وأوضحت، في مقال نشرته أمس الأحد في صحيفة "واشنطن بوست"، أنها تعتزم مواصلة دفع بلادها إلى احترام حقوق جميع مواطنيها، وأنها لن تسكت، في معرض ردها على اتهامها بالتحريض على "الجهاد" ضد الرئيس الأميركي.
وأكدت صرصور أن وسائل إعلام أميركية محافظة حوّرت خطابا لها ألقته في تجمع للمسلمين وأخرجته عن سياقه، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض للهجوم. وأشارت إلى أنها سبق أن تعرضت وأسرتها "لتهديدات لا حصر لها بالأذى الجسدي" بعد مشاركتها في مسيرة المرأة في واشنطن.
واعتبرت أن "هذه التهديدات القبيحة تهدف إلى إسكاتي وتشويه سمعتي لأنني قائدة فعالة، أميركية فلسطينية، وامرأة مسلمة مولودة في بروكلين. باختصار، أنا أسوأ كوابيسهم".
— Washington Post (@washingtonpost) July 10, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتابعت صرصور، في مقالها، أنها بدأت عملها مديرة للجمعية العربية الأميركية في نيويورك في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. ووأوضحت أنه مع اندلاع الأزمات وردود الأفعال ضد العرب والمسلمين وتفشي مراقبة المجتمعات المسلمة في نيويورك، صارت تواجه بصخب أكبر تأثير الإسلاموفوبيا الرهيب على مجتمعها ومدينتها والبلد بأسره.
واعتبرت أنها أصبحت "هدفا لصناعة الإسلاموفوبيا" التي "تقودها مجموعة ممولة تمويلا جيدا من المنظمات والمتحدثين الذين يغذون المشاعر المعادية للمسلمين من خلال الروايات المضللة، والدعاية، والسياسات المحلية، وتشويه سمعة النشطاء المسلمين والشخصيات العامة".
وأعربت عن حزنها لاستمرار هجمات الكراهية ضدها وضد الأجانب في وسائل الإعلام المحافظة. وقالت: "يحزنني بعمق أن أطفالي الثلاثة يخافون(...) ويجب أن أفكر في تأمين سلامتي البدنية حتى أثناء المشي في أحياء بروكلين".
وذكرت في مقالها المسيرة التي نظمها محتجون من اليمين المتطرف في منهاتن في مايو/أيار الماضي، هتفوا خلالها ضد اختيارها لتلقي كلمة في حفل تخريج دفعة جديدة في كلية الدراسات العليا للصحة العامة والسياسات الصحية في نيويورك، معتبرين أنها ضد الولايات المتحدة، لأنها معادية للاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت أن خطابها في التجمع المسلم لم يحمل دعوة للعنف، بل دعوة لقول الحقيقة والالتزام بالنضال من أجل العدالة العرقية والاقتصادية. وقالت: "كنت أتحدث إلى جمهور مسلم عن وجوب أن نكون أحرارا في تبادل ومناقشة الكتاب المقدس وتعاليم حبيبي النبي. كانت تصريحاتي واضحة، وسجل نشاطي أكثر وضوحا، وجذوري عميقة في اللاعنف على النحو الذي تبناه القس مارتن لوثر كينغ الابن".
وأشارت إلى أن حملة التشهير الأخيرة ركزت على شيطنة مصطلح "الجهاد" الذي يعاني منه غالبية المسلمين، والذي هو بحسب علماء الدين، يعني "النضال" أو "السعي إلى". واعتبرت أن مراقبة وضبط إيمان الأشخاص وممارستهم السلمية لدينهم سابقة خطيرة في أميركا.
وأكدت أنها يوميا تتحدث عن قضايا المرأة، وحقوق السكان الأصليين، وضرورة الكفاح من أجل حياة السود وضد الحظر على المسلمين واللاجئين. وأضافت: "يجب أن نكافح الظلم وعدم المساواة عبر المسيرات والإجراءات المباشرة وتغيير السياسات، وإيصال أصواتنا للإعلام".
ولفتت صرصور إلى أن "وجهات نظري ليست فريدة من نوعها أو خاصة، بل مثل العديد من النشطاء في جميع أنحاء البلاد. لكن أسباب استهدافي أنني امرأة أميركية فلسطينية وأرتدي الحجاب، وأصبح وجودي مألوفا بأي نشاط معارض ولا عنفي، ويريدون إسكات النشطاء وتشويه سمعتهم لأنهم يدعون إلى العدالة ويوقظون الجماهير".
(العربي الجديد)