في العالم نحو 10 آلاف نوع من الطيور تضم بدورها 200 إلى 400 مليار فرد، يقوم منها نحو 50 ملياراً بهجرة سنوية من الجنوب إلى الشمال حيث تتكاثر، ومن الشمال إلى الجنوب حيث تبحث عن الغذاء.
في لبنان يمر نحو مليارين من الطيور الصغيرة المنتمية إلى فئة العصفوريات، كما يمر مليونان ونصف بطة ومليونا طائر جارح. أما الطيور الحوامة كاللقلاق والبجع والكركي أو الرهو بالإضافة إلى بعض الطيور الحوامة الجارحة فيصل تعدادها إلى 1.5 مليون في سماء لبنان. لكن، بخصوص الطيور الخواضة التي تبحث عن رزقها في رمال الشواطئ وصخورها فلم تعد تجد ملاذاً لها على الشواطئ بعدما احتل الإسمنت هذه المساحات فلجأت إلى الجزر والصخور داخل البحر، الأمر الذي جعل تعدادها صعباً.
كلّ هذه الطيور تلعب دوراً ضخماً في اقتصاديات البشر كتلقيح 30 في المائة من أنواع النباتات، واصطياد القوارض من فئران وجرذان تدمر المحاصيل الزراعية، وتزرع الغابات من خلال تخبئة البذور تحت التراب، وتتغذى على الحشرات المؤذية كدودة الصندل المهلكة للصنوبر وحشرة السفلسيا المؤذية لغابات الأرز والعقارب وأم أربع وأربعين والضفادع والأفاعي والحيوانات الميتة في البراري. كلّ هذا يؤدي إلى انتظام الأنظمة الإيكولوجية وتوازنها وإلى تحسين إنتاج الأوكسجين وامتصاص ثاني أوكسيد الكربون من خلال التشجير الذي تقوم به هذه الطيور.
في المقابل، يرتكب بعض اللبنانيين جرائم ومجازر بحق الطيور في اصطياد الآلاف منها وتركها في أماكنها في البراري أو رميها على قارعة الطريق بعد أخذ صور لهم معها. ما معنى اصطياد الطيور في فصل التفريخ وحرمان الصغار من أهلها؟ وما معنى قتل السنونو الذي يأكل البرغش، وقتل العقاب القصير القدم الذي يصطاد الأفاعي السامة، وقتل القيقب الذي يأكل ما لا يؤكل من قبل الطيور الأخرى فيحافظ بذلك على الغابات؟
تمادى بعض اللبنانيين في ارتكاب المخالفات فقتلوا الطيور التي هي على شفير الانقراض لكي لا يتركوا مجالاً لها للملمة نفسها والابتعاد عن الأخطار المحدقة بها، واصطادوا في الربيع وخالفوا بذلك الاتفاقيات الدولية والقوانين اللبنانية.
في ما يلي نتائج ما فعلوه في سنة واحدة: قتلوا 962 ألف طائر فري، و9 آلاف طائر جارح من العقبان والصقور، و12 ألف بطة، و10 آلاف و200 حجل، و5 آلاف و800 لقلاق، و25 ألف طائر خواض يعيش على النفايات التي يلفظها البحر على الشواطئ والصخور، بالإضافة إلى مليونين ونصف مليون عصفور أكثرها أقل من وزن الخرطوشة التي تستعمل ضدها. أما الخرطوش الذي جرى جمعه من البراري فتعدت كميته 50 مليون خرطوشة وهذا يعني أن الرصاص الذي تحتويه قد سمم التربة والمياه الجوفية وبالتالي الإنسان بكمية مليون و600 ألف كغ من الرصاص السام والمدمر للبيئة وحياة الإنسان.
(اختصاصي في علم الطيور البريّة)
اقــرأ أيضاً
في لبنان يمر نحو مليارين من الطيور الصغيرة المنتمية إلى فئة العصفوريات، كما يمر مليونان ونصف بطة ومليونا طائر جارح. أما الطيور الحوامة كاللقلاق والبجع والكركي أو الرهو بالإضافة إلى بعض الطيور الحوامة الجارحة فيصل تعدادها إلى 1.5 مليون في سماء لبنان. لكن، بخصوص الطيور الخواضة التي تبحث عن رزقها في رمال الشواطئ وصخورها فلم تعد تجد ملاذاً لها على الشواطئ بعدما احتل الإسمنت هذه المساحات فلجأت إلى الجزر والصخور داخل البحر، الأمر الذي جعل تعدادها صعباً.
كلّ هذه الطيور تلعب دوراً ضخماً في اقتصاديات البشر كتلقيح 30 في المائة من أنواع النباتات، واصطياد القوارض من فئران وجرذان تدمر المحاصيل الزراعية، وتزرع الغابات من خلال تخبئة البذور تحت التراب، وتتغذى على الحشرات المؤذية كدودة الصندل المهلكة للصنوبر وحشرة السفلسيا المؤذية لغابات الأرز والعقارب وأم أربع وأربعين والضفادع والأفاعي والحيوانات الميتة في البراري. كلّ هذا يؤدي إلى انتظام الأنظمة الإيكولوجية وتوازنها وإلى تحسين إنتاج الأوكسجين وامتصاص ثاني أوكسيد الكربون من خلال التشجير الذي تقوم به هذه الطيور.
في المقابل، يرتكب بعض اللبنانيين جرائم ومجازر بحق الطيور في اصطياد الآلاف منها وتركها في أماكنها في البراري أو رميها على قارعة الطريق بعد أخذ صور لهم معها. ما معنى اصطياد الطيور في فصل التفريخ وحرمان الصغار من أهلها؟ وما معنى قتل السنونو الذي يأكل البرغش، وقتل العقاب القصير القدم الذي يصطاد الأفاعي السامة، وقتل القيقب الذي يأكل ما لا يؤكل من قبل الطيور الأخرى فيحافظ بذلك على الغابات؟
تمادى بعض اللبنانيين في ارتكاب المخالفات فقتلوا الطيور التي هي على شفير الانقراض لكي لا يتركوا مجالاً لها للملمة نفسها والابتعاد عن الأخطار المحدقة بها، واصطادوا في الربيع وخالفوا بذلك الاتفاقيات الدولية والقوانين اللبنانية.
في ما يلي نتائج ما فعلوه في سنة واحدة: قتلوا 962 ألف طائر فري، و9 آلاف طائر جارح من العقبان والصقور، و12 ألف بطة، و10 آلاف و200 حجل، و5 آلاف و800 لقلاق، و25 ألف طائر خواض يعيش على النفايات التي يلفظها البحر على الشواطئ والصخور، بالإضافة إلى مليونين ونصف مليون عصفور أكثرها أقل من وزن الخرطوشة التي تستعمل ضدها. أما الخرطوش الذي جرى جمعه من البراري فتعدت كميته 50 مليون خرطوشة وهذا يعني أن الرصاص الذي تحتويه قد سمم التربة والمياه الجوفية وبالتالي الإنسان بكمية مليون و600 ألف كغ من الرصاص السام والمدمر للبيئة وحياة الإنسان.
(اختصاصي في علم الطيور البريّة)