وصلت جموع من المهاجرين إلى العاصمة الفرنسية دون توقف، وتستقر بالقرب من مركز الإيواء الذي فتحته بلدية باريس بدعم من الدولة، في "بورت دي لاشابيل" وتسيره جمعية إيماييس الإنسانية التي أسسها القس الراحل بيير، لاستقبال المهاجرين خلال فترات قصيرة قبل توجيههم إلى مراكز إيواء قبل البث في طلبات اللجوء أو الإقامة، أو ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، إن لم يكونوا من سورية والعراق، أو ترحيل من تنطبق عليهم قوانين دبلن إلى البلدان التي أخذت فيها بصماتهم لأول مرة.
ولأنّ الطاقة الاستيعابية للمركز لا تسع كثيرين، يلجأ هؤلاء المهاجرون إلى نصب خيام بسيطة تحت قناطر الميترو بجوار المركز، قرب محطتي ميترو ستالينغراد وجوريس.
ويتعلق الأمر بمهاجرين يتحدرون في غالبيتهم من أفغانستان والسودان، قدم بعضهم من ألمانيا، بعد تشديد سياستها اتجاه المهاجرين الأفغان. كما يتحدر مهاجرون آخرون من شمال فرنسا، خاصة بعد احتراق وتدمير مخيم "كراند - سانت"، قبل أسابيع، فنصبوا، منذ أسابيع عديدة، خيامهم في انتظار تسوية أوضاعهم أو ولوج مركز الاستقبال القريب، على الأقل.
ويعود آخر إخلاء بالقوة لهؤلاء المهاجرين إلى ما قبل شهرين، 9 مارس/آذار الماضي، بعد حدوث احتقان وعنف طائفي بينهم، وكانوا حينها حوالى مائتي شخص.
وأعلنت وزيرة الإسكان الفرنسية، إيمانويل كُوسْ، معلقة على ما جرى صباح اليوم، بأن جميع المهاجرين، وهم ما بين 800 وألف شخص، سيتم وضعهم في مراكز إيواء في باريس وضواحيها، وستتم دراسة وضعيتهم الإدارية في الأيام القليلة القادمة، ثم يتوجهون بعدها إلى "مراكز استقبال وتوجيه".
وإن كانت حظوظ أغلبهم غير مضمونة، خصوصاً وأن منظمات إنسانية وقانونية عديدة، وأيضاً اعترافات مهاجرين كثيرين، ما فتئت تتهم مراكز الاستقبال والتوجيه" بأنها آلة للحكومة الفرنسية لطرد المهاجرين، وبالتالي التسبب في خلق مهاجرين سريين.
وتعتبر قضية المهاجرين واللاجئين من القضايا الصعبة التي سيتركها الرئيس المنتهية ولايته، فرنسوا هولاند، لخلفه إيمانويل ماكرون.
كما أن قضية اللجوء واللاجئين كانت ضمن مواضيع الحملة الانتخابية الفرنسية الملتهبة، التي عبّر حولها المرشح، إيمانويل ماكرون، تلميذ الفيلسوف بول ريكور، صاحب "امتحان الغريب"، عن مواقف إنسانية ومتعاطفة، خلافاً للموقف العنصري والعدائي الذي عبّرت عنه المرشحة الخاسرة مارين لوبان.