ذكرت مصادر أمن عراقية في مدينة كركوك، أن قوات كردية ترافقها جرافات، قامت اليوم الثلاثاء، بعمليات هدم لمنازل العرب في حي "واحد حزيران" ذي الغالبية العربية جنوبي كركوك، بحجة أنها منازل متجاوزة على أراضي الدولة، بينما قررت الإبقاء على منازل مماثلة لأكراد في أحياء أخرى.
وأكدت المصادر هدم 13 منزلا اليوم، على أيدي القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد بزعامة جلال الطالباني، ليبلغ عدد المنازل المهدومة أكثر من 400 منزل منذ مطلع العام في مناطق وأحياء وبلدات مختلفة من كركوك، وبات أهلها في الشارع بلا مأوى، حتى إن بعضهم لم يمنح فرصة لسحب آثاث منزله، قبل أن تدمره الجرافات.
وتعاني مدينة كركوك الغنية بالنفط شمالي العراق، من صراع سياسي، حيث تتهم أطراف سياسية عدة حزب الاتحاد الوطني، بالعمل على ترجيح كفة الأكراد في المحافظة، مقارنةً بالمكونات الأخرى مثل العرب والتركمان والمسيحيين والصابئة، من خلال عمليات تهجير وتغيير ديموغرافي، ما يجعل المدينة واحدة من المشاكل العالقة التي لا يتوقف النقاش بشأن ضمها إلى إقليم كردستان، أو بقائها مرتبطة بالحكومة المركزية في بغداد.
وقال أحد سكان حي "واحد حزيران"، ويدعى قاسم عبد الجبار، لـ" العربي الجديد"، إن "غالبية سكان المنطقة فقراء، وبينهم نازحون لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم"، مبينا أن "القوات الكردية تأتي للانتقام لا لتطبيق القانون، والشرطة غير قادرة على حمايتنا".
ويضيف عبد الجبار، أن "القوات جاءت اليوم، وهدمت منازل، وقالت إنها أوامر المحافظ، نجم الدين كريم. هذه البيوت أشبه بقن الدجاج، لولا الظروف الصعبة التي نمر بها ما قبلنا العيش فيها، لا نملك المال ولا الطعام، ومساحة المنزل لا تتعدى 80 متراً بنيناها بالطين لنستر على أنفسنا وعوائلنا".
من جهته، قال النائب عن عرب كركوك، خالد المفرجي، لـ"العربي الجديد"، إن "هدم المنازل جرى على فترات متقاربة. جاءت جرافات معززة بقوات من البشمركة الكردية. دخلت إلى منطقة واحد حزيران في كركوك، وبدأت وبدون سابق إنذار إخراج العوائل العربية من منازلها وهدمها، وما أثار غضب الأهالي فوق مصيبتهم هو التعامل السيئ لهذه القوات معهم. هذه الأعمال تهديد للسلم الأهلي في المحافظة، ويستغلها تنظيم داعش لزعزعة الأمن في المحافظة وخلق فتنة بين أبنائها".
وأوضح المفرجي، "أجريت اتصالات مع قيادات في إقليم كردستان، ورئيس الوزراء، ومحافظ كركوك، وطالبت الجميع بإيقاف هذه العمليات على الفور، وتم إيقاف عمليات الهدم وانسحبت القوات من المنطقة، وفي اليوم الثاني عادت الجرافات من جديد معززة بعناصر من البشمركة، وقامت بهدم عدد من المنازل".
وأكد "رغم صعوبة الظرف الذي تمر به كركوك. هذه المشاكل لا تخدم أحدا، وسترتد نتائجها سلباً على المحافظة".