لم يخطر في بال المواطن المقدسي البالغ من العمر خمسين عاماً، والذي يعمل سائق شاحنة في ميناء حيفا بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، أن يبدأ نهاره، اليوم الخميس، بأسوأ حدث في حياته، وهو تعرضه للضرب العنيف والوحشي، دون ذنب اقترفه، من قبل عنصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة "يا سام"، المشهورة لدى المقدسيين بعنف عناصرها ووحشيتهم.
ويروي المواطن المقدسي، مازن الشويكي، في اتصال مع "العربي الجديد"، أنه فوجئ بعنصر من شرطة الاحتلال الخاصة يتقدم ليسأله عن سبب صدم سيارته بينما كانت متوقفة في حي واد الجوز في المدينة المقدسة.
وقال "أجبته في الحال، إن الحادث وقع أمس الأول الثلاثاء، ولم يكن متعمدا، وقد سألت عن صاحب السيارة إلا أنني لم أهتد إليه. لكنه لم يعطني فرصة لمواصلة الحديث، لأبلغه باستعدادي لتحمل تكاليف تصليح الأضرار في سيارته، وشرع بالصراخ وتوجيه الألفاظ النابية لي وللعرب عموماً. وحين طلبت منه التوقف عن الصراخ، وجه لي ضربة شديدة على الرأس وأتبعها بركلات على أنحاء مختلفة من جسمي، خاصة منطقة الصدر، ما تسبب بإصابتي بكسور".
وأضاف "كما اعتدى بالضرب على مواطن آخر يدعى أحمد الطويل حاول التدخل، إلا أن عناصر أخرى من شرطة الاحتلال وحراس وزارة الداخلية الإسرائيلية انضموا إليه وشرعوا بالاعتداء أيضاً على المواطن الطويل مشهرين أسلحتهم، وعلى مواطنين آخرين تجمعوا في المكان".
بدوره، أكد الشاب أحمد الطويل، رواية الشويكي، وقد صدم من تصرف شرطي الاحتلال وعنصريته، وقال "بدأ يكيل الشتائم النابية لي وللعرب جميعاً".
في المقابل، وصفت شرطة الاحتلال في بيان لها، ما جرى بأنه "تصرف شديد وغير عادي، وخارج عن أصول التعامل"، مدعية أن "وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، أصدر أمر إجازة فوري للشرطي المعتدي".
وتعليقاً على بيان شرطة الاحتلال، قال المواطن الشويكي إنه "لا يتوقع إنصافا من المعتدي". في حين قال شاهد العيان أحمد الطويل إن "شرطة الاحتلال هي من اعتدت عليه وعلى المواطن الشويكي، وكان الأولى أن لا يقع الاعتداء الوحشي علينا وبهذا العنف".