شارك عشرات الناشطين والمتطوعين صباح اليوم، الخميس، في يوم عمل تطوعي ضمن حملة تنظيف لمقبرة الاستقلال التاريخية في حيفا، بهدف الحفاظ على المقبرة الإسلامية وصيانة القبور والأضرحة فيها.
وتقع مقبرة الاستقلال في البلدة القديمة من حيفا، بجانب مسجد الاستقلال، وسمح الدفن فيها حتى بداية ستينيات القرن الماضي، ويعتبر مكانها استراتيجيا، حيث تقع وسط المكاتب الحكومية في قلب المدينة.
وشملت أعمال صيانة المقبرة ترميم خزان المياه القديم الذي استعمل قبل النكبة لمسجد الاستقلال، خاصة بعد تقديم لائحة اتهام ضد متولي أوقاف استقلال حيفا، بزعم أن مبنى الخزان يشكل خطرا على السكان وفق توصيات مهندس بلدية حيفا.
ونجح متولو أوقاف الاستقلال في تحرير مقبرة الاستقلال من السلطات الإسرائيلية قبل أربعة أشهر فقط، بعد أن دشن حملة تبرعات لتسديد الديون للحكومة الاسرائيلية.
وتتولى بلدية حيفا صيانة وترميم الأماكن الأثرية، إلا أنها استثنت ترميم خزان المياه الذي يقع في أرض مقبرة الاستقلال، وألقت بالمسؤولية على متولي الوقف.
وقال المحامي، خالد دغش، عضو متولي وقف الاستقلال بحيفا، إن "مقبرة الاستقلال تحتل موقعا استراتيجيا في وسط حيفا التاريخية. المباني الحكومية تحيط بالمقبرة، ولذا فالمقبرة قيمتها كبيرة، ما جعلها مطمع كثيرين، وقام مسؤولو الوقف خلال الخمسين سنة السابقة بإبرام ثلاث صفقات لبيع المقبرة وإقامة مشاريع مختلفة، منها مشروع مساكن للشباب، وكانت هناك مراوغة قانونية وقفت وراءها جهات لها اتصال بالسلطات للسيطرة على المقبرة وإدخالها إلى حيز مباني الحكومة لإقامة متاجر ومراكز تجارية".
وأضاف دغش: "اليوم دعونا إلى يوم عمل تطوعي لصيانة المقبرة باعتبارها جزءاً من أوقاف متولي استقلال أوقاف حيفا، وهي وقف خاص ما يعنى أن يد حارس أملاك الغائبين لا تطاولها، لذلك فهي بعهدتنا قانونا، وليست هناك مصادر مالية لصيانتها غير تبرعات الناس، ومساعدة الشباب الذين توافدوا منذ الصباح إلى المقبرة وأنجزوا العمل".
ومن جهته، قال الشيخ فؤاد أبو قمير، عضو متولي وقف استقلال حيفا: "استغلينا هذا اليوم لتحفيز الناس لتنظيف مقبرة الاستقلال. المقبرة التاريخية مرت بكثير من الظروف الصعبة. كانت المهمة هي نظافة المقبرة، لقد تعرضت المقبرة إلى كثير من الانتهاكات سابقا، مثل تحطيم القبور والشواهد، والكثير من الصفقات. أخيرا قمنا بدفع مليون شيكل لتحريرها من الظلم الواقع عليها".
وأضاف أبو قمير: "هنا يقبع مجمع المياه الذي كان يستخدمه المصلون في مسجد الاستقلال. وسميت مقبرة الاستقلال لأنها في وقف الاستقلال المستقل في متابعة المقدسات. هي ليست مقبرة فقط وإنما رمز للصمود والثبات، والحفاظ على التاريخ والجذور. أبناء حيفا عملوا دائما للحفاظ عليها، ودورنا تحفيز الشباب والكبار لمواصلة الحفاظ عليها".