العطاء قد يبدو صعباً أحياناً لكنّ بعضهم يعطي من دون مقابل، ولو أنّه يتلقى في بعض الأحيان رداً على ما قدم، فهناك من يحفظ الجميل جيداً ويعيده إلى الشخص وهو في أمسّ الحاجة إليه. في مناسبة عيد الميلاد المجيد، طلب موقع مجلة "ريدرز دايجست" من قرائه إرسال قصص تعكس الروح الحقيقية للجماعة في موسم الأعياد، فكانت القصة الآتية من نينا شيبكر:
ترعرعت في مزرعة تقع في بلدة كاتاويسا الريفية في ولاية ميسوري (الولايات المتحدة)، وكنت الطفلة السادسة في عائلة من سبعة أطفال.
بالإضافة إلى إدارته المزرعة كان أبي نجاراً. وفي خريف عام 1970 كان يعمل في منزل عندما انكسر به السلم الخشبي. أصيب بكسر مزدوج في الظهر. وبقي في المستشفى طوال ثلاثة أسابيع مسمّر الساقين والرأس على السرير للسماح لعظام الظهر بالالتحام مجدداً.
في عيد الشكر (يصادف في الخميس الذي يأتي قبل السبت الأخير من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ عام) كان والدي لا يزال في المستشفى. وبينما اعتاد تحضير اللحوم من المزرعة في اليوم الذي يلي عيد الشكر مباشرة لم يكن هذا العام قادراً على ذلك. أذكر أنّ عمي جاء ومعه اثنان من أولاده لمساعدة أشقائي الذكور الثلاثة الأكبر في تجهيز حصة الشتاء من اللحوم. ربما لم تكن هذه المساعدة لافتة جداً، ففي النهاية هو شقيق والدي، لكنّ ما سيأتي لاحقاً كان أعظم بكثير.
عاد والدي إلى المنزل بعدها، لكنّه لم يكن قادراً على العمل. كنت صغيرة جداً لأدرك أنّ عائلتنا لا تملك أيّ مال للاحتفال بعيد الميلاد الذي يقترب سريعاً. سمعت في إحدى الليالي صوت سيارة آتية في اتجاهنا. عادة ما كنا نحن الصغار فضوليين حيال مثل هذه الزيارات.
كانت بيغي فيلان على الباب تتحدث مع والدي وفي يدها مظروف. قالت له إنّها جمعت المال من أهل البلدة، وهي هنا لتسلمه المبلغ. حاول والدي أن يرفض، لكنّ بيغي لم تتجاوب معه. سمعتها بنفسي تقول: "آرشي، أكثر من مرة ساعدت في إنجاز أعمال مزارع الجميع عندما كانت الآلات تتعطل لديهم. وها نحن نردّ الجميل".
في عمر ست سنوات، فهمت في تلك الليلة ما يعني أن يكون لديك جيران طيبون، خصوصاً أنّ أهلي كانوا أناساً طيبين، وقد ردّت لطافتهم إليهم في الظرف الأسوأ الذي كنا نمرّ فيه. وحتى خالاتي ساعدن والدتي وتكفلت كلّ واحدة منهن بواحد منا أو أكثر لتأمين أجواء العيد لنا، كما تلقينا سلال هدايا من أكثر من منظمة ناشطة في البلدة. في تلك الأيام عرفنا جيداً قيمة العطاء وردّ الجميل، وما زلنا نحتفظ به حتى اليوم.
اقــرأ أيضاً
ترعرعت في مزرعة تقع في بلدة كاتاويسا الريفية في ولاية ميسوري (الولايات المتحدة)، وكنت الطفلة السادسة في عائلة من سبعة أطفال.
بالإضافة إلى إدارته المزرعة كان أبي نجاراً. وفي خريف عام 1970 كان يعمل في منزل عندما انكسر به السلم الخشبي. أصيب بكسر مزدوج في الظهر. وبقي في المستشفى طوال ثلاثة أسابيع مسمّر الساقين والرأس على السرير للسماح لعظام الظهر بالالتحام مجدداً.
في عيد الشكر (يصادف في الخميس الذي يأتي قبل السبت الأخير من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ عام) كان والدي لا يزال في المستشفى. وبينما اعتاد تحضير اللحوم من المزرعة في اليوم الذي يلي عيد الشكر مباشرة لم يكن هذا العام قادراً على ذلك. أذكر أنّ عمي جاء ومعه اثنان من أولاده لمساعدة أشقائي الذكور الثلاثة الأكبر في تجهيز حصة الشتاء من اللحوم. ربما لم تكن هذه المساعدة لافتة جداً، ففي النهاية هو شقيق والدي، لكنّ ما سيأتي لاحقاً كان أعظم بكثير.
عاد والدي إلى المنزل بعدها، لكنّه لم يكن قادراً على العمل. كنت صغيرة جداً لأدرك أنّ عائلتنا لا تملك أيّ مال للاحتفال بعيد الميلاد الذي يقترب سريعاً. سمعت في إحدى الليالي صوت سيارة آتية في اتجاهنا. عادة ما كنا نحن الصغار فضوليين حيال مثل هذه الزيارات.
كانت بيغي فيلان على الباب تتحدث مع والدي وفي يدها مظروف. قالت له إنّها جمعت المال من أهل البلدة، وهي هنا لتسلمه المبلغ. حاول والدي أن يرفض، لكنّ بيغي لم تتجاوب معه. سمعتها بنفسي تقول: "آرشي، أكثر من مرة ساعدت في إنجاز أعمال مزارع الجميع عندما كانت الآلات تتعطل لديهم. وها نحن نردّ الجميل".
في عمر ست سنوات، فهمت في تلك الليلة ما يعني أن يكون لديك جيران طيبون، خصوصاً أنّ أهلي كانوا أناساً طيبين، وقد ردّت لطافتهم إليهم في الظرف الأسوأ الذي كنا نمرّ فيه. وحتى خالاتي ساعدن والدتي وتكفلت كلّ واحدة منهن بواحد منا أو أكثر لتأمين أجواء العيد لنا، كما تلقينا سلال هدايا من أكثر من منظمة ناشطة في البلدة. في تلك الأيام عرفنا جيداً قيمة العطاء وردّ الجميل، وما زلنا نحتفظ به حتى اليوم.