المتحدة حول تقييم النظام البيئي، إلى أن 51 دولة حول العالم تعتبر دولاً ذات أراضٍ جافة، كما أن أكثر من 100 دولة هي إما ذات أراضٍ شبه جافة أو قاحلة.
ويسكن الأراضي الجافة 3 مليارات نسمة، يعيش 90 بالمائة منهم في الدول النامية. وتعاني هذه الأراضي من ضغوط هائلة في ما يتعلق بمواردها الطبيعية، مثل المياه والتربة والتنوع الحيوي، كما يعاني سكانها بصورة كبيرة من عواقب بيئية وخيمة نتيجة التغير المناخي.
وكان إعلان مراكش حول التحالف العالمي للأراضي الجافة الذي صدر بالمغرب عام 2015، قد وضع مسودة المعاهدة التأسيسية للتحالف بمشاركة عدد من الدول، هي قطر، المغرب، الكويت، الأردن، العراق، موريتانيا، تونس، عمان، المكسيك، السنيغال، تشاد، النيجر، بوركينا فاسو، تنزانيا، كازاخستان، مصر، البحرين، الجزائر والإمارات.
وفيما أكدت الدول الموقعة على الإعلان مشاركتها في المؤتمر الذي سيعلن خلاله عن تأسيس المنظمة، لم تتأكد مشاركة كل من الإمارات والبحرين ومصر وموريتانيا في المؤتمر، ومن المرجح غيابها، بسبب الأزمة الخليجية، وقطع هذه الدول لعلاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
ويسعى التحالف، وفق مسودة الإعلان، إلى لعب دور بارز في تحسين الأمن الغذائي للدول ذات الأراضي الجافة، ما يساهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين. كما يهدف إلى المساهمة في جعل بلدان الأراضي الجافة آمنة غذائياً، وكذا خلق الأرضية المواتية لتعاون دولي واسع مع الشركاء محلياً وإقليمياً ودولياً من أجل إيجاد الحلول ونشرها وتنفيذها لمواجهة التحديات الخاصة بالزراعة والمياه والطاقة في بلدان الأراضي الجافة.
كما سيعمل التحالف العالمي للأراضي الجافة على سد الفجوة بين المجالات البحثية والاستراتيجية والسياسية، لمساندة الدول ذات الأراضي الجافة في تعزيز أمنها الغذائي وذلك حرصاً على رفاه سكانها. كما سيلتزم التحالف بتعزيز القدرات الزراعية بحثاً عن موارد موثوقة للغذاء والمياه والطاقة، وبالتالي وضع حلول للدول ذات الأراضي الجافة التي يفتقد الملايين من سكانها للأمن الغذائي.