الفلسطينيون يصعدون فعالياتهم نحو "مسيرة الحرية والكرامة"

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
27 ابريل 2017
845653CE-761A-498A-8F8E-23869B6954FA
+ الخط -
تبدو السيدة فريال أبو حويج، والدة الأسير أشرف، من سكان مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، قلقة على حياة ابنها أشرف، الذي يقضي حكماً بالسجن 20 عاماً منذ اعتقاله قبل 15 عاماً ونصف العام، لذا تحرص على المشاركة في فعاليات التضامن مع الأسرى المضربين حيث يخوض ابنها إضرابا مع بقية زملائه الأسرى، وجاءت اليوم إلى خيمة التضامن في مدينة رام الله، تحمل صورته وسط جموع الأهالي والمتضامنين.

وتقول لـ"العربي الجديد": "أوجه للعالم كله والحكام والرؤساء نداء بأن يقفوا مع الأسرى من أجل الضغط على إسرائيل لتلبي مطالبهم، وأن يفكوا إضرابهم عن الطعام. إننا نخاف عليهم".

أما والدة الأسير، شادي شلالدة، من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، فقد وقفت أمام جموع الصحافيين، وهي تخاطب العالم بأن يقف مع الأسرى فهي قلقة عليهم وعلى حياتهم، وقالت: "أنا لا أتناول سوى الماء والملح، كيف لي أن أتناول الطعام وشادي مضرب عن الطعام، لا تلوموا أهالي الأسرى. نحن قلقون على أبنائنا".

وشهدت الأراضي الفلسطينية، اليوم الخميس، إضرابا شاملا شلّ كافة مناحي الحياة تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في إضرابهم المتواصل منذ 11 يوما، فيما توافد الفلسطينيون من شرائح مختلفة من المجتمع الفلسطيني إلى خيام الاعتصام والتضامن، في وقت دعت فيه فعاليات فلسطينية إلى اعتبار الثالث من الشهر القادم يوما لمسيرة "الحرية والكرامة"، والتي من المفترض أن تتم بمشاركة عشرات الآلاف.



ويرى رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الشعب الفلسطيني توحد في شقي الوطن، غزة والضفة الغربية، بهذا الإضراب الشامل الذي شل كافة مناحي الحياة كرسالة للحكومة الإسرائيلية مفادها أن الأسرى يوحدون الشعب الفلسطيني، ولا يمكن التخلي عنهم فهم عنوان المرحلة وثابت من الثوابت الفلسطينية، ولا بد أن تنتصر الحركة الأسيرة في معركتها، لذا سنشهد خلال الأيام القادمة حراكا لم نشهد له مثيلا، خاصة مع أن الكثير من الأسرى بدأوا ينقلون إلى المشافي نتيجة تدهور أحوالهم الصحية.

وشدد شومان على أن الالتزام بإضراب اليوم دلالة على أن الشعب الفلسطيني جاهز بكل قطاعاته لدعم الأسرى، لذا جاءت الدعوة إلى مسيرة الحرية والكرامة بمشاركة عشرات الآلاف في 3 من الشهر المقبل.

ومنذ الصباح الباكر، أقامت وفود وأهالي أسرى ونشطاء وعددهم بالمئات خيمة التضامن مع الأسرى المقامة في ميدان الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله، فنانون شباب جاؤوا ليعزفوا مقطوعات فنية وأغاني وطنية للأسرى، بينما علت أصوات أبواق سيارات الإسعاف، وهي تجوب مدينة رام الله.

أمهات الأسرى في خيمة التضامن (العربي الجديد)



وتزين خيمة التضامن صور الأسرى الفلسطينيين والأسير مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح، بينما جاب المتضامنون شوارع مدينة رام الله للتأكيد على وقوفهم إلى جانب الأسرى المضربين والمطالبة بإنهاء معاناتهم وتحقيق مطالبهم.

سامح أبو عواد، أمين سر نقابة العاملين في جامعة بيرزيت شمال رام الله جاء للتضامن مع الأسرى في هذا اليوم، ومجموعة من العاملين والأكاديميين في الجامعة، وهم يحملون لافتات موقعة باسم النقابة عليها شعارات مساندة للأسرى، يقول لـ"العربي الجديد": "علينا أن نظهر دعمنا وتأييدنا للأسرى، وأن الشعب لن ينساهم. المفروض أن تنظم فعاليات يومية وليس شرطا أن يعلن الإضراب من أجل المقدرة على المشاركة في الفعاليات التضامنية، لأن إضراب الأسرى من الممكن له أن يمتد"، لافتا إلى أن إضراب اليوم جيد، لكن كان من المفترض أن تكون إيجابيته أكبر.

أما السيدة وفاء الطويل من مدينة البيرة، فقد جاءت للتضامن مع الأسرى، وهي حريصة على أن تشارك بكافة الفعاليات الوطنية، ودعت في حديثها مع"العربي الجديد"، إلى الوحدة الوطنية وأن يتم رفع العلم الفلسطيني فقط فهو رمز الوحدة وليست أعلام الفصائل، وأن يتم رفع صور جميع الأسرى وليس أسيراً دون آخر.

الأسير المحرر، فخري البرغوثي، من بلدة كوبر شمال رام الله، الذي أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 25 عاما، جاء مع زوجته وبعض أقاربه ليشارك في التضامن مع الأسرى في خيمة التضامن برام الله، وهو حريص على المشاركة في الكثير من الفعاليات. ويرى خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أن الأسرى المحررين يجب أن يقوموا بدور حقيقي في أي تحرك لدعم الأسرى المضربين فهم أصحاب تجربة ومعاناة، فيما دعا الشعب الفلسطيني بقواه وشرائحه للمشاركة والانتصار للأسرى المضربين.

ومن المفترض أن تنطلق مسيرة "الحرية والكرامة" من شوارع مدينة رام الله في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي من يوم الثالث من الشهر المقبل، باتجاه ميدان وتمثال نيلسون مانديلا في مدينة رام الله، ويسعى منظموها لأن يصل عدد المشاركين بها إلى نحو 40 ألفا بمشاركة من كافة المحافظات الفلسطينية، وممثلين عن قنصليات وممثليات لدول عدة، وبالتوازي مع مسيرة أخرى ستتجه نحو ميدان الجندي المجهول بغزة، بالتزامن مع حراك موازٍ في جنوب أفريقيا، علاوة على السعي لمشاركة دول أخرى في هذه المسيرة، وسيتخلل المسيرة فعاليات عدة مناصرة للأسرى.

ويقول الناطق باسم اللجنة الإعلامية لإضراب الأسرى، عبد الفتاح دولة، لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر صحافي عقد أمام خيمة الاعتصام والتضامن مع الأسرى بمدينة رام الله صباح اليوم للإعلان عن موعد المسيرة، إن "المسيرة جاءت بعد التشاور مع مجموعة من الفعاليات والحراك الشبابي وأهالي الأسرى والشباب الفتحاوي، حيث يكون الأسرى قد دخلوا أسبوعهم الثالث وستصبح حالاتهم في خطر".

ووفق دولة، فقد تم اختيار ميدان نيلسون مانديلا لأنه حقق رمزية بإضرابه عن الطعام وحقق انتصارا على نظام الأبارتهايد، ولذا فإن الأسرى الفلسطينيين يستطيعون بإضرابهم عن الطعام أن يحققوا نصرا على السجان، فيما دعا الجميع للمشاركة بهذه المسيرة.


دلالات

ذات صلة

الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
عماد أبو طعيمة لاعب فلسطيني استشهد في غزة 15/10/2024 (إكس)

رياضة

استشهد لاعب نادي اتحاد خانيونس، عماد أبو طعيمة (21 عاماً)، أفضل لاعب فلسطيني شاب في بطولة فلسطين للشباب 2022، وذلك في قصف إسرائيلي جنوبي قطاع غزة.

الصورة
تأثر بشار الشوبكي نجم منتخب فلسطين بتوقف الدوري المحلي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصّت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم.