ازدادت الزيجات بين العرب والأتراك في الأعوام الأخيرة، خصوصاً بعد لجوء نحو ثلاثة ملايين لاجئ إلى تركيا، ما بين سوريين وعراقيين، هرباً من المعارك الجارية في بلادهم. وبالرغم من أنّ معظم هذه الزيجات كانت اضطرارية وقبلت فيها المرأة العربية، خصوصاً اللاجئة السورية، أن تكون زوجة لتركي أملاً بالإحساس بالأمان، إلّا أنّ الأمر لا يخلو من زيجات يمكن وصفها بالعادية. من ذلك طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أشهر يد ملكة جمال المغرب لعام 2006، إيمان الباني، للممثل التركي مراد يلدرم، بعدما جمعتهما قصة حب.
صهر الأتراك
بعد اندلاع الثورة السورية، نزح الكاتب والناشط السياسي السوري عمر العبد الله إلى تركيا. هناك، عمل بعد سنوات مع فتاة تركية في إحدى منظمات المجتمع المدني المهتمة باللاجئين في مدينة غازي عينتاب. لم يمضِ وقت طويل حتى تحولت علاقتهما إلى قصة حب تكللت بالزواج منذ أشهر.
يقول العبد الله: "لم أشعر بأيّ اختلافات ثقافية بيني وبين زوجتي، بل أجد أنّ هناك تشابهاً كبيراً في الطباع. وهناك تشابه ثقافي بين سورية وتركيا في علاقة المرأة بزوجها ومنزلها. حياتنا لا تختلف عن حياة أي زوجين سوريين من المكانة الثقافية والاجتماعية نفسها. لا أخفي سراً أنّني انتابتني هواجس حول تأثير الاختلاف الثقافي، لكنّي اكتشفت في وقت لاحق أنّ هذا الاختلاف يتحول إلى عامل إيجابي في حال كان هناك تفاهم بين الزوجين. تعرفت من خلال زوجتي دينيز على المجتمع التركي بشكل أعمق، وهي تعرفت أكثر على المجتمع السوري".
يبتسم ويضيف: "شيء واحد لم أستطع تغييره في ثقافتها وهو النوم باكراً... أهل عينتاب كالصيصان (الكتاكيت) ينامون ما إن تغيب الشمس". وعن طريقة التواصل، يقول: "ما زلنا حتى الآن نتواصل باللغة الإنكليزية والقليل من اللغة التركية التي أسعى إلى إجادتها. حاولت دينيز تعلم اللغة العربية لكنّها واجهت صعوبة في الأمر، وبالذات بسبب الحرف العربي المختلف تماماً عن الحروف اللاتينية المستخدمة في التركية".
يشير العبد الله لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ والديّ دينيز لم يبديا أيّ اعتراض على فكرة زواجها من سوري "بالرغم من أنّ أخاها الكبير عارض في البداية خوفاً من أن يكون دافعي للزواج حينها الحصول على الجنسية التركية، لكنّه عاد وتحول إلى أكبر الداعمين عندما تأكد من جدية العلاقة". يضيف: "ليست لديّ أيّ مخاوف لناحية علاقة أطفالي مستقبلاً باللغة العربية وانتمائهم السوري، لأسباب عديدة، يأتي على رأسها اتفاقي ودينيز على أن تكون اللغة العربية والثقافة السورية جزءاً أساسياً من تربيتهم. حالياً، نحن متفقان على العيش في تركيا، وليس لدينيز أي شروط بالنسبة لمكان العيش ما دام سيوفر لنا حياة أفضل... وبذلك، فإنّ لديها رغبة كبيرة بالهجرة إلى الغرب إن سنحت لنا الفرصة".
أما لجهة علاقته بالمجتمع التركي بعد الزواج من تركية، يقول: "لم يتغير الكثير على صعيد وضعي القانوني باستثناء سبب منح الإقامة التي في حوزتي فقد تبدلت من إقامة سياحية إلى إقامة عائلية. لكن، من الناحية الاجتماعية، بتّ أشعر بقبول أكبر، وتجري معاملتي كصهر وليس كلاجئ، وهو ما يشعرني بارتياح أكبر".
النساء أكثر
بحسب أرقام مركز الإحصاء التركي التابع لرئاسة الوزراء، فقد احتلت السوريات المرتبة الأولى بين العرائس الأجنبيات المتزوجات من أتراك عام 2015. ومع أنّ الأجنبيات يشكلن نسبة صغيرة لا تتجاوز 3.1 في المائة من الزيجات بشكل عام، فقد تزوج الأتراك في تلك السنة من 18 ألفاً و814 عروساً أجنبية، كانت حصة السوريات منهن 14.3 في المائة، من بعدهن الألمانيات بنسبة قريبة، لكنّ كثيرات منهن ذوات أصول تركية، ومن بعدهن الأذريات بنسبة 8.8 في المائة.
اقــرأ أيضاً
أما في ما يخص العرسان الأجانب، فقد شكلوا 0.6 في المائة من عموم العرسان في البلاد، وبلغ الرقم 3 آلاف و566 عريساً أجنبياً. نال الألمان الحصة الأكبر بـ38.4 في المائة، ثم النمساويون بنسبة 7.9 في المائة، ثم السوريون في الترتيب الثالث بنسبة 6.8 في المائة، وتحديداً 241 عريساً سورياً لنساء تركيات عام 2015.
من جانبه، يعتبر العراقي محمد العلوان، أنّه ليس هناك الكثير من الاختلافات الثقافية بين العراق وتركيا: "عند مجيئي لدراسة الطب في تركيا بعد الغزو الأميركي عام 2003، لم تكن تركيا مختلفة إلى هذا الحد عن العراق، إلّا لناحية غلاء الأسعار، أما من الناحية الثقافية فقد كان الأتراك أكثر انفتاحاً بالذات في إسطنبول، لكنّ الأمور تغيرت وغيّرتنا، وباتت تركيا أكثر محافظةً".
يضيف لـ"العربي الجديد": "تعرفت على زوجتي إليف أثناء الدراسة الجامعية، وكما في الأفلام كانت قصة الحب التي دفعتني إلى الحديث معها في ما يخص الزواج. كنت مرتبكاً في البداية، بالذات من ردة فعل أهلها، لكنّهم لم يعترضوا على الإطلاق، بل يسّروا أمرنا. بعض العادات هنا تختلف عن بلادنا، بالذات في ما يخص المهور الباهظة أو الذهب هناك. فهنا تضمن المرأة حقها عملياً بموجب القانون التركي في حال الطلاق، وتحصل على نصف الثروة التي جمعها الزوج بعد الزواج، كما أنّه وبحسب العادات في مدينة طرابزون حيث تعود أصول زوجتي إليها، فإنّ أهل العروس يشاركون في تجهيزها، بينما عملنا معاً لتأمين أثاث المنزل بعد تدهور أوضاع أهلي".
لدى العلوان طفلان لا يتحدثان اللغة العربية إلّا لماماً ويفضلان التركية عليها، وهو ما يدفعه إلى التعليق: "من الناحية الثقافية، لا خلافات ضخمة ومزعجة كالتي تواجه الرجل العربي حين يتزوج من امرأة أوروبية. الخلافات تتركز أكثر في المطبخ، خصوصاً تلك الوجبات العراقية التي لا تعرف زوجتي إعدادها. لكن بسبب بعدي عن المنزل من أجل العمل، فشلت في تعليم طفليّ اللغة العربية، وهذا أمر بات يزعجني للغاية. حصلا على الجنسية التركية وتعلما هنا ويتحدثان التركية بطلاقة، لا شيء يميزهما عن الأتراك حتى في اسميهما، لكنّي أحاول الآن أن أعلمهما اللغة العربية وأتمنى ألّا أكون قد تأخرت على ذلك. أمّا العودة إلى العراق فباتت أمراً خارج الحسابات نهائياً".
اقــرأ أيضاً
من جانبها، تعبّر إليف لـ"العربي الجديد"، عن رضاها على العلاقة مع زوجها: "لا أستطيع أن أقول إنّ محمد عراقي... عملياً نشأ هنا، وكبر هنا. لا يمكنني أن أقول لك إنّه يختلف عن أيّ تركي، والأمر الوحيد الذي يميز زواجنا هو أنّي تمكنت من الحفاظ على لقب عائلتي من دون الحاجة إلى اعتماد لقب زوجي أو ضم اللقبين معاً. القانون التركي يمنح هذه الميزة فقط للمواطنات المتزوجات من أجانب، كما أنّ محمد لم يعترض. الثقافة العربية جميلة في هذا الجانب".
سحر وحقي
بالنسبة للسورية سحر، كان الوضع مختلفاً، فقد هربت من مدينة حلب (شمال سورية)، برفقة عائلة أخيها نهاية عام 2012 بعد مقتل زوجها في القصف. تقول عن تلك الفترة: "لم يكن قد مضى على زواجي أكثر من 10 أشهر، ولم أحمل من زوجي خلالها". أما عن الوضع في تركيا، فتقول: "جئنا إلى مرسين، وقست الحياة على أخي كثيراً فأردت أن أخفف عنه ما ينفقه عليّ. تعرّفت بالصدفة إلى إحدى الخطّابات السوريات. كنت خائفة للغاية من الزواج من رجل تركي بعد قصص كثيرة سمعتها عما تتعرض له السوريات من ظلم خلال هذه الزيجات. أما زوجي حقي فقد كان حينها أرملاً ولديه طفلان".
تتابع: "لم يكن لديّ أي شرط سوى توثيق زواجي رسمياً، فظننت أنّه سيرفض ذلك، لكنّه وافق على الفور. والآن لديّ منه طفل. ومع طفليه من زوجته الأولى أشعر أنّي أمتلك عائلة سعيدة، ولا أظن أنّ أيّ رجل آخر كان سيعاملني بالطيبة نفسها".
أما عن التواصل مع حقي، فتقول: "حاولت أن أتعلم التركية، وأحرزت تقدماً ولو كان بطيئاً. في البداية تواصلنا بلغة الإشارة، لكنّ الأمر تغيّر الآن. لا أتحدث كالأتراك، لكنّي أفهم أيّ حوار يجري من حولي. الأطفال الثلاثة يتحدثون العربية معي، لكنّهم يفضلون التركية في ما بينهم". تضيف: "ابني تركي ولن يحصل على الجنسية السورية بحسب القوانين الحالية، سأكون سعيدة لو استطاع التواصل مع السوريين بعد انتهاء الحرب، فقد ينفعه ذلك لاحقاً في العمل".
اقــرأ أيضاً
صهر الأتراك
بعد اندلاع الثورة السورية، نزح الكاتب والناشط السياسي السوري عمر العبد الله إلى تركيا. هناك، عمل بعد سنوات مع فتاة تركية في إحدى منظمات المجتمع المدني المهتمة باللاجئين في مدينة غازي عينتاب. لم يمضِ وقت طويل حتى تحولت علاقتهما إلى قصة حب تكللت بالزواج منذ أشهر.
يقول العبد الله: "لم أشعر بأيّ اختلافات ثقافية بيني وبين زوجتي، بل أجد أنّ هناك تشابهاً كبيراً في الطباع. وهناك تشابه ثقافي بين سورية وتركيا في علاقة المرأة بزوجها ومنزلها. حياتنا لا تختلف عن حياة أي زوجين سوريين من المكانة الثقافية والاجتماعية نفسها. لا أخفي سراً أنّني انتابتني هواجس حول تأثير الاختلاف الثقافي، لكنّي اكتشفت في وقت لاحق أنّ هذا الاختلاف يتحول إلى عامل إيجابي في حال كان هناك تفاهم بين الزوجين. تعرفت من خلال زوجتي دينيز على المجتمع التركي بشكل أعمق، وهي تعرفت أكثر على المجتمع السوري".
يبتسم ويضيف: "شيء واحد لم أستطع تغييره في ثقافتها وهو النوم باكراً... أهل عينتاب كالصيصان (الكتاكيت) ينامون ما إن تغيب الشمس". وعن طريقة التواصل، يقول: "ما زلنا حتى الآن نتواصل باللغة الإنكليزية والقليل من اللغة التركية التي أسعى إلى إجادتها. حاولت دينيز تعلم اللغة العربية لكنّها واجهت صعوبة في الأمر، وبالذات بسبب الحرف العربي المختلف تماماً عن الحروف اللاتينية المستخدمة في التركية".
يشير العبد الله لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ والديّ دينيز لم يبديا أيّ اعتراض على فكرة زواجها من سوري "بالرغم من أنّ أخاها الكبير عارض في البداية خوفاً من أن يكون دافعي للزواج حينها الحصول على الجنسية التركية، لكنّه عاد وتحول إلى أكبر الداعمين عندما تأكد من جدية العلاقة". يضيف: "ليست لديّ أيّ مخاوف لناحية علاقة أطفالي مستقبلاً باللغة العربية وانتمائهم السوري، لأسباب عديدة، يأتي على رأسها اتفاقي ودينيز على أن تكون اللغة العربية والثقافة السورية جزءاً أساسياً من تربيتهم. حالياً، نحن متفقان على العيش في تركيا، وليس لدينيز أي شروط بالنسبة لمكان العيش ما دام سيوفر لنا حياة أفضل... وبذلك، فإنّ لديها رغبة كبيرة بالهجرة إلى الغرب إن سنحت لنا الفرصة".
أما لجهة علاقته بالمجتمع التركي بعد الزواج من تركية، يقول: "لم يتغير الكثير على صعيد وضعي القانوني باستثناء سبب منح الإقامة التي في حوزتي فقد تبدلت من إقامة سياحية إلى إقامة عائلية. لكن، من الناحية الاجتماعية، بتّ أشعر بقبول أكبر، وتجري معاملتي كصهر وليس كلاجئ، وهو ما يشعرني بارتياح أكبر".
النساء أكثر
بحسب أرقام مركز الإحصاء التركي التابع لرئاسة الوزراء، فقد احتلت السوريات المرتبة الأولى بين العرائس الأجنبيات المتزوجات من أتراك عام 2015. ومع أنّ الأجنبيات يشكلن نسبة صغيرة لا تتجاوز 3.1 في المائة من الزيجات بشكل عام، فقد تزوج الأتراك في تلك السنة من 18 ألفاً و814 عروساً أجنبية، كانت حصة السوريات منهن 14.3 في المائة، من بعدهن الألمانيات بنسبة قريبة، لكنّ كثيرات منهن ذوات أصول تركية، ومن بعدهن الأذريات بنسبة 8.8 في المائة.
أما في ما يخص العرسان الأجانب، فقد شكلوا 0.6 في المائة من عموم العرسان في البلاد، وبلغ الرقم 3 آلاف و566 عريساً أجنبياً. نال الألمان الحصة الأكبر بـ38.4 في المائة، ثم النمساويون بنسبة 7.9 في المائة، ثم السوريون في الترتيب الثالث بنسبة 6.8 في المائة، وتحديداً 241 عريساً سورياً لنساء تركيات عام 2015.
من جانبه، يعتبر العراقي محمد العلوان، أنّه ليس هناك الكثير من الاختلافات الثقافية بين العراق وتركيا: "عند مجيئي لدراسة الطب في تركيا بعد الغزو الأميركي عام 2003، لم تكن تركيا مختلفة إلى هذا الحد عن العراق، إلّا لناحية غلاء الأسعار، أما من الناحية الثقافية فقد كان الأتراك أكثر انفتاحاً بالذات في إسطنبول، لكنّ الأمور تغيرت وغيّرتنا، وباتت تركيا أكثر محافظةً".
يضيف لـ"العربي الجديد": "تعرفت على زوجتي إليف أثناء الدراسة الجامعية، وكما في الأفلام كانت قصة الحب التي دفعتني إلى الحديث معها في ما يخص الزواج. كنت مرتبكاً في البداية، بالذات من ردة فعل أهلها، لكنّهم لم يعترضوا على الإطلاق، بل يسّروا أمرنا. بعض العادات هنا تختلف عن بلادنا، بالذات في ما يخص المهور الباهظة أو الذهب هناك. فهنا تضمن المرأة حقها عملياً بموجب القانون التركي في حال الطلاق، وتحصل على نصف الثروة التي جمعها الزوج بعد الزواج، كما أنّه وبحسب العادات في مدينة طرابزون حيث تعود أصول زوجتي إليها، فإنّ أهل العروس يشاركون في تجهيزها، بينما عملنا معاً لتأمين أثاث المنزل بعد تدهور أوضاع أهلي".
لدى العلوان طفلان لا يتحدثان اللغة العربية إلّا لماماً ويفضلان التركية عليها، وهو ما يدفعه إلى التعليق: "من الناحية الثقافية، لا خلافات ضخمة ومزعجة كالتي تواجه الرجل العربي حين يتزوج من امرأة أوروبية. الخلافات تتركز أكثر في المطبخ، خصوصاً تلك الوجبات العراقية التي لا تعرف زوجتي إعدادها. لكن بسبب بعدي عن المنزل من أجل العمل، فشلت في تعليم طفليّ اللغة العربية، وهذا أمر بات يزعجني للغاية. حصلا على الجنسية التركية وتعلما هنا ويتحدثان التركية بطلاقة، لا شيء يميزهما عن الأتراك حتى في اسميهما، لكنّي أحاول الآن أن أعلمهما اللغة العربية وأتمنى ألّا أكون قد تأخرت على ذلك. أمّا العودة إلى العراق فباتت أمراً خارج الحسابات نهائياً".
من جانبها، تعبّر إليف لـ"العربي الجديد"، عن رضاها على العلاقة مع زوجها: "لا أستطيع أن أقول إنّ محمد عراقي... عملياً نشأ هنا، وكبر هنا. لا يمكنني أن أقول لك إنّه يختلف عن أيّ تركي، والأمر الوحيد الذي يميز زواجنا هو أنّي تمكنت من الحفاظ على لقب عائلتي من دون الحاجة إلى اعتماد لقب زوجي أو ضم اللقبين معاً. القانون التركي يمنح هذه الميزة فقط للمواطنات المتزوجات من أجانب، كما أنّ محمد لم يعترض. الثقافة العربية جميلة في هذا الجانب".
سحر وحقي
بالنسبة للسورية سحر، كان الوضع مختلفاً، فقد هربت من مدينة حلب (شمال سورية)، برفقة عائلة أخيها نهاية عام 2012 بعد مقتل زوجها في القصف. تقول عن تلك الفترة: "لم يكن قد مضى على زواجي أكثر من 10 أشهر، ولم أحمل من زوجي خلالها". أما عن الوضع في تركيا، فتقول: "جئنا إلى مرسين، وقست الحياة على أخي كثيراً فأردت أن أخفف عنه ما ينفقه عليّ. تعرّفت بالصدفة إلى إحدى الخطّابات السوريات. كنت خائفة للغاية من الزواج من رجل تركي بعد قصص كثيرة سمعتها عما تتعرض له السوريات من ظلم خلال هذه الزيجات. أما زوجي حقي فقد كان حينها أرملاً ولديه طفلان".
تتابع: "لم يكن لديّ أي شرط سوى توثيق زواجي رسمياً، فظننت أنّه سيرفض ذلك، لكنّه وافق على الفور. والآن لديّ منه طفل. ومع طفليه من زوجته الأولى أشعر أنّي أمتلك عائلة سعيدة، ولا أظن أنّ أيّ رجل آخر كان سيعاملني بالطيبة نفسها".
أما عن التواصل مع حقي، فتقول: "حاولت أن أتعلم التركية، وأحرزت تقدماً ولو كان بطيئاً. في البداية تواصلنا بلغة الإشارة، لكنّ الأمر تغيّر الآن. لا أتحدث كالأتراك، لكنّي أفهم أيّ حوار يجري من حولي. الأطفال الثلاثة يتحدثون العربية معي، لكنّهم يفضلون التركية في ما بينهم". تضيف: "ابني تركي ولن يحصل على الجنسية السورية بحسب القوانين الحالية، سأكون سعيدة لو استطاع التواصل مع السوريين بعد انتهاء الحرب، فقد ينفعه ذلك لاحقاً في العمل".