لم يخرج إبراهيم إسماعيل عكوش (أبو إسماعيل) الذي يبلغ من العمر 86 عاماً من مدينة الرقة بالرغم من كلّ المعارك والدمار. يسكن في حي التوسعية، وهو معروف بدراجته الهوائية التي يتنقل عليها والتي كتب على واجهتها رسالة أبعد من حدود مدينته المدمرة: "اتقِ الله يا هذا".
عايش أبو إسماعيل مع زوجته الثانية مرحلة تنظيم "داعش" وبقي في بيته بعد خروج التنظيم من المدينة وسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد". ولم يأبه بالقصف الذي تعرض له الحيّ، فكثير من المباني والمنازل حوله سوّيت بالأرض، وانتشرت حول بيته سيارات محروقة وركام اختلط فيه الإسمنت بالحديد والقذائف التي لم تنفجر.
مرت به أيام لا تخطر في بال خصوصاً تلك المشبعة بغبار القصف ورائحة البارود والقتلى الذين دفنوا في الحديقة بالقرب من بيته. يقول لـ"العربي الجديد" إنّه مع آخرين دفنوا مجموعة من الأشخاص في حفرة صاروخ. ويضيف أنّه في ليلة واحدة أحصى أكثر من ستين قذيفة حول بيته ولم يغادر، فهو مؤمن أنّ الموت واحد وإن اختلفت الأسباب إذا بقي أو خرج من المدينة، حتى أنّه يرفض الاختباء في الحمام كما زوجته التي تصيح به بعد بدء القصف للاختباء هناك فيجيبها: "أفي شيبتي أختبئ في الحمام بعد هذا العمر؟ أليس عيباً؟".
أصيب أبو إسماعيل بعدة شظايا في يده ورأسه تسبب آلاماً ودواراً له بين الحين والآخر، لكنّه يرفض الخروج من المدينة لزيارة الطبيب بعدما اختفى كلّ الأطباء من الرقة.
كان يعيش مع زوجته على ما بقي من مؤونة في البيت ويرش الماء على الخبز اليابس، وصمد حتى انتهت المعارك في المدينة، وحصل على بعض المواد الغذائية ممن دخل إليها من مدنيين ومقاتلين.
أبو إسماعيل يوصي بتكحيله عند موته، هو الذي جهز كفنه منذ أكثر من سبع سنوات. يمضي أيامه بقراءة القرآن، ويستقبل عند الركام أمام بيته سكاناً يتفقدون منازلهم، وزائرين سمعوا بقصته.
اقــرأ أيضاً
عايش أبو إسماعيل مع زوجته الثانية مرحلة تنظيم "داعش" وبقي في بيته بعد خروج التنظيم من المدينة وسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد". ولم يأبه بالقصف الذي تعرض له الحيّ، فكثير من المباني والمنازل حوله سوّيت بالأرض، وانتشرت حول بيته سيارات محروقة وركام اختلط فيه الإسمنت بالحديد والقذائف التي لم تنفجر.
مرت به أيام لا تخطر في بال خصوصاً تلك المشبعة بغبار القصف ورائحة البارود والقتلى الذين دفنوا في الحديقة بالقرب من بيته. يقول لـ"العربي الجديد" إنّه مع آخرين دفنوا مجموعة من الأشخاص في حفرة صاروخ. ويضيف أنّه في ليلة واحدة أحصى أكثر من ستين قذيفة حول بيته ولم يغادر، فهو مؤمن أنّ الموت واحد وإن اختلفت الأسباب إذا بقي أو خرج من المدينة، حتى أنّه يرفض الاختباء في الحمام كما زوجته التي تصيح به بعد بدء القصف للاختباء هناك فيجيبها: "أفي شيبتي أختبئ في الحمام بعد هذا العمر؟ أليس عيباً؟".
أصيب أبو إسماعيل بعدة شظايا في يده ورأسه تسبب آلاماً ودواراً له بين الحين والآخر، لكنّه يرفض الخروج من المدينة لزيارة الطبيب بعدما اختفى كلّ الأطباء من الرقة.
كان يعيش مع زوجته على ما بقي من مؤونة في البيت ويرش الماء على الخبز اليابس، وصمد حتى انتهت المعارك في المدينة، وحصل على بعض المواد الغذائية ممن دخل إليها من مدنيين ومقاتلين.
أبو إسماعيل يوصي بتكحيله عند موته، هو الذي جهز كفنه منذ أكثر من سبع سنوات. يمضي أيامه بقراءة القرآن، ويستقبل عند الركام أمام بيته سكاناً يتفقدون منازلهم، وزائرين سمعوا بقصته.