"الطوايل"، هو الاسم الجديد لنادي الفروسية العراقي الذي تأسس منذ نحو مائة عام، قبل أن يندثر مع دخول الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.
الخطر الأمني الذي تشكله "الطوايل" ما يزال قائما بحسب ضابط في شرطة بغداد، أكد لـ"العربي الجديد" أن المعروف عن هذه المنطقة استقطابها للمافيات والعصابات والشباب المنحرف، موضحا أنه لا أحد يمكنه مداهمتها بسبب وجود غطاء لهذه الأماكن من قبل جهات متنفذة.
وأشار إلى أن القوات العراقية التي اكتشفت فيها مؤخرا عدداً من الصواريخ المعدّة للإطلاق اكتفت بمصادرة هذه المنصات وتطويق "الطوايل" وتفتيش الخارجين منها والداخلين إليها، مبينا أن هذه المنطقة أصبحت تمثل خطرا حقيقيا بعد اكتشاف الصواريخ كونها محاذية لمعسكرات مهمة للجيش العراقي، فضلا عن قربها من مطار بغداد الدولي ومعسكر تابع لفرقة الاستطلاع والرصد الأميركية التي تعمل ضمن غطاء التحالف الدولي.
وأعلنت قيادة عمليات الجيش ببغداد السبت الماضي، عثورها على عشرة صواريخ جاهزة للإطلاق على مناطق بالعاصمة في منطقة الطوايل.
إلى ذلك، حذّر عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي، من خطورة منطقة الطوايل غربي بغداد، مؤكدا خلال تصريح صحفي أنّ لهذه المنطقة أثارا أمنية واجتماعية على الأحياء المحيطة بها.
وأضاف أن"المنطقة التابعة لمضمار سباق الخيل والتي تسمى بالطوايل باتت تشكل خطرا أمنيا واجتماعيا على محافظة بغداد خاصة المناطق المجاورة لها، موضحا أن ضبط عدد من الصواريخ فيها أمر يثبت أن هذه المنطقة التي تمارس فيها الدعارة موبوءة، وتتخذها العصابات الإجرامية مقرا لها، داعيا الجهات الأمنية وأمانة بغداد لإزالتها".
وانتقد عضو المجلس البلدي بجانب الكرخ من بغداد، قاسم السعيدي، عدم وجود مرجعية لنادي الفروسية الذي أصبح يعرف اليوم بـ "الطوايل"، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن "مجلس إدارة النادي قبل عام 2003 كان يضم ممثلين عن وزارات الزراعة والصحة والدفاع والداخلية، قبل أن يقوم بعض التجار والمهتمين بتربية الخيول بالإشراف عليه بعد ذلك التاريخ".
وأشار إلى وجود عصابات خارجة عن القانون تسيطر على النادي بشكله الحالي المسمى الطوايل، موضحا أن هذه العصابات استبدلت الخيول العربية الأصيلة ببائعات الجنس وصواريخ الموت، التي تجهز لاستهداف العراقيين.
ولفت إلى أن هذه المنطقة تحولت إلى محمية للفساد والجريمة، مؤكدا أن لا أحد يمكنه دخولها إلا إذا حصل على موافقة "الشقاوات"(الفتوات) الذين يحمكونها بقوانينهم وقراراتهم.
وأضاف "غالبا ما تأتي وسائل الإعلام للحصول على موافقات لدخول الطوايل، لكن الصحفيين يفرون قبل إتمام محاولاتهم بسبب الخطر الذي يواجههم بداخلها والذي قد يصل إلى حد الموت"، موضحا أن الحل الأمثل هو إزالتها وإعادة سكانها الغجر إلى مواطنهم الأصلية.
وتأسس نادي الفروسية ببغداد عام 1922 ليختص بسباقات الخيول، ويضم مضمارا لسباق الخيول ذات المواصفات الدولية، وبلغ عدد الخيول التي كانت فيه قبل الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 نحو 6000 حصان، قبل أن يتعرض النادي للسلب والنهب بعد الاحتلال ولم يتبق فيه سوى بضع مئات من الخيول.
أغلق نادي الفروسية عام 1958 وأعيد افتتاحه عام 1978، كان مقره يقع في حي المنصور وسط بغداد قبل أن يقوم النظام العراقي السابق بنقله لمنطقة محاذية لمعسكرات الجيش العراقي غرب بغداد عام 1996، وبعد الاحتلال الأميركي بعدة سنوات ونتيجة للفوضى التي شهدها تحول النادي إلى مقر كبير للدعارة بعد أن جلبت عصابات ومافيات مئات الأسر الغجرية من جنوب العراق وساعدتها على الاستيطان فيه، وعلى الرغم من محاولاتها المتكررة، إلا أن السلطات العراقية فشلت في طرد هذه الجماعات بسبب حمايتها من قبل مليشيات متنفذة وبعض ضباط وعناصر القوات العراقية.
وجاءت تسمية "الطوايل" إشارة إلى جمع "طولة" وتعني باللهجة العراقية إسطبلات الخيل التي تحولت الى عشوائيات تضم غجر جنوب العراق.
وتهتم أمانة بغداد حاليا بنحو ثلاثين من الخيول العربية الأصيلة من نسل نادر، كانت تعود لإسطبلات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في نادي الفروسية التي تعرضت للسرقة والنهب بعد عام 2003، وهي الآن موجودة في حديقة الحيوانات بمتنزه الزوراء.