استنفرت القوات الأمنية كل فرقها استعدادا لتأمين احتفالات نهاية السنة، وانعقدت لذلك اجتماعات متعددة بين وزارتي الداخلية والسياحة، لضمان حماية الفنادق والوحدات السياحية التي تشهد كلها احتفالات متنوعة بهذه المناسبة.
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، خليفة الشيباني، أنّ الوحدات الأمنية معززة بوحدات عسكرية في بعض المناطق تقوم بتأمين المنشآت السياحية، إلى جانب التأمين الذاتي الذي تتولاه بنفسها، إضافة إلى مجهودات المنظومة المرورية العادية، مشيرا في هذا الإطار إلى قيام وحدات الحرس الوطني والحماية المدنية بتأمين انطلاق فعاليات الدورة الـ50 لمهرجان الصحراء الدولي بدوز ولاية قبلي، بحضور أكثر من 45 ألف مواكب لفعاليتها من تونسيين وأجانب.
وبيّن الشيباني، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، أنه في إطار هذه الاستعدادات عقدت العديد من الاجتماعات التنسيقية، منذ بداية ديسمبر/كانون الأول، بين وزارات الداخلية والدفاع الوطني والسياحة، فضلا عن الاجتماعات على المستوى الجهوي بين السلطات المحلية والأمنية بالجهة والجيش المتمركز في عدد من المناطق، وذلك لوضع خطط مشتركة لتأمين العطلة ومناسبة رأس السنة، مؤكدا تواصل اليقظة التامة التي تتحلى بها الوحدات الأمنية المتمركزة على الحدود البحرية والبرية، لمنع أي محاولة لاجتياز الحدود خلسة.
وتنصبّ الجهود الأمنية أيضا، على تأمين الطرقات، خصوصا أنها تتزامن مع نهاية عطلة التلاميذ والطلاب وعودة عائلات تونسية إلى العاصمة بعد زيارة أهاليهم في الجهات الداخلية.
ولفت الشيباني إلى أنّ عدد القتلى خلال ليلة رأس السنة في العام الماضي فقط، بلغ 11 قتيلا وأكثر من 30 جريحا، علما أنّ حوادث الطرقات خلال هذه السنة بلغ عددها 6358 حادثا، وفق تصريحه لوكالة الأنباء، مشيرا إلى أن أجهزة اختبار نسبة الكحول في دمّ السائق متوفرة لدى الوحدات المرورية، وسيتم استعمالها وإحالة كل مخالف إلى النيابة العمومية، داعيا مستعملي الطريق إلى احترام القانون.
وتتصاعد المخاوف التونسية مع اقتراب هذه الاحتفالات، إذ سجلت الأعوام الماضية تفكيك خلايا إرهابية كانت تعتزم القيام بعمليات في هذه المناسبة، وتمكنت إدارة الاستعلامات
والأبحاث بالتنسيق مع فرقة الأبحاث بالمنستير، العام الماضي، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من 5 أفراد كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية ليلة رأس السنة الإدارية، والفرار إلى ليبيا للالتحاق بالجماعات الإرهابية هناك.
Twitter Post
|
وكانت وزارة الداخلية أكدت أيضا، يوم 11 ديسمبر/كانون الأول من عام 2015، أنّ وحدات الأمن الوطني بالقصرين تمكنت من القبض على مجموعة إرهابية، تتكون من 25 عنصرا قاطنة بسبيبة ولاية القصرين كانوا بصدد الإعداد للقيام بعمليات إرهابية تزامنا مع رأس السنة الإدارية تمس مناطق سياحية، وتخطط كذلك للقيام بعمليات إرهابية تمس تجمعات لمدنيين بولاية القصرين وغيرها، كما تشمل أيضا مخططات لتفجير مراكز أمنية.
في جانب آخر، تتزامن احتفالات رأس السنة مع اتساع رقعة الغش التجاري، خصوصا فيما يتعلق ببيع المرطبات والحلويات، وقامت فرق المراقبة الصحية والاقتصادية بحجز آلاف الكيلوغرامات من المرطبات والحلويات والدواجن ومشتقاتها في كامل جهات البلاد، وتمّ إغلاق عشرات المحلات المعنية بهذه المخلفات، وتناقلت شاشات التلفزيون صورا لقطع المرطبات التي تم إعدادها بشكل مسبق للترويج لهذه المناسبة وحفظها بطريقة غير صحية، ما أدى إلى فسادها.
Twitter Post
|
وجنّدت وزارات الصحة والتجارة والداخلية فرقا مختصة في المراقبة بكامل أنحاء البلاد، لوضع حد لهذه الممارسات التي تتلاعب بصحة المواطنين بغاية الربح السريع، مع تزايد الإقبال الشعبي على العديد من المأكولات والمرطبات بهذه المناسبة.