تضاربت الأنباء بشأن روايات عملية الإفراج عن ناشطين عراقيين مختطفين في وقت متأخر من الليلة الماضية، بعد اختطافهم من قبل مسلحين مجهولين في منطقة البتاوين وسط بغداد يوم الاثنين الماضي.
وكشف مصدر أمني عراقي اليوم الأربعاء، أن عملية الإفراج عن المختطفين تمت بوساطة وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي الذي ينتمي لمليشيا "بدر"، الذي فاوض مليشيات مسلحة أخرى متورطة بخطف الناشطين من منطقة البتاوين، مبينا لـ"العربي الجديد" أن السلطات العراقية تمكنت من الوصول إلى الجهة الخاطفة بناءً على إفادات شهود عيان في منطقة الحادث.
ولم يكشف الوزير الأعرجي عن تفاصيل عملية الاختطاف، أو الجهة التي نفذت الجريمة، مكتفيا بتصريح صحافي مقتضب قال فيه: "تم تحرير الناشطين الذين اختطفوا في منطقة البتاوين وسط بغداد".
في حين صرح النقيب أحمد خلف، من الشرطة، لوكالة "الأناضول"، إن "القوات الأمنية عثرت في ساعة متأخرة من ليلة أمس على المختطفين وهم معصوبي الأعين ومتروكين على جانب الطريق في منطقة الميزان بقضاء التاجي شمال محافظة بغداد".
وأوضح خلف إن "القوات الأمنية سلمت المختطفين المحررين إلى ذويهم بعد إجراء تحقيق أمني معهم، في حين لا تزال القوات الأمنية تجهل هوية الخاطفين وكيفية تمكنهم من نقل المختطفين من وسط العاصمة إلى شمالها".
وفي وقت متأخر من ليل امس قال أحد المختطفين المحررين في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون الرسمي إنه وستة من زملائه أودعوا داخل غرفة صغيرة وتعرضوا للضرب والإهانة من قبل الخاطفين، بعد التحقيق معهم حول نشاطاتهم"، مؤكدا إن "الجهة الخاطفة تقف ضد أي نشاط اجتماعي أو سياسي".
وسارع عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، محمد الكربولي، إلى تهنئة وزير الداخلية بالإفراج عن المختطفين، مطالبا الأعرجي، في بيان، بالكشف عن مصير مختطفي محافظة الأنبار، مثمناً تصاعد وتيرة العمل الاستخباري، وفاعلية جهازي الأمن والشرطة في تعقب عصابات الجريمة المنظمة.
ودعا وزير الداخلية إلى بذل مزيد من الجهود لكشف مصير 2900 شخص اختطفوا من محافظة الأنبار العام الماضي. وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ووزيري الدفاع والداخلية بتحمل مسؤولياتهم.
وكشفت تنسيقية بغداد للحراك المدني "مستمرون" الاثنين الماضي عن تفاصيل عملية اختطاف سبعة ناشطين من شقتهم في منطقة البتاوين وسط بغداد، مؤكدة أن السلطات العراقية عاجزة عن التصدي للعصابات المسلحة التي تجوب شوارعها. في حين لم تشر عبر صفحتها على "فيسبوك" إلى نبأ الإفراج عن الشبان المختطفين.
وقال بيان للتنسيقية: "تجوب العصابات المسلحة أحياء وسط بغداد، وتتحرك أمام أنظار القوات الأمنية بسيارات مصفحة شاهرة سلاحها، متحدية الأجهزة الامنية، وعابثة بالأمن، ومهددة الاستقرار، تبتز وتقتل وتخطف دون رادع"، مشيرا إلى إقدام عناصر ملثمين من هذه العصابات على اختطاف سبعة ناشطين في الاحتجاجات السلمية من شقتهم وسط العاصمة العراقية.
ولفت إلى أن المختطفين هم أحمد نعيم رويعي، وحيدر ناشي حسن، وعلي حسين شناوة، وسامر عامر موسى، وعبد الله لطيف فرج، وزيد يحيى، وحمزة العراقي.