ساهم ارتفاع الأسعار الكبير في مصر حاليّاً، في لجوء عدد من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج إلى شراء أثاث وأدوات كهربائيّة مستعملة من الأسواق الشعبية المنتشرة في عدد من المحافظات، كونها رخيصة. كذلك، لا تتردّد فتيات في شراء أثواب زفاف مستعملة، أو حتى استئجارها، بهدف توفير ما أمكن من المال.
ويعدّ سوق الجمعة في منطقة الإمام الشافعي في القاهرة ملجأً للكثير من الشباب المقبل على الزواج، بالإضافة إلى مناطق أخرى في القاهرة، من بينها عزبة أبو حشيش في الشرابية، وسوق البغالة في منطقة السيدة زينب، والمناصره في منطقة الحسين، بالإضافة إلى منطقة طنان في محافظة القليوبية. وينظر عدد كبير من الشباب إلى الأسواق المستعملة وكأنّها الحل الأمثل لتأمين كل ما هو ضروري للزواج، في ظلّ تراجع دخل كثيرين.
الظروف الاقتصاديّة الصعبة التي يعيشها الشباب حالياً أدّت إلى انتشار السلع المستعملة في عدد من المحافظات. ولهذه السلع المستعملة أسواقها التي يتردّد عليها النلس يومياً، في وقت يلجأ البعض إلى عرض السلع على مواقع التواصل الاجتماعي لبيعها. ويشتري التجار الأثاث والأدوات الكهربائية من الأغنياء الذين يعمدون إلى تجديد منازلهم من حين إلى آخر. وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت الأسعار في مصر وشملت الأثاث ومختلف الأدوات المنزلية، ما جعل كلفة تجهيز الشقة الواحدة مرتفعاً، ويقدّر بنحو 150 ألف جنيه (نحو 8 آلاف دولار). هذا الأمر أدى إلى زيادة نسبة العنوسة، في ظل عزوف البعض عن الزواج نتيجة عدم قدرتهم على تأمين المستلزمات الأساسية للبيت.
وكان لـ "العربي الجديد" جولة في منطقة الإمام الشافعي، التي تعدّ سوقاً كبيراً لبيع مختلف المنتجات والسلع من "الإبرة إلى الصاروخ". ويأتي إليه مواطنون من كافة المحافظات المصرية. ويتراوح سعر غرفة النوم المستعملة بين 1500 (نحو 80 دولارا) و2000 جنيه (نحو 100 دولار)، بحسب حالتها ومدى قدرة الزبون على مجادلة التاجر. ويتراوح سعر المطبخ الخشبي ما بين 500 و1000 جنيه (نحو 50 دولارا)، ومثله الألومنيوم أو بزيادة 100 جنيه. وفي السوق أيضاً أبواب ونوافذ خشبية وأخرى مصنوعة من الألومنيوم، بالإضافة إلى أجهزة كهربائيّة مستعملة وحديثة، على غرار المكاوي والمراوح والثلاجات والغسالات وغيرها من الأجهزة الكهربائية.
اقــرأ أيضاً
في هذا السياق، يقول ياسر نصير، وهو بائع، إن المواطنين بشكل عام، والشباب المقبلين على الزواج بشكل خاص، يتردّدون على الأسواق لشراء السلع المستعملة، مؤكداً أن الأسعار تحدّد بحسب نوع الخشب وقيمته. ويلفت إلى وجود بعض "الموبيليا" المستعملة الغالية بحسب نوع الخشب، وهناك أخرى جديدة ورخيصة في آن. ويشير إلى أنّ التجار في السوق يتعاونون مع الشباب المقبلين على الزواج، بسبب ظروفهم الصعبة وتردّي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
بدوره، يقول علي محمود، وهو بائع، إن بعض الناس يشترون غرف النوم المستعملة عن طريق "فيسبوك" أو الباعة المتجولين. بعدها، يعمدون إلى تصليحها وتجديدها وبيعها للشباب المقبلين على الزواج، بالإضافة إلى الفقراء أو ذوي الدخل المحدود. أما هيثم محمد، وهو صاحب محلّ للأجهزة الكهربائية المستعملة، فيوضح أن معظم الزبائن هم الشباب المقبل على الزواج. ويلجأ كثيرون إلى شراء الأغراض المستعملة من سوق الإمام الشافعي، موضحاً أن سوق الأجهزة الكهربائية المستعملة في متناول الجميع. ويوجد ورش لإصلاح جميع تلك السلع في حال كان فيها أية مشكلة. يضيف أن بعض الأشخاص يشترونها بعيوبها ويصلحونها على طريقتهم.
اقــرأ أيضاً
في سوق الإمام الشافعي، يمكن للعرسان إيجاد كل ما قد يحتاجونه في البيت، وهو ما تؤكده إلهام محمد، وهي بائعة. وتشير إلى أن الأسعار تختلف من سلعة إلى أخرى، لافتة إلى أن هناك إقبالاً يومياً من الفتيات على شراء الأثاث نظراً لرخص أسعاره مقارنة بالأسواق الأخرى. في هذا السوق أيضاً، تباع الأدوات الصحية. ويوضح صاحب أحد محال الأدوات الصحية، محمد طنطاوي، أنه يمكن تنظيف هذه الأدوات وتلميعها فتصبح جديدة، مؤكداً أن المواطنين يدركون أنها مستعملة.
وفي ما يتعلّق بموقف الشباب من شراء الأثاث المستعمل، الذي قد يجدون فيه حلاً جيّداً للتخفيف من أعباء الزواج، يقول شادي إبراهيم (25 عاماً)، الذي يعمل في القطاع الخاص، إن هناك اتفاقاً بين العائلتين على شراء أثاث مستعمل على أمل أن يتمكّن من تغييره في المستقبل. ويشير إلى أنّ ظروفاً اقتصادية صعبة دفعت شباباً كثيرين في هذا الاتجاه. ويلفت إلى أنه ليس هناك فرق بين الموبيليا الجديدة والمستعملة في الشكل، إذ تجدد وتلمع لتبدو وكأنها جديدة.
من جهتها، تقول مايسة محمد، وهي فتاة مقبلة على الزواج، إن الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت الجميع يتنازل عن تفاصيل كثيرة، منها "الشبكة"، التي كانت تعدّ أمراً أساسياً لكلّ فتاة، بالإضافة إلى الشقق وعدم إقامة أعراس كما في السابق، وشراء ما هو مستعمل، بعدما وصل سعر غرفة النوم الواحدة مثلاً إلى 20 ألف جنيه (نحو ألف دولار)، مضيفة أنه حتى الأغنياء باتوا عاجزين عن شراء الأثاث الجديد.
في هذا السياق، تقول أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، سامية الساعاتي، إن الظروف الاقتصادية دفعت عدداً كبيراً من الشباب في مصر إلى العزوف عن الزواج، في ظلّ ارتفاع أسعار الشقق والأثاث، ما أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات، فضلاً عن ارتفاع نسبة الطلاق بسبب الديون التي يتحملها شباب كثيرون. بالتالي، تزداد ضغوط الشباب النفسية بسبب مطاردة أصحاب الدين للشباب، ما يؤثّر على الوضع الداخلي للأسر وتكثر المشاكل ما يؤدي إلى الطلاق في بعض الأحيان. وتلفت إلى أنّ عائلات كثيرة لجأت إلى شراء الأدوات المستعملة لتخفيف الضغط على أبنائها بعد الزواج.
تضيف أن الفقراء يلجأون إلى شراء الموبيليا المستعملة نتيجة ارتفاع الأسعار. وبات يمكن فرش بيت كامل بسعر غرفة نوم واحدة جديدة.
اقــرأ أيضاً
ويعدّ سوق الجمعة في منطقة الإمام الشافعي في القاهرة ملجأً للكثير من الشباب المقبل على الزواج، بالإضافة إلى مناطق أخرى في القاهرة، من بينها عزبة أبو حشيش في الشرابية، وسوق البغالة في منطقة السيدة زينب، والمناصره في منطقة الحسين، بالإضافة إلى منطقة طنان في محافظة القليوبية. وينظر عدد كبير من الشباب إلى الأسواق المستعملة وكأنّها الحل الأمثل لتأمين كل ما هو ضروري للزواج، في ظلّ تراجع دخل كثيرين.
الظروف الاقتصاديّة الصعبة التي يعيشها الشباب حالياً أدّت إلى انتشار السلع المستعملة في عدد من المحافظات. ولهذه السلع المستعملة أسواقها التي يتردّد عليها النلس يومياً، في وقت يلجأ البعض إلى عرض السلع على مواقع التواصل الاجتماعي لبيعها. ويشتري التجار الأثاث والأدوات الكهربائية من الأغنياء الذين يعمدون إلى تجديد منازلهم من حين إلى آخر. وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت الأسعار في مصر وشملت الأثاث ومختلف الأدوات المنزلية، ما جعل كلفة تجهيز الشقة الواحدة مرتفعاً، ويقدّر بنحو 150 ألف جنيه (نحو 8 آلاف دولار). هذا الأمر أدى إلى زيادة نسبة العنوسة، في ظل عزوف البعض عن الزواج نتيجة عدم قدرتهم على تأمين المستلزمات الأساسية للبيت.
وكان لـ "العربي الجديد" جولة في منطقة الإمام الشافعي، التي تعدّ سوقاً كبيراً لبيع مختلف المنتجات والسلع من "الإبرة إلى الصاروخ". ويأتي إليه مواطنون من كافة المحافظات المصرية. ويتراوح سعر غرفة النوم المستعملة بين 1500 (نحو 80 دولارا) و2000 جنيه (نحو 100 دولار)، بحسب حالتها ومدى قدرة الزبون على مجادلة التاجر. ويتراوح سعر المطبخ الخشبي ما بين 500 و1000 جنيه (نحو 50 دولارا)، ومثله الألومنيوم أو بزيادة 100 جنيه. وفي السوق أيضاً أبواب ونوافذ خشبية وأخرى مصنوعة من الألومنيوم، بالإضافة إلى أجهزة كهربائيّة مستعملة وحديثة، على غرار المكاوي والمراوح والثلاجات والغسالات وغيرها من الأجهزة الكهربائية.
في هذا السياق، يقول ياسر نصير، وهو بائع، إن المواطنين بشكل عام، والشباب المقبلين على الزواج بشكل خاص، يتردّدون على الأسواق لشراء السلع المستعملة، مؤكداً أن الأسعار تحدّد بحسب نوع الخشب وقيمته. ويلفت إلى وجود بعض "الموبيليا" المستعملة الغالية بحسب نوع الخشب، وهناك أخرى جديدة ورخيصة في آن. ويشير إلى أنّ التجار في السوق يتعاونون مع الشباب المقبلين على الزواج، بسبب ظروفهم الصعبة وتردّي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
بدوره، يقول علي محمود، وهو بائع، إن بعض الناس يشترون غرف النوم المستعملة عن طريق "فيسبوك" أو الباعة المتجولين. بعدها، يعمدون إلى تصليحها وتجديدها وبيعها للشباب المقبلين على الزواج، بالإضافة إلى الفقراء أو ذوي الدخل المحدود. أما هيثم محمد، وهو صاحب محلّ للأجهزة الكهربائية المستعملة، فيوضح أن معظم الزبائن هم الشباب المقبل على الزواج. ويلجأ كثيرون إلى شراء الأغراض المستعملة من سوق الإمام الشافعي، موضحاً أن سوق الأجهزة الكهربائية المستعملة في متناول الجميع. ويوجد ورش لإصلاح جميع تلك السلع في حال كان فيها أية مشكلة. يضيف أن بعض الأشخاص يشترونها بعيوبها ويصلحونها على طريقتهم.
في سوق الإمام الشافعي، يمكن للعرسان إيجاد كل ما قد يحتاجونه في البيت، وهو ما تؤكده إلهام محمد، وهي بائعة. وتشير إلى أن الأسعار تختلف من سلعة إلى أخرى، لافتة إلى أن هناك إقبالاً يومياً من الفتيات على شراء الأثاث نظراً لرخص أسعاره مقارنة بالأسواق الأخرى. في هذا السوق أيضاً، تباع الأدوات الصحية. ويوضح صاحب أحد محال الأدوات الصحية، محمد طنطاوي، أنه يمكن تنظيف هذه الأدوات وتلميعها فتصبح جديدة، مؤكداً أن المواطنين يدركون أنها مستعملة.
وفي ما يتعلّق بموقف الشباب من شراء الأثاث المستعمل، الذي قد يجدون فيه حلاً جيّداً للتخفيف من أعباء الزواج، يقول شادي إبراهيم (25 عاماً)، الذي يعمل في القطاع الخاص، إن هناك اتفاقاً بين العائلتين على شراء أثاث مستعمل على أمل أن يتمكّن من تغييره في المستقبل. ويشير إلى أنّ ظروفاً اقتصادية صعبة دفعت شباباً كثيرين في هذا الاتجاه. ويلفت إلى أنه ليس هناك فرق بين الموبيليا الجديدة والمستعملة في الشكل، إذ تجدد وتلمع لتبدو وكأنها جديدة.
من جهتها، تقول مايسة محمد، وهي فتاة مقبلة على الزواج، إن الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت الجميع يتنازل عن تفاصيل كثيرة، منها "الشبكة"، التي كانت تعدّ أمراً أساسياً لكلّ فتاة، بالإضافة إلى الشقق وعدم إقامة أعراس كما في السابق، وشراء ما هو مستعمل، بعدما وصل سعر غرفة النوم الواحدة مثلاً إلى 20 ألف جنيه (نحو ألف دولار)، مضيفة أنه حتى الأغنياء باتوا عاجزين عن شراء الأثاث الجديد.
في هذا السياق، تقول أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، سامية الساعاتي، إن الظروف الاقتصادية دفعت عدداً كبيراً من الشباب في مصر إلى العزوف عن الزواج، في ظلّ ارتفاع أسعار الشقق والأثاث، ما أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات، فضلاً عن ارتفاع نسبة الطلاق بسبب الديون التي يتحملها شباب كثيرون. بالتالي، تزداد ضغوط الشباب النفسية بسبب مطاردة أصحاب الدين للشباب، ما يؤثّر على الوضع الداخلي للأسر وتكثر المشاكل ما يؤدي إلى الطلاق في بعض الأحيان. وتلفت إلى أنّ عائلات كثيرة لجأت إلى شراء الأدوات المستعملة لتخفيف الضغط على أبنائها بعد الزواج.
تضيف أن الفقراء يلجأون إلى شراء الموبيليا المستعملة نتيجة ارتفاع الأسعار. وبات يمكن فرش بيت كامل بسعر غرفة نوم واحدة جديدة.