مع بداية كلّ عام دراسي جديد في الجزائر، تعود أزمة النقل المدرسي لتبرز كواحدة من المشكلات العالقة في البلاد، خصوصاً في المناطق الريفية والداخلية. وتتعالى أصوات أولياء أمور التلاميذ المطالبة بتوفير النقل لأبنائهم، إذ من غير ذلك يصعب عليهم متابعة تعليمهم.
على مواقع التواصل الاجتماعي تنتشر صور لتلاميذ على متن جرّارات أو شاحنات في طريقهم إلى مدارسهم، بعدما تعذّر على الجهات المعنيّة توفير حافلات لنقلهم. وقد يكون حظّ هؤلاء التلاميذ أفضل حالاً من تلاميذ مناطق أخرى في ولايات المدية وتيارت والجلفة وتيسمسيلت وعين الدفلى، الذين يقطعون مسافات تصل إلى خمسة كيلومترات قبل بلوغ مقاعدهم الدراسية. يُذكر أنّ تلك الطرقات تتخللها عقبات عدّة لا سيّما بعض الأودية والحيوانات المفترسة.
في بلدة سيدي سميان الجبلية، أقصى غربيّ ولاية تيبازة (غرب الجزائر)، يقطع سمير وأخته الصغيرة نهال يومياً ثلاثة كيلومترات مشياً على الأقدام، للالتحاق بالمدرسة، وهو الأمر الذي يضطر والدهما إلى مرافقتهما إلى منطقة قريبة من المدرسة قبل أن يعود إلى عمله في الزراعة. وقد أخفقت محاولات والد سمير وسكان البلدة الصغيرة في الحصول على حافلة من البلديّة لنقل التلاميذ، بحجّة أنّ سلطات البلدية لا تملك حيلة لفكّ أزمة نقل التلاميذ.
ويتشابه وضع سمير مع أوضاع عدد كبير من التلاميذ الجزائريين في منطقة سيدي لزرق في ولاية غليزان (غرب)، إذ ما زال تلاميذ القرى هناك يقطعون مسافات طويلة بين الأحراش والغابات للوصول إلى مدارسهم. ولم تفلح برامج وخطط مؤسسات الحكم المحلي في توفير النقل المدرسي لجميع تلاميذ المنطقة. لكنّ أزمة النقل المدرسي لا توفّر حتى بعض المناطق في حزام العاصمة الجزائرية، على سبيل المثال بلدية الكاليتوس في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية. هناك، يقطع تلاميذ كثر مسافات طويلة ليتمكّنوا من الوصول إلى المؤسسات التربوية، فيما يضطر بعضهم إلى الوقوف على جانب الطريق والطلب من بعض السائقين أن يقلّوهم. ولم يفلح أولياء التلاميذ في هذه المنطقة في تأمين النقل الآمن لأبنائهم، خصوصاً مع تزايد المخاوف في الجزائر من ظاهرة اختطاف الأطفال خلال الأشهر الأخيرة.
اقــرأ أيضاً
في السياق، يقول الإعلامي رضوان عثماني الذي يتابع الأحداث المحلية في ولاية برج بوعريريج، إنّ "مشكلة النقل المدرسي عويصة، يعاني منها خصوصاً تلاميذ مدن الريف والقرى الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى المؤسسات التعليمية". ويشير إلى أنّ "ثمّة بلديات وجدت حلاً لتلاميذ بعض المناطق عبر الاتفاق مع حافلات خاصة لتأمين نقلهم إلى المدارس، صباحاً ومساءً ذهاباً وإياباً"، لكنّه يوضح أن "بعض أصحاب وسائل النقل الخاصة باتوا يرفضون في السنوات الأخيرة نقل التلاميذ بسبب عدم دفع البلديات مستحقاتهم المالية عن السنوات السابقة، نظراً إلى عجز تلك البلديات. وهكذا، بين عجز البلديات ومطالب أصحاب وسائل النقل الخاصة بحقوقهم، تضيع مصالح التلاميذ".
تجدر الإشارة إلى أنّه في عام 2015 وزّعت الحكومة الجزائرية 1300 حافلة نقل مدرسيّ على بلديات المناطق النائية، لكنّ ذلك لم يكن كافياً لحلّ المشكلة. كذلك فإنّ العجز المالي الذي تشكو منه البلديات لم يُتح لها صيانة تلك الحافلات لضمان استمرارية عملها، وهو الأمر الذي فاقم الانقطاع أو التسرّب الدراسي. ويشير المتخصص في شؤون التربية والتعليم سليم شامة إلى أنّه لا أرقام رسمية متوفّرة عن نسب التسرّب الدراسي في الجزائر، لكنّ دراسة سابقة كانت قد أشارت إلى أنّ 23 في المائة من التلاميذ لا يواصلون تعليمهم الثانوي. يضيف أنّ الملاحظة الرئيسية هي في أنّ معظم نسب التسرّب تُسجَّل في المناطق الداخلية والريف، حيث ينقطع الأطفال مبكراً عن الدراسة لأسباب عدّة، من بينها عدم توفّر وسائل النقل المدرسي. ويتابع إنّ "كثيرين من التلاميذ، من أبناء مناطق الريف والقرى، يضطرون إلى التوقف عن الدراسة بسبب بعد بيوتهم عن مدارسهم وغياب النقل المدرسي".
في بداية العام الدراسي الحالي، ومع إثارة الجدال حول قرارات وزيرة التربية، نورية بن غبريط، المتعلّقة بالمقررات الدراسية والمضمون الديني، رفع ناشطون أصواتهم مطالبين الوزيرة بحلّ المشاكل الحقيقية للتعليم وفي مقدّمتها النقل المدرسي، خصوصاً في مناطق الريف والجنوب، بالإضافة إلى مشاكل الاكتظاظ في الفصول الدراسية وتوفير الكتب والوسائط التربوية.
اقــرأ أيضاً
على مواقع التواصل الاجتماعي تنتشر صور لتلاميذ على متن جرّارات أو شاحنات في طريقهم إلى مدارسهم، بعدما تعذّر على الجهات المعنيّة توفير حافلات لنقلهم. وقد يكون حظّ هؤلاء التلاميذ أفضل حالاً من تلاميذ مناطق أخرى في ولايات المدية وتيارت والجلفة وتيسمسيلت وعين الدفلى، الذين يقطعون مسافات تصل إلى خمسة كيلومترات قبل بلوغ مقاعدهم الدراسية. يُذكر أنّ تلك الطرقات تتخللها عقبات عدّة لا سيّما بعض الأودية والحيوانات المفترسة.
في بلدة سيدي سميان الجبلية، أقصى غربيّ ولاية تيبازة (غرب الجزائر)، يقطع سمير وأخته الصغيرة نهال يومياً ثلاثة كيلومترات مشياً على الأقدام، للالتحاق بالمدرسة، وهو الأمر الذي يضطر والدهما إلى مرافقتهما إلى منطقة قريبة من المدرسة قبل أن يعود إلى عمله في الزراعة. وقد أخفقت محاولات والد سمير وسكان البلدة الصغيرة في الحصول على حافلة من البلديّة لنقل التلاميذ، بحجّة أنّ سلطات البلدية لا تملك حيلة لفكّ أزمة نقل التلاميذ.
ويتشابه وضع سمير مع أوضاع عدد كبير من التلاميذ الجزائريين في منطقة سيدي لزرق في ولاية غليزان (غرب)، إذ ما زال تلاميذ القرى هناك يقطعون مسافات طويلة بين الأحراش والغابات للوصول إلى مدارسهم. ولم تفلح برامج وخطط مؤسسات الحكم المحلي في توفير النقل المدرسي لجميع تلاميذ المنطقة. لكنّ أزمة النقل المدرسي لا توفّر حتى بعض المناطق في حزام العاصمة الجزائرية، على سبيل المثال بلدية الكاليتوس في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية. هناك، يقطع تلاميذ كثر مسافات طويلة ليتمكّنوا من الوصول إلى المؤسسات التربوية، فيما يضطر بعضهم إلى الوقوف على جانب الطريق والطلب من بعض السائقين أن يقلّوهم. ولم يفلح أولياء التلاميذ في هذه المنطقة في تأمين النقل الآمن لأبنائهم، خصوصاً مع تزايد المخاوف في الجزائر من ظاهرة اختطاف الأطفال خلال الأشهر الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أنّه في عام 2015 وزّعت الحكومة الجزائرية 1300 حافلة نقل مدرسيّ على بلديات المناطق النائية، لكنّ ذلك لم يكن كافياً لحلّ المشكلة. كذلك فإنّ العجز المالي الذي تشكو منه البلديات لم يُتح لها صيانة تلك الحافلات لضمان استمرارية عملها، وهو الأمر الذي فاقم الانقطاع أو التسرّب الدراسي. ويشير المتخصص في شؤون التربية والتعليم سليم شامة إلى أنّه لا أرقام رسمية متوفّرة عن نسب التسرّب الدراسي في الجزائر، لكنّ دراسة سابقة كانت قد أشارت إلى أنّ 23 في المائة من التلاميذ لا يواصلون تعليمهم الثانوي. يضيف أنّ الملاحظة الرئيسية هي في أنّ معظم نسب التسرّب تُسجَّل في المناطق الداخلية والريف، حيث ينقطع الأطفال مبكراً عن الدراسة لأسباب عدّة، من بينها عدم توفّر وسائل النقل المدرسي. ويتابع إنّ "كثيرين من التلاميذ، من أبناء مناطق الريف والقرى، يضطرون إلى التوقف عن الدراسة بسبب بعد بيوتهم عن مدارسهم وغياب النقل المدرسي".
في بداية العام الدراسي الحالي، ومع إثارة الجدال حول قرارات وزيرة التربية، نورية بن غبريط، المتعلّقة بالمقررات الدراسية والمضمون الديني، رفع ناشطون أصواتهم مطالبين الوزيرة بحلّ المشاكل الحقيقية للتعليم وفي مقدّمتها النقل المدرسي، خصوصاً في مناطق الريف والجنوب، بالإضافة إلى مشاكل الاكتظاظ في الفصول الدراسية وتوفير الكتب والوسائط التربوية.