وقف معاوية الجدبة، العامل الفلسطيني في إحدى شركات النظافة العاملة في مستشفيات قطاع غزة، وعلامات الحزن والقلق من المجهول بادية عليه، في ظل عدم تقاضيه راتبه بشكل منتظم منذ نهاية أغسطس/آب المنصرم، بالرغم من استمراره في أداء عمله في أحد المشافي الحكومية.
حال الجدبة إلى جانب عشرات عمال النظافة بالمستشفيات الحكومية في وقفة احتجاجية أقامتها الشركات، اليوم الثلاثاء، داخل مجمع الشفاء الطبي الحكومي بمدينة غزة، حيث رفعوا لافتات وشعارات تدعو إلى صرف فوري وسريع لرواتبهم.
ويقول الجدبة لـ "العربي الجديد"، إنه لم يتقاض كغيره من العاملين أي راتب منذ نهاية أغسطس/آب المنصرم، بالرغم من الاستمرار في أداء عملهم دون توقف طيلة الفترة الماضية، ما تسبب في تفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية لدى العمال، نظراً للمسؤوليات الاجتماعية التي يتحملونها تجاه عوائلهم.
ويضيف العامل الفلسطيني، أنه ورغم كون الرواتب بسيطة ولا تتجاوز مبلغ 700 شيقل شهرياً، (الدولار = 3.49 شيقلات إسرائيلية)، إلا أنه يشكل مصدراً لإعالة عشرات الأسر التي يعمل أبناؤها في هذه الشركات، منذ عدة سنوات، في الوقت الذي يشهد القطاع المحاصر إسرائيلياً تدهوراً في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
ويطالب الجدبة حكومة الوفاق والفصائل الفلسطينية، بضرورة التدخل الفوري والسريع لحل مشكلتهم المتفاقمة، منذ عدة أشهر، والعمل على صرف مخصصاتهم المالية من أجل استمرارهم في أداء أعمالهم داخل المشافي الحكومية في القطاع دون توقف.
ولم يختلف حال العامل الفلسطيني، أسعد الأسود، الذي يعمل في شركات النظافة منذ عام 2006 كثيراً عن سابقه، فقد كان حريصاً على المشاركة لا سيما وأنه يعيل عائلتين مكونتين من تسعة أفراد، فضلاً عن تراكم الديون لصالح مالك البيت الذي يعيشون فيه.
ويقول الأسود لـ "العربي الجديد"، إن حاله كحال مئات العمال الذين يعملون في شركات النظافة بالمشافي الحكومية، فهم لم يتقاضوا أي رواتب طيلة الشهور الأربعة الماضية، فيما اقتصر الأمر في بعض الأحيان على سلف بسيط ومحدود جداً لا يسد أياً من الالتزامات المعيشية اليومية.
ويشير إلى أنه خلال الفترة الماضية جرى تقليص العمل بشكل تدريجي، فيما استمرت الوعود والتطمينات بقرب حل أزمتهم وصرف المخصصات المالية من قبل الحكومة لصالح الشركات، قبل أن يعلن أخيراً عن التوقف عن العمل بشكل كلي وكامل بسبب عدم صرف هذه الأموال.
وكانت شركات التغذية التي تعمل على توريد الوجبات لصالح المشافي الحكومية قد توقفت قبل نحو أسبوع عن العمل بشكل كلي، نتيجة عدم دفع الحكومة مخصصاتهم المالية وتراكمها طيلة الشهور الماضية، في الوقت الذي يعيش القطاع حالة من الفراغ في ظل غياب حكومة التوافق عن أداء عملها.
من جانبه، أعلن ممثل شركات النظافة، أحمد الهندي، في كلمته بالنيابة عنهم خلال الوقفة الاحتجاجية، التوقف بشكل كلي وكامل عن العمل في المشافي إلى حين صرف المخصصات المالية، نتيجة استمرار الحكومة في عدم صرف هذه الأموال وعدم التواصل مع الشركات.
وقال الهندي، إنّ "نحو ألف عامل يعيلون أسرهم يعملون في شركات النظافة وإعداد الطعام لصالح المرضى توقفوا كلياً عن العمل، بسبب تراكم الديون وعدم صرفها حتى اللحظة، مطالباً الحكومة وحركة حماس والفصائل بالتحرك الفوري والعاجل لحل هذه الإشكالية".
وكانت حركة حماس التي تدير القطاع حكومياً أقدمت على حل لجنتها الإدارية التي شكلتها في أعقاب غياب حكومة الوفاق الوطني عن أداء عملها منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، في الوقت الذي لم تقم فيه الحكومة بصرف أي رواتب أو موازنات تشغيلية لصالح الوزارات والمؤسسات الحكومية في القطاع حتى الآن.