يظل وادي قانا القريب من بلدة ديراستيا شمال غرب مدينة سلفيت، شمال الضفة الغربية المحتلة، أحد الأماكن الجميلة والمميزة القليلة المتاحة للتنزه أمام فلسطينيي الضفة الذين يقيدهم جدار الفصل العنصري، ويحد من حركتهم إلى المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948.
تبلغ مساحة الوادي أكثر من خمسة آلاف دونم، ويحوي 12 ينبوع ماء جار على مدار العام، إضافة إلى آلاف الأشجار المتنوعة من البرتقال والليمون واللوز والزيتون، ما يجعله مقصداً للفلسطينيين للتنزه مع عوائلهم.
ويمتلك المزارعون في بلدة ديراستيا، الوادي، وهم يعتنون به بشكل مستمر، حفاظاً على أراضيهم، ويبنون السلاسل الحجرية ويحرثون الأرض كي تظل خصبة ويزداد منتوجها، كون غالبية المزارعين يعتمدون على منتوج أرضهم في توفير قوتهم اليومي.
يقول رئيس بلدية ديراستيا، سعيد زيدان، لـ"العربي الجديد" "كان الناس يزرعون الحمضيات واللوز والزيتون، وكذلك الخضروات والحبوب، وكان الوادي يعتبر سلة غذائية للمنطقة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي بإجراءاته الانتقامية، حد بشكل كبير من منتوجات هذه الأراضي".
ويشير إلى أنّ "الاحتلال قام بإنشاء خط مجاري للمستوطنات على طول الوادي، وأحياناً ينغلق خط المجاري، ما يؤدي إلى تلوث مياه الينابيع، ويلوث المزروعات، وهو ما استدعى الأهالي إلى التوقف عن زراعة الخضروات"، لافتاً إلى أن "الاحتلال يتعمد إطلاق الخنازير البرية في الوادي، والتي تسبب خراباً كبيراً للمزروعات".
وتحيط بوادي قانا وبلدة ديراستيا ثماني مستوطنات وبؤر استيطانية من كافة الاتجاهات، وهي عمنوئل، ورفافا، وباكير، ونوفيم، وحفاة يائير، وعمنوئيل، وكرني شمرون، ومعاليه شمرون. هذه البؤر والمستوطنات تضيق الخناق عليه، وتحد من حركة الفلسطينيين، سواء كانوا مزارعين أو سياحاً.
ويواصل المستوطنون، وبحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مصادرة أراضٍ تابعة للفلسطينيين، إضافة إلى ما تُسمَّى "سلطة الطبيعة" التابعة للاحتلال، والتي تمنع الزراعة في الوادي، على اعتبار أن المنطقة محمية طبيعية تحت سيادة الاحتلال، إلا أن "هذا الإجراء ما هو إلا مصادرة وامتداد غير مباشر للمستوطنين الذي يفعلون ما يشاؤون في الأرض"، وفق ما يقوله زيدان لـ"العربي الجديد".
Twitter Post
|
ويعاني المزارعون في الوادي من الإخطارات المستمرة من قبل سلطات الاحتلال، باقتلاع أشجار الزيتون أو إزالة صهاريج المياه، وإزالة السلاسل الحجرية، حيث كان آخر إخطارين لمزارعين باقتلاع أكثر من مائة شتلة زيتون، وإزالة سلاسل حجرية، ويشير زيدان إلى أن إزالة السلاسل الحجرية إجراء جديد يسعى الاحتلال من خلاله إلى فرض سيادته على الأرض والمزارعين، علماً أنهم يمتلكون كافة الأوراق التي تثبت ملكيتهم لها.
ويؤكد رئيس بلدية ديراستيا، أن الوادي من المناطق الجميلة في فلسطين، والتي يأتيها الزائرون من كافة الأنحاء للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والخلابة فيه، حيث تعمل البلدية على توفير الحاجيات التي تساهم في دعم المزارعين، وتشجيع زيارة السياح الفلسطينيين.
ووفق زيدان، فإن "قوات الاحتلال تقوم بإغلاق مداخل الوادي في أوقات أعياد اليهود، وتمنع الفلسطينيين من الدخول إلى أراضيهم، وتجعل الوادي بأكمله تحت سيطرة المستوطنين مع عائلاتهم يسرحون ويمرحون كيف يشاؤون".
ويناشد المسؤول المحلي، السلطة الفلسطينية أن تنتبه لمخططات الاحتلال تجاه أكبر محمية طبيعية في فلسطين، من خلال تقديم المساعدات للمزارعين ودعمهم كي يظلوا صامدين في وجه الاحتلال الذي يهدف إلى ترحيلهم وتهجيرهم من أراضيهم.
Twitter Post
|