عمرة رمضان تزدهر وتنعش محيط الحرم
الرياض
العربي الجديد
منذ الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك، تدفق المعتمرون صوب مكة المكرمة من كلّ مكان في الأرض أملاً في عمرة تعادل حجة في أجرها، فهي عمرة رمضان. هذا العام بالذات، مع دخول توسعة الحرم المكي في كامل طاقتها، يتوقع أن يكون رمضان أكثر ازدحاماً من أي موسم آخر. وتشير التوقعات إلى نحو 10 ملايين ونصف مليون معتمر من خارج السعودية مع نهاية الشهر الكريم، أي خلال تسعة أشهر كاملة من السنة الهجرية، ومثلهم من داخل المملكة أيضاً. أما العدد الإجمالي المتوقع للسنة الهجرية كاملة فهو 25 مليون معتمر.
هذه الأرقام أعلى بكثير من تلك التي تحققت العام الماضي، الذي شهد وصول نحو 8.2 ملايين معتمر من الخارج، ونحو 4 ملايين معتمر من الداخل. ولتأمين كلّ هذا العدد من المعتمرين وتسهيل حركتهم وحركة المصلين، عقدت وزارة الداخلية السعودية، اجتماعات متواصلة مع لجنة الحج.
بدورها، تحاول وزارة الحج والعمرة تقليل الازدحام قدر المستطاع، فقد منعت الصلاة في ساحة الحرم، لتفريغها للمعتمرين، الذين يبلغ عددهم نحو 105 آلاف في الساعة الواحدة، كما ناشد مفتي عام السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، من سبق له الاعتمار أن يترك الفرصة لغيره، وشدد في خطبة الجمعة الأولى في رمضان أنّ الإكثار من أداء العمرة في المواسم المزدحمة فيه إضرار بالناس: "عمرة واحدة تكفي، والصلاة في المسجد الحرام والذكر فيه أفضل من تأدية العمرة أكثر من مرة".
لكن، وعلى الرغم من تلك الجهود، بلغ عدد المعتمرين الذين دخلوا إلى السعودية خلال الأشهر الثمانية الماضية وحتى الأول من رمضان الجاري، نحو 5.7 ملايين معتمر، وما زال نحو نصف مليون معتمر في الأراضي السعودية، والأرقام مرشحة للارتفاع أكثر.
يمكن أن يستوعب صحن مطاف الحرم نحو 105 آلاف طائف في الساعة الواحدة، ويُقدّر عدد المعتمرين في اليوم الواحد بنحو مليون معتمر، فيما يصل عدد المصلين في الفرض الواحد إلى نحو 2.5 مليوني مصلٍّ، فما إن يبدأ إمام الحرم الشيخ عبد الرحمن السديس صلاة العشاء، حتى يصبح من الصعب الحصول على منفذ للصلاة فيه، حتى في أقبية الحرم الضيقة.
يكشف ماجد اليمني، وهو أحد كبار تجار الذهب في السوق المحيطة بالحرم، أنّ بدء أعمال التوسعة الجديدة رفع من عدد المعتمرين إلى ضعفي ما كان عليه قبل بدء أعمال التوسعة قبل أربعة أعوام، ومعها انتعشت الأسواق حول الحرم، لكن ليس بالشكل الذي كان عليه في السابق. يفسر لـ"العربي الجديد": "المعتمرون كثيرون ولله الحمد، لكنّ قدرتهم الشرائية باتت أضعف، خصوصاً الآتين من خارج السعودية". ويضيف: "بشكل عام، تعتبر الحركة في محيط الحرم الشريف جيدة جداً، مع توقعات أن تصل للذروة في العشر الأواخر من الشهر الكريم، والتي يرتفع فيها عدد المعتمرين بشكل كبير، لأنّ العشر الأواخر هي التي تشهد ليلة القدر وأيضاً ختمة القرآن الكريم، ونحن كتجار نستعد لها بشكل خاص".
اقــرأ أيضاً
من جانبه، يؤكد عيسى القرشي، وهو أحد تجار الأقمشة في المنطقة المركزية من الحرم، أنهم بدأوا في تعويض الخسائر التي تعرضوا لها في السنوات الماضية عندما جرى تقليص عدد المعتمرين والحجاج. ويقول لـ"العربي الجديد": "حركة البيع ممتازة، والعدد هذا العام هو الأكبر على الإطلاق، مع توقعات أن يتزايد عدد المعتمرين مع قرب العشر الأواخر من رمضان. المحلات في محيط الحرم هي الأهم، وتحقق أرباحاً كبيرة يومياً. لكن، في المقابل فإنّ إيجاراتها مرتفعة بشكل كبير، فمحلي يبلغ إيجاره الشهري 650 ألف ريال (نحو 188 ألف دولار أميركي) فيما يتجاوز بعض المحلات هذا المبلغ بحسب قربه من ساحة الحرم. مع ذلك، فإنّ الدخل الذي نحققه من الحج وموسم العمرة، يعوض هذا الإيجار الكبير".
مع اقتراب أذان المغرب يتزاحم مئات الآلاف من الصائمين حول موائد "إفطار الصائم"، التي أعدّت خصيصاً داخل المسجد الحرام وساحاته الخارجية. وهي موائد يشرف عليها نحو ثلاثة آلاف عنصر من الكشافة المتطوعين، ونحو ألف متطوع من رجال ونساء مكة المكرمة. يوزع هؤلاء مياه زمزم وتمراً وبعض المأكولات والمرطبات على الصائمين يومياً، وهي المواد التي يقدمها أهل مكة. وتتولى لجنة السقاية والرفادة في إمارة منطقة مكة المكرمة منح التصاريح الرسمية للجهات الراغبة في تقديم وجبات "إفطار الصائم"، وخلال هذا العام جرى التصريح لنحو 550 جهة لتقديم هذه الخدمة المجانية.
في شأن موازٍ، أكدت وزارة الصحة السعودية أنّها لم تسجل أيّ أمراض وبائية بين المعتمرين، مشيرة إلى أنّ الوضع الصحي مطمئن. وقالت الوزارة إنّها تواصل تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية والإسعافية للمعتمرين من خلال المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في العاصمة المقدسة، والمراكز الصحية في الحرم المكي.
وتتولى فرق وزارة الصحة في منطقة مكة المكرمة منذ بداية شهر رمضان تنفيذ خطة متكاملة لتوفير الرعاية الصحية للمعتمرين كافة، وتسخير إمكانياتها المادية والبشرية لخدمتهم على مدار الساعة عبر الطواقم الطبية المؤهلة والتجهيزات الطبية من خلال مستشفياتها السبعة، وكذلك مدينة الملك عبدالله الطبية، بالإضافة إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية والمراكز الصحية داخل الحرم المكي الشريف.
هذه الأرقام أعلى بكثير من تلك التي تحققت العام الماضي، الذي شهد وصول نحو 8.2 ملايين معتمر من الخارج، ونحو 4 ملايين معتمر من الداخل. ولتأمين كلّ هذا العدد من المعتمرين وتسهيل حركتهم وحركة المصلين، عقدت وزارة الداخلية السعودية، اجتماعات متواصلة مع لجنة الحج.
بدورها، تحاول وزارة الحج والعمرة تقليل الازدحام قدر المستطاع، فقد منعت الصلاة في ساحة الحرم، لتفريغها للمعتمرين، الذين يبلغ عددهم نحو 105 آلاف في الساعة الواحدة، كما ناشد مفتي عام السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، من سبق له الاعتمار أن يترك الفرصة لغيره، وشدد في خطبة الجمعة الأولى في رمضان أنّ الإكثار من أداء العمرة في المواسم المزدحمة فيه إضرار بالناس: "عمرة واحدة تكفي، والصلاة في المسجد الحرام والذكر فيه أفضل من تأدية العمرة أكثر من مرة".
لكن، وعلى الرغم من تلك الجهود، بلغ عدد المعتمرين الذين دخلوا إلى السعودية خلال الأشهر الثمانية الماضية وحتى الأول من رمضان الجاري، نحو 5.7 ملايين معتمر، وما زال نحو نصف مليون معتمر في الأراضي السعودية، والأرقام مرشحة للارتفاع أكثر.
يمكن أن يستوعب صحن مطاف الحرم نحو 105 آلاف طائف في الساعة الواحدة، ويُقدّر عدد المعتمرين في اليوم الواحد بنحو مليون معتمر، فيما يصل عدد المصلين في الفرض الواحد إلى نحو 2.5 مليوني مصلٍّ، فما إن يبدأ إمام الحرم الشيخ عبد الرحمن السديس صلاة العشاء، حتى يصبح من الصعب الحصول على منفذ للصلاة فيه، حتى في أقبية الحرم الضيقة.
يكشف ماجد اليمني، وهو أحد كبار تجار الذهب في السوق المحيطة بالحرم، أنّ بدء أعمال التوسعة الجديدة رفع من عدد المعتمرين إلى ضعفي ما كان عليه قبل بدء أعمال التوسعة قبل أربعة أعوام، ومعها انتعشت الأسواق حول الحرم، لكن ليس بالشكل الذي كان عليه في السابق. يفسر لـ"العربي الجديد": "المعتمرون كثيرون ولله الحمد، لكنّ قدرتهم الشرائية باتت أضعف، خصوصاً الآتين من خارج السعودية". ويضيف: "بشكل عام، تعتبر الحركة في محيط الحرم الشريف جيدة جداً، مع توقعات أن تصل للذروة في العشر الأواخر من الشهر الكريم، والتي يرتفع فيها عدد المعتمرين بشكل كبير، لأنّ العشر الأواخر هي التي تشهد ليلة القدر وأيضاً ختمة القرآن الكريم، ونحن كتجار نستعد لها بشكل خاص".
من جانبه، يؤكد عيسى القرشي، وهو أحد تجار الأقمشة في المنطقة المركزية من الحرم، أنهم بدأوا في تعويض الخسائر التي تعرضوا لها في السنوات الماضية عندما جرى تقليص عدد المعتمرين والحجاج. ويقول لـ"العربي الجديد": "حركة البيع ممتازة، والعدد هذا العام هو الأكبر على الإطلاق، مع توقعات أن يتزايد عدد المعتمرين مع قرب العشر الأواخر من رمضان. المحلات في محيط الحرم هي الأهم، وتحقق أرباحاً كبيرة يومياً. لكن، في المقابل فإنّ إيجاراتها مرتفعة بشكل كبير، فمحلي يبلغ إيجاره الشهري 650 ألف ريال (نحو 188 ألف دولار أميركي) فيما يتجاوز بعض المحلات هذا المبلغ بحسب قربه من ساحة الحرم. مع ذلك، فإنّ الدخل الذي نحققه من الحج وموسم العمرة، يعوض هذا الإيجار الكبير".
مع اقتراب أذان المغرب يتزاحم مئات الآلاف من الصائمين حول موائد "إفطار الصائم"، التي أعدّت خصيصاً داخل المسجد الحرام وساحاته الخارجية. وهي موائد يشرف عليها نحو ثلاثة آلاف عنصر من الكشافة المتطوعين، ونحو ألف متطوع من رجال ونساء مكة المكرمة. يوزع هؤلاء مياه زمزم وتمراً وبعض المأكولات والمرطبات على الصائمين يومياً، وهي المواد التي يقدمها أهل مكة. وتتولى لجنة السقاية والرفادة في إمارة منطقة مكة المكرمة منح التصاريح الرسمية للجهات الراغبة في تقديم وجبات "إفطار الصائم"، وخلال هذا العام جرى التصريح لنحو 550 جهة لتقديم هذه الخدمة المجانية.
في شأن موازٍ، أكدت وزارة الصحة السعودية أنّها لم تسجل أيّ أمراض وبائية بين المعتمرين، مشيرة إلى أنّ الوضع الصحي مطمئن. وقالت الوزارة إنّها تواصل تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية والإسعافية للمعتمرين من خلال المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في العاصمة المقدسة، والمراكز الصحية في الحرم المكي.
وتتولى فرق وزارة الصحة في منطقة مكة المكرمة منذ بداية شهر رمضان تنفيذ خطة متكاملة لتوفير الرعاية الصحية للمعتمرين كافة، وتسخير إمكانياتها المادية والبشرية لخدمتهم على مدار الساعة عبر الطواقم الطبية المؤهلة والتجهيزات الطبية من خلال مستشفياتها السبعة، وكذلك مدينة الملك عبدالله الطبية، بالإضافة إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية والمراكز الصحية داخل الحرم المكي الشريف.
دلالات