"شنط" رمضانية بدلاً من الموائد؟
القاهرة
العربي الجديد
يتوقّع القائمون على موائد الرحمن خلال شهر رمضان في مصر، أن تتأثّر هذا العام بسبب غلاء الأسعار. والنتيجة هي انخفاض عددها أو الحدّ من كميّات اللحوم والدواجن التي تقدّم للصائمين، خصوصاً للفقراء وعابري السبيل.
وطالب وزير التنمية المحلية، هشام الشريف، بإلغاء موائد الرحمن في المحافظات، واستبدالها بكراتين وتوزيعها على المحتاجين في المنازل. ويشير إلى أنّ موائد الرحمن تجعل الشوارع متسخة وتؤدي إلى انتشار الأمراض، وتسبّب إرباكاً في حركة المرور. ويطالب بأن يصرّح صاحب المائدة قبل إقامتها (الحصول على ترخيص)، الأمر الذي فسّره البعض بأن الحكومة تريد إلقاء المسؤوليّة على صاحب المائدة ليتحمّل مسؤولية أي شيء يمكن أن يتعرض له الصائم، فضلاً عن نظافة المكان. وربّما تُفرَض رسوم عليه بحجة أنه لا يتولى تنظيف المكان عقب الإفطار.
هذه الإجراءات أثارت حالة من الغضب والسخط العام، سواء أكان من القائمين على الموائد أم الفقراء، مؤكدين أن الحكومة المصرية تحاول تقييد كل مظاهر هذا الشهر، والتي بدأت بمنع مكبرات الصوت في المساجد، ثم منع موائد الرحمن.
ويقول عمر حسانين، القاطن في منطقة الخصوص في محافظة القليوبية، والذي يحرص كل عام على إقامة مائدة الرحمن، إنّ القرارات التي أصدرتها الحكومة بضرورة وجود "تراخيص" لكل مائدة مرفوضة تماماً، مشيراً إلى أن الحكومة استعجلت في إصدار القرارت لأنه سيكون للأسعار المرتفعة دور كبير في تخفيض عدد موائد الرحمن.
ويلفت إلى أن أسعار اللحوم مرتفعة، علماً أنها أساسية، فضلاً عن الخضار. يضيف أن الفقراء هم الذين سيدفعون ثمن غلاء الأسعار في رمضان. يقول: "أعرف أشخاصاً ينتظرون مائدة الإفطار من عام إلى آخر للحصول على قطعة لحم، لأنهم لا يستطيعون شراءها"، وهو ما يشير إلى زيادة نسبة الفقر في البلاد.
من جهته، يرفض صاحب إحدى موائد الرحمن في شارع الدقي في الجيزة، والذي فضل عدم ذكر اسمه، قرارات الحكومة بتقنين موائد الرحمن، مؤكداً أنها ظالمة وتمس الفقراء وعابري السبيل، الذين يقصدونها لتناول الإفطار. ويسأل: "منذ متى تساهم موائد الرحمن في تعطيل الطرقات، أو تتسبب في مشاكل أخرى تعلن عنها الحكومة؟".
يشير إلى أن القائمين على موائد الرحمن يتولون كل التحضيرات من الألف إلى الياء. وفي ما يتعلّق بارتفاع الأسعار، يوضح أن الفقراء سيتأثرون بالغلاء هذا العام، متسائلاً عن الطعام الذي يمكن وضعه على الطاولة هذا العام، في ظل ارتفاع الأسعار. ويشير إلى أنه قد يختار وضع الأرز وبعض اللحوم والخضار، لكن بكميات أقل بخلاف السنوات الماضية. ويختم قائلاً: "هذا عمل خيري اعتدت تنظيمه كل عام". ويتمنى أن يكون قادراً على تقديم كميات الطعام نفسها للفقراء الصائمين، على غرار السنوات الماضية.
اقــرأ أيضاً
في المطرية، وأمام مسجد المطراوي، تقام مائدة الرحمن كل عام. يؤكد القائم عليها محمود سليمان، أنّ مجموعة من الأفراد تتولى تنظيمها بهدف إطعام الصائمين الفقراء أو المغتربين أو العاملين على مقربة من المكان. ويلفت إلى أن كل فرد يقدّم مبلغاً من المال بهدف إعداد مائدة الرحمن، موضحاً أن الغلاء الفاحش الذي طاول مختلف السلع الغذائية سيكون له تأثير على موائد الرحمن، وقد يؤدي إلى تقليل عدد الموائد التي تقام في الشوارع والميادين والطرقات السريعة. ولم تعد الأطعمة الفاخرة العامرة بكل ما لذّ وطاب هي وجبات ضيوف الرحمن على الموائد.
إلى ذلك، يتوقّع محمد الويفي، أحد القائمين على مائدة الرحمن في شارع شبرا، ألّا تكون أعداد الموائد في أيّ حال من الأحوال مثل العام الماضي، في ظل الغلاء الذي طاول كلّ شيء، والأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على كل تفاصيل الحياة، ومنعت المواطنين من إقامة موائد الرحمن. ويلفت إلى أنه لا ينوي التقيد بقرارات الحكومة بمنع موائد الرحمن، موضحاً أن القائمين على هذه الموائد اعتادوا مثل هذه القرارات كل عام، والتي عادة ما لا يلتزم بها أحد.
من جهته، يتوقع الخبير الاقتصادي في جامعة الأزهر صلاح الدين فهمي، أن يكون هناك تراجع كبير في موائد الرحمن في مختلف المحافظات المصرية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية التي تصل إلى ذروتها قبل أيام من حلول شهر رمضان، مثل اللحوم والأرز والزيوت وغيرها من المواد المهمة والضرورية للعائلات المصرية، والتي زادت بعد قرار الحكومة تحرير سعر الصرف.
ويلفت إلى احتمال استبدال الموائد بـ"شنط رمضانية"، موضحاً أن "زيادة معدلات الفقر بين المصريين تزداد يوماً بعد يوم. هذا الأمر يشير إلى ضرورة تفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي. لكن حدث العكس بسبب فشل الحكومة في إحكام سيطرتها على الأسواق، وترك التجار يتحكمون بالأسعار كيفما شاؤوا من دون رادع أو رقابة ومتابعة. واللافت أن ارتفاع الأسعار سيكون له تأثير على جميع المواطنين".
اقــرأ أيضاً
وطالب وزير التنمية المحلية، هشام الشريف، بإلغاء موائد الرحمن في المحافظات، واستبدالها بكراتين وتوزيعها على المحتاجين في المنازل. ويشير إلى أنّ موائد الرحمن تجعل الشوارع متسخة وتؤدي إلى انتشار الأمراض، وتسبّب إرباكاً في حركة المرور. ويطالب بأن يصرّح صاحب المائدة قبل إقامتها (الحصول على ترخيص)، الأمر الذي فسّره البعض بأن الحكومة تريد إلقاء المسؤوليّة على صاحب المائدة ليتحمّل مسؤولية أي شيء يمكن أن يتعرض له الصائم، فضلاً عن نظافة المكان. وربّما تُفرَض رسوم عليه بحجة أنه لا يتولى تنظيف المكان عقب الإفطار.
هذه الإجراءات أثارت حالة من الغضب والسخط العام، سواء أكان من القائمين على الموائد أم الفقراء، مؤكدين أن الحكومة المصرية تحاول تقييد كل مظاهر هذا الشهر، والتي بدأت بمنع مكبرات الصوت في المساجد، ثم منع موائد الرحمن.
ويقول عمر حسانين، القاطن في منطقة الخصوص في محافظة القليوبية، والذي يحرص كل عام على إقامة مائدة الرحمن، إنّ القرارات التي أصدرتها الحكومة بضرورة وجود "تراخيص" لكل مائدة مرفوضة تماماً، مشيراً إلى أن الحكومة استعجلت في إصدار القرارت لأنه سيكون للأسعار المرتفعة دور كبير في تخفيض عدد موائد الرحمن.
ويلفت إلى أن أسعار اللحوم مرتفعة، علماً أنها أساسية، فضلاً عن الخضار. يضيف أن الفقراء هم الذين سيدفعون ثمن غلاء الأسعار في رمضان. يقول: "أعرف أشخاصاً ينتظرون مائدة الإفطار من عام إلى آخر للحصول على قطعة لحم، لأنهم لا يستطيعون شراءها"، وهو ما يشير إلى زيادة نسبة الفقر في البلاد.
من جهته، يرفض صاحب إحدى موائد الرحمن في شارع الدقي في الجيزة، والذي فضل عدم ذكر اسمه، قرارات الحكومة بتقنين موائد الرحمن، مؤكداً أنها ظالمة وتمس الفقراء وعابري السبيل، الذين يقصدونها لتناول الإفطار. ويسأل: "منذ متى تساهم موائد الرحمن في تعطيل الطرقات، أو تتسبب في مشاكل أخرى تعلن عنها الحكومة؟".
يشير إلى أن القائمين على موائد الرحمن يتولون كل التحضيرات من الألف إلى الياء. وفي ما يتعلّق بارتفاع الأسعار، يوضح أن الفقراء سيتأثرون بالغلاء هذا العام، متسائلاً عن الطعام الذي يمكن وضعه على الطاولة هذا العام، في ظل ارتفاع الأسعار. ويشير إلى أنه قد يختار وضع الأرز وبعض اللحوم والخضار، لكن بكميات أقل بخلاف السنوات الماضية. ويختم قائلاً: "هذا عمل خيري اعتدت تنظيمه كل عام". ويتمنى أن يكون قادراً على تقديم كميات الطعام نفسها للفقراء الصائمين، على غرار السنوات الماضية.
في المطرية، وأمام مسجد المطراوي، تقام مائدة الرحمن كل عام. يؤكد القائم عليها محمود سليمان، أنّ مجموعة من الأفراد تتولى تنظيمها بهدف إطعام الصائمين الفقراء أو المغتربين أو العاملين على مقربة من المكان. ويلفت إلى أن كل فرد يقدّم مبلغاً من المال بهدف إعداد مائدة الرحمن، موضحاً أن الغلاء الفاحش الذي طاول مختلف السلع الغذائية سيكون له تأثير على موائد الرحمن، وقد يؤدي إلى تقليل عدد الموائد التي تقام في الشوارع والميادين والطرقات السريعة. ولم تعد الأطعمة الفاخرة العامرة بكل ما لذّ وطاب هي وجبات ضيوف الرحمن على الموائد.
إلى ذلك، يتوقّع محمد الويفي، أحد القائمين على مائدة الرحمن في شارع شبرا، ألّا تكون أعداد الموائد في أيّ حال من الأحوال مثل العام الماضي، في ظل الغلاء الذي طاول كلّ شيء، والأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على كل تفاصيل الحياة، ومنعت المواطنين من إقامة موائد الرحمن. ويلفت إلى أنه لا ينوي التقيد بقرارات الحكومة بمنع موائد الرحمن، موضحاً أن القائمين على هذه الموائد اعتادوا مثل هذه القرارات كل عام، والتي عادة ما لا يلتزم بها أحد.
من جهته، يتوقع الخبير الاقتصادي في جامعة الأزهر صلاح الدين فهمي، أن يكون هناك تراجع كبير في موائد الرحمن في مختلف المحافظات المصرية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية التي تصل إلى ذروتها قبل أيام من حلول شهر رمضان، مثل اللحوم والأرز والزيوت وغيرها من المواد المهمة والضرورية للعائلات المصرية، والتي زادت بعد قرار الحكومة تحرير سعر الصرف.
ويلفت إلى احتمال استبدال الموائد بـ"شنط رمضانية"، موضحاً أن "زيادة معدلات الفقر بين المصريين تزداد يوماً بعد يوم. هذا الأمر يشير إلى ضرورة تفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي. لكن حدث العكس بسبب فشل الحكومة في إحكام سيطرتها على الأسواق، وترك التجار يتحكمون بالأسعار كيفما شاؤوا من دون رادع أو رقابة ومتابعة. واللافت أن ارتفاع الأسعار سيكون له تأثير على جميع المواطنين".