أعلنت وزارة الصحة المصرية، في بيان رسمي، ارتفاع عدد حالات التسمم الغذائي بين تلاميذ في محافظة المنوفية، شمال القاهرة، إلى 98 حالة، خرج منهم 78 حالة من المستشفيات بعد تحسن حالتهم الصحية، فيما بقي 20 تلميذا بالمستشفيات لتلقي العلاج، إذ يعانون من آلام في البطن، وارتفاع في درجة الحرارة، عقب تناولهم بسكويتاً مدرسيّاً فاسداً.
وكشف مدير عام هيئة الإسعاف، الدكتور أمجد عبد الحميد، في بيان صحافي، صباح اليوم، أن عدد التلاميذ المصابين بحالات التسمم الغذائي بمدرسة "كفر الخضرة الابتدائية"، التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، وصل إلى 54 طالباً، نتيجة تناولهم الوجبة المدرسية حتى ظهيرة اليوم، الثلاثاء.
وتم الدفع بـ15 سيارة إسعاف، نقلتهم إلى مستشفيات "سرس المركزي"، و"الباجور العام"، وأفادت وكيلة وزارة الصحة بمحافظة المنوفية د.هناء سرور، أن التلاميذ المصابين بالتسمم الغذائي يجري إسعافهم، بعد إصابتهم بمغص شديد.
وتأتي واقعة تسمم تلاميذ المنوفية، اليوم، بعد أيام من وقوع حوادث مشابهة تسببت في إصابة آلاف الطلاب بالتسمم في عدة محافظات، منها سوهاج والمنيا وكفر الشيخ والشرقية، فيما تجري السلطات المصرية تحقيقات موسعة حول الوقائع، لم تسفر عن شيء.
وأشار مسؤولون مصريون لوسائل إعلام محلية، في أوقات سابقة، إلى أن الإصابات ناتجة عن حالات نفسية، أو لسوء تخزين الوجبات في المدارس، مؤكدين أن الوجبات المدرسية تورّد سليمة إلى المدارس.
كذلك، لفتت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم، لم تكشف عن هويتها، إلى أن وزارة التعليم تعاقدت منذ العام الماضي مع جهاز الخدمة الوطنية - التابع للقوات المسلحة - لتوريد التغذية المدرسية للطلاب، وتحمل أغلفة وجبات التغذية المدرسية شعار "تحيا مصر"، مع عبارة "معبأ خصيصا لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ق.م".
من جهته، تقدّم البرلماني المصري، أسامة شرشر، بطلب إحاطة موجه إلى وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، الثلاثاء، بشأن واقعة تسمم تلاميذ جُدد بمحافظة المنوفية، بواقع 10 تلاميذ بمدرسة محمد فريد الابتدائية بمدينة سرس الليان، و26 آخرين بمدرسة كفر الخضرة الابتدائية بمركز الباجور، بسبب تناول الوجبات المدرسية الفاسدة.
وطالب شرشر وزير التعليم بالكشف عن ملابسات حالات التسمم التي انتشرت بين تلاميذ المدارس، خاصة أن هذه الواقعة تأتي بعد أيام قليلة من وقائع تسمم ما يزيد على ألفين من تلاميذ محافظة سوهاج، مشدداً على أهمية الكشف عن أسماء المسؤولين عن الرقابة على الأطعمة المقدمة للتلاميذ، ومحاسبة المتورطين منهم.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت وزارة التربية والتعليم المصرية تخصيص الميزانية الخاصة بالوجبة المدرسية التي يتم توزيعها على المدارس الحكومية التابعة للوزارة، لمرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، بالتعاون مع القوات المسلحة في جهاز الخدمة الوطنية، مع تحديد حوالى مليار جنيه مصري للوجبات المدرسية للعام الدراسي الحالي 2016-2017.
وأكدت الوزارة، في بيانها، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن "جهاز الخدمة الوطنية" سيوفر البسكويت والوجبة الجافة، أما "الفطيرة" فينتجها المشروع الخدمي بوزارة الزراعة.
وشارك "جهاز الخدمة الوطنية" في تصنيع الوجبة المدرسية خلال العام الماضي على نطاق ضيق في 6 محافظات فقط، بينما هذا العام تم إدخال وجبته إلى 95 في المائة من مدارس محافظات مصر.