يباشر الكادر الطبي في إعادة تأهيل المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان في إدلب قدر المستطاع، مع تأمين الحالات المرضية والإصابات في المراكز الطبية القريبة، بعد أن تعمد الطيران الروسي أمس استهداف المشفى وتعطيله، ما جعل أكثر من 400 ألف نسمة فيها بين نازحين ومهجرين وسكان أصليين بحاجة إلى بديل.
وتسبب القصف الجوي الروسي اللية الماضية الذي استهدف المشفى الوطني في معرة النعمان، في إصابة 11 شخصا من المتواجدين فيه لحظة القصف بينهم أطفال ونساء.
وأكّد وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور محمد فراس الجندي، لـ"العربي الجديد" أن العمل يجري حالياً على نقل المرضى إلى المراكز الطبية والمشافي الميدانية القريبة، بعد خروج المشفى عن العمل بالكامل وتضرر معداته.
ولفت الجندي إلى أن الطيران الروسي استهدف المستشفى مباشرة وعن قصد، على الرغم من أن مبنى المشفى منعزل عن المنطقة المدنية ولا يوجد حوله منازل أو مقرّات عسكرية، وإن القذائف اخترقته وسببت أضرارا كبيرة فيه.
وأوضح أن الكادر الطبي يعمل على إعادة تأهيل المستشفى، وإصلاح ما يمكن إصلاحه من المعدات المتضررة وتعويض الآلات الخارجة عن الخدمة نهائيا، على أن تقدم الخدمات في المراكز القريبة ريثما يستعيد المستشفى دورة عمله.
ويقدم المستشفى خدمات طبية كثيرة من عمليات جراحية مختلفة وعناية مشددة إضافة لوجود كافة الأقسام الطبية والعيادات إضافة لقسم تركيب الأطراف الصناعية. وحُرم المرضى والمصابون من خدمات المشفى، الذي يعد أكبر المشافي في المنطقة وأكثرها استيعابا، كما أنه يقدم خدماته مجانا.
وناشد الجندي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن وجمعيات حقوق الإنسان بالتحرك بعد قصف المستشفى الذي يعتبر جريمة لا يمكن السكوت عنها، معتبرا أن ما يقوم به النظام السوري وروسيا جريمة حرب، وتستحق أقسى أنواع العقوبة التي ينص عليها القانون الدولي.
وقالت مصادر طبية من المستشفى لـ"العربي الجديد" إن الطيران الحربي استهدف المستشفى بثلاث غارات منفصلة بين كل غارة وأخرى عشر دقائق، وهو مؤشر على نية الطيران استهداف المستشفى عن عمد.
ووفقا للمصادر فقد اخترقت قذائف الطائرة عدة جدران في مبنى المستشفى، ودخلت غرفة العمليات الرئيسية وقسم الإسعاف، وقسم الأطفال والتوليد. كما لفتت إلى حالة الهلع التي أصابت من كانوا متواجدين في المستشفى أثناء القصف، مشيرة إلى إصابة قرابة خمسة أطفال، وإن الأطفال الخدّج في الحاضنات نقلوا لاحقا إلى مركز أخرى.
وأكدت المصادر ذاتها أن قوات النظام السوري والطيران الحربي الروسي حاولا أكثر من عشرين مرة في أوقات سابقة استهداف المستشفى، لكن القذائف لم تصب مبنى المستشفى.
ويذكر أن قوات النظام السوري والطيران الروسي أخرجا عشرات المستشفيات الميدانية عن العمل في مناطق تخضع لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، كما يتعمدان استهداف المراكز الحيوية.